الحمد لله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فهذا جمع لكلام الألوسي رحمه الله تعالى في السبكيين التاج والتقي الأب وابنه وبيان لحالهما وما كانا عليه من عداء أهل التوحيد ونشر البدع والجهل بالدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فهما من كبار متعصبة الشافعية ومن أئمة الأشعرية والقبورية الوثنية ويكفي في ذلك كتاب (شفاء السقام) فما من قبوري إلا وقد جعله عمدته ومرجعه فقد زين فيه القبورية ونصر فيه الوثنية أما ما يتعلق بالصفات ونصرة الأشعرية الجهمية فما وجدا لذلك سبيلاً إلا سلكاه ويكفي في ذلك نشر الإبن في طبقاته المسماة طبقات الشافعية لكثير من ذلك وقد نشر رسالة ابن جهبل كاملة في الرد على الحموية لشيخ الإسلام.
ومن اسوأ ما سلكاه رميهما لابن تيمية وابن القيم بكل قبيح حتى وصل للوصف بالكفر حتى قال في السيف الصقيل معقبا على الإمام ابن القيم رحمه الله"
"فهو الملحد لعنه الله وما أوقحه وما أكثر تجرؤه أخزاه الله"
السيف الصقيل ص 37
وغير ذلك مما لا تتسع له مقدمة هذه الرسالة ومن المؤسف أن تجد احتفاء أهل السنة بهما فإذا ذكرا لا يذكرا بغير الإمام أو قاضي القضاة أو شيخ الإسلام وهذه الألفاظ ينبغي أن لا تطلق على القبورية والأشاعرة والجهمية والماتردية ومتعصبة المذاهب وأضرابهم وإخوانهم.
قال العلامة ابن سحمان رحمه الله تعالى: " فهذا التلطف والشفقة والرحمة لا يجوز أن يعامل بها من ينكر علو الله على خلقه.... بل يعامل بالغلظة والشدة والمعاداة الظاهرة.. " كشف الشبهتين (27)
ومن المؤسف كذلك رواج كتبهما بين أهل السنة وكأن أهل السنة لم يصنفوا في المواضيع التي كتبا فيها فإلى الله المشتكى
🔸وقبل نقل كلام الألوسي انقل هذا الكلام للسخاوي معلقا على بعض كلام التاج السبكي:
" قال فيما قرأته في ترجمة سلامة الصياد المنبجي الزاهد ما نصه :
" يا مسلم استحي من الله ، كم تجازف وكم تضع من أهل السنة الذين هم الأشعرية ، ومتى كانت الحنابلة ، وهل ارتفع للحنابلة قط رأس "
ثم قال السخاوي معلقا على كلام السبكي :
" وهذا من أعجب العجاب ، وأصحب للتعصب ، بل أبلغ في خطأ الخطاب ؛ ولذا كتب تحت خطه بعد مدة قاضي عصرنا وشيخ المذهب العز الكناني ما نصه :
" وكذا والله ما ارتفع للمعطلة رأس "
ثم وصف التاج بقوله :
" هو رجلٌ قليل الأدب ، عديم الإنصاف ، جاهل بأهل السنة ورتبهم ، يدلك على ذلك كلامه " .
...........................
" الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ "
للسخاوي
🔸 قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فهؤلاء الأمم كلهم جعلوا مدار احتجاجهم على عدم قبول ما جاءت به الرسل أنه لم يكن عليه أسلافهم، ولا عرفوه منهم، فانظر إلى سوء مداركهم، وجمود قرائحهم، ولو كانت لهم قلوب يفقهون بها وآذان يسمعون بها وأعين يبصرون بها لعرفوا الحق بدليله، وانقادوا لليقين من غير تزييفه ولا تعليله، وهكذا أخلافهم ووراثهم، هذا النبهاني لم يفد فيه ما ألف من الكتب المفصلة لإثبات الحق وإبطال الباطل، ولم يلتفت إليها بسبب مخالفتها لما كان عليه السبكي، وابن حجر المكي "
غاية الأماني (1/36)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فمثل هؤلاء إذا قالوا أقوالا تخالف الكتاب والسنة يضرب بها على وجوه قائليها كان من كان، ومن ابن حجر والسبكي والرفاعي ونحوهم حتى نعارض بكلامهم وحي الرسول صلى الله عليه وسلم ولاسيما في مثل هذه المطالب العالية.
فكلام النبهاني من أوله إلى آخره على هذا المنهج، لا يستدل على مطلوبه إلا بحديث موضوع، أو قول أحد الغلاة، أو قول من لا يؤخذ بقوله، على أنه مع بطلانه مقلد فيه "
غاية الأماني (1/82)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" أقول: هذا كلام ساقط عن درجة الاعتبار، لما قدمناه في الوجه الثالث من كلام الحافظ ابن القيم، ولما أوردناه من النصوص والدلائل على بطلان هذا القول، وابن حجر مضطرب الكلام لا يثبت على قول، فإنه ذكر هنا أن الاجتهاد قد انقطع من ستمائة سنة بالنظر إلى عصره، مع أنه ذكر في كتابه "الجوهر المنظم" عند شتمه لشيخ الإسلام ابن تيمية ما نصه:
"ولقد تصدى شيخ الإسلام، وعالم الأنام، المجمع على جلالته واجتهاده، وصلاحه وإمامته، التقي السبكي- قدس الله روحه ونور ضريحه- للرد في تصنيف مستقل، أفاد فيه وأجاد، وأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصواب، فشكر الله مسعاه، وأدام عليه شآبيب رحمته ورضاه"اهـ.
ثم قال قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فانظر إلى ابن حجر كيف ادعى الإجماع على اجتهاد السبكي لكونه على منهجه ومسلكه في الابتداع واتباع الهوى "
غاية الأماني (1/97)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وإني أبشرك أيها المبتدع أن جميع كتب شيخ الإسلام وأصحابه ستطبع قريبا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، حيث يظهر بها زيغ الملحدين، وافتراء السبكي وابن حجر ( الهيتمي ) وأضرابهما من المتبعين لهواهم، الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ."
غاية الأماني (1/162)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" إن صحت رؤياك أيها النبهاني -وإن كان ما تراه يقظة ومناما أضغاث أحلام- دلت على أن الله تعالى كشف لك عن حال مقتداك، وشيخ بدعك وهو السبكي، فإنه كما هو المعلوم لدى كل منصف كان من ألد الخصوم لشيخ الإسلام، بل لكل أهل الحق "
غاية الأماني (1/165)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" ومن بعد السبكي كلهم قلدوه في رأيه الفاسد، واعتقاده الكاسد، الذي ذكره في كتابه (شفاء السقام) . وقد علمت حال هذا الكتاب، وما جرى عليه من الرد والإبطال، فقد رده الإمام العالم العلامة الحافظ المحقق أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المقدسي قدس الله روحه، في كتابه الذي سماه (الصارم المنكي في الرد على السبكي) وقد حقق فيه المسائل المتعلقة بزيارة القبور، وبين ما كان فيها من حق وزور، وأظهر جهل السبكي بعلم الأثر والحديث، وعدم فهمه لمقاصد الشريعة.
ومن نظر إلى هذا الكتاب تبين له أن شهرة السبكي بالعلم كانت شهرة كاذبة، وأن نظره كنظر العوام، وأن منزلته من العلماء كقطرة من بحر ماء، ونغبة من داماء لا يعلم شيئا من معقول ولا منقول، وأن إطراء غلاة الشافعية فيه من محض تعصبهم وقسوة قلوبهم، فهي كالحجارة أو أشد قسوة "
غاية الأماني (1/174)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وقد رأيت ما لقي السبكي من الويل والعطب بسبب مجاوزته حده في الجهل والحسد، وما أحسن ما وصف به الحافظ أبو عبد الله بن قدامة كتاب (شفاء السقام) وترجم مؤلفه السبكي.
أما وصف الكتاب فهو هذا: قال الحافظ: "أما بعد؛ فإني وقفت على الكتاب الذي ألفه بعض قضاة الشافعية، في الرد على شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية، في مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى القبور، وذكر أنه قد سماه "شن الغارة على من أنكر سفر الزيارة" ثم زعم أنه اختار أن يسميه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام) فوجدت كتابه مشتملا على تصحيح الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتقوية الآثار الواهية والمكذوبة، وعلى تضعيف الأحاديث الصحيحة الثابتة، والآثار القوية المقبولة وتحريفها عن مواضعها، وصرفها عن ظاهرها، بالتأويلات المستنكرة المردودة.
ثم أخذ يصف المؤلف ويترجم أحواله، فقال: ورأيت مؤلف هذا الكتاب المذكور رجلا مماريا معجبا برأيه، متبعا لهواه، ذاهبا في كثير مما يعتقده إلى الأقوال الشاذة، والآراء الساقطة، صار في أشياء مما يعتمده إلى الشبه المخيلة، والحجج الداحضة، وربما خرق الإجماع في مواضع لم يسبق إليها، ولم يوافقه أحد من الأئمة عليها، وهو في الجملة لون غريب وبناء عجيب، تارة يسلك فيما ينصره ويقويه مسلك المجتهدين فيكون مخطئا في ذلك الاجتهاد، ومرة يزعم فيما يقوله ويدعيه أنه من جملة المقلدين فيكون من قلده مخطئا في ذلك الاعتقاد، نسأل الله سبحانه أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا الهداية والسداد، هذا مع أنه إن ذكر حديثا مرفوعا أو أثرا موقوفا- وهو غير ثابت- قبله إذا كان موافقا لهواه، وإن كان ثابتا رده إما بتأويل أو غيره إذا كان مخالفا لهواه، وإن نقل عن بعض الأئمة الأعلام- كمالك وغيره- ما يوافق رأيه قبله وإن كان مطعونا فيه غير صحيح عنه، وإن كان مما يخالف رأيه رده ولم يقبله؛ وإن كان صحيحا ثابتا، وإن حكى شيئا مما يتعلق بالكلام على الحديث وأحوال الرواة عن أحد من أئمة الجرح والتعديل- كالإمام أحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي، وأبي حاتم البستي، وأبي جعفر العقيلي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عبد الله الحاكم صاحب "المستدرك"، وأبي بكر البيهقي، وغيرهم من الحفاظ، وكان مخالفا لما ذهب إليه- لم يقبل قوله ورده عليه وناقشه فيه، وإن كان ذلك الإمام قد أصاب في ذلك القول ووافقه غيره من الأئمة عليه، وإن كان موافقا لما صار إليه تلقاه بالقبول واحتج به واعتمد عليه، وإن كان ذلك الإمام قد خولف في ذلك ولم يتابعه غيره من الأئمة عليه، وهذا هو عين الجور والظلم وعدم القيام بالقسط، نسأل الله التوفيق ونعوذ به من
الخذلان واتباع الهوى، هذا مع أنه حمله إعجابه برأيه وغلبه اتباع هواه على أن نسب سوء الفهم والغلط في النقل إلى جماعة من العلماء الأعلام، المعتمد عليهم في حكاية مذاهب الفقهاء واختلافهم وتحقيق معرفة الأحكام، حتى زعم أن ما نقله الشيخ أبو زكريا النووي في "شرح مسلم" عن الشيخ أبي محمد الجويني من النهي عن شد الرحال، وإعمال المطي إلى غير المساجد الثلاثة كالذهاب إلى قبور الأنبياء والصالحين وإلى المواضع الفاضلة ونحو ذلك- هو مما غلط فيه على الشيخ أبي محمد، وأن ذلك وقع منه على سبيل السهو والغفلة، قال: ولو قاله يعني الشيخ أبا محمد أو غيره ممن يقبل كلامه الغلط لحكمنا بغلطه وأنه لم يفهم مقصود الحديث.
فانظر إلى كلام هذا المعترض المتضمن لرد النقل الصحيح بالرأي الفاسد، واجمع بينه وبين ما حكاه عن شيخ الإسلام من الافتراء العظيم، والإفك المبين، والكذب الصراح، وهو ما نقله عنه من أنه جعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الأنبياء عليهم السلام معصية بالإجماع مقطوعا بها "
غاية الأماني ( 1/ 433-435)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فلا بدع من هذا المبتدع بل القبوري وهو النبهاني أن يحتج على ترويج مقاصده بالسبكي وأمثاله من أسلافه غلاة الشافعية، بل الفرقة الزائغة الحلولية أعداء الحق وأهله، وخصوم الدين ومن أخذ به ."
غاية الأماني ( 1/436).
🔸 قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وليت النبهاني المثبور كان عنده شيء من البصيرة والفهم، فلم ينقل هذه المقالة الشنعاء عن السبكي حتى فضحه بها، وقد توفاه الله تعالى منذ مئات من السنين، ولكن أبى الله إلا أن يفضح من تنقص خيار الأمة وسلفها بكشف عورات جهالاتهم.
ثم إن ما حكاه عن السبكي من المقالة الفظيعة مختلة المبنى والمعنى يرد على كل كلمة من كلماتها إيرادات ومؤاخذات لو بسطنا الكلام فيها لاستوجب أن يفرد له كتاب مفصل، والوقت يضيق عن الاشتغال بمثل ذلك "
غاية الأماني (1/440)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" والمقصود أن السبكي ابتدع ما لم يسبق إليه أحد وترك الأمر المسنون وهو الاستخارة إن كان ما تصدى إليه من مواضعها. "
غاية الأماني (1/448)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" هذا حال السبكي الذي أعده النبهاني المسكين سلاحا في ميدان الطعن بشيخ الإسلام وجرحه، والحمد لله الذي جعل أعداء أهل الحق في كل عصر وزمان من أجهل الناس وأضلهم وأغواهم، ومن العجائب أن السبكي- مع هذه الأحوال التي سمعتها- قد جعله ابن حجر المكي من المجتهدين الاجتهاد المطلق، وأنه مما لم يخالف أحد في وصوله إلى هذه المرتبة، وأنه أمام أهل التحقيق، التدقيق، وأنه ليس له نظير ولا قرين في كل فن، إلى غير ذلك من الأوصاف الجليلة، فإذا جرى ذكر تقي الدين ابن تيمية وأصحابه من أهل الحديث الحفاظ المتقنين شتمهم بكل ما خطر له، وذمهم بكل ما يقع في تصوره، فانظر إلى هذا التعصب وعدم الإنصاف، وهذا أحد الأسباب التي أوجبت انحطاط الإسلام إلى ما نرى،
وأعظمها تطاول السفهاء وإناطة الأمر إلى غير أهله، وعنده يترقب الخراب العام.
وابن السبكي الذي جرى مجرى أبيه لم يدع منقبة من مناقب الأولين والآخرين إلا وأثبتها لوالده ظنا منه أن الحقائق تخفى، وما درى هذا المسكين أن الأمر كما قيل:
ومهما تكن عند امرىء من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وفي المثل السائر: كل فتاة بأبيها معجبة.
والمقصود؛ أن قدح مثل السبكي بمثل الشيخ ابن تيمية كصرير باب، وطنين ذباب، ولولا التقى لقلنا: لا يضر السحاب نبح الكلاب. "
غاية الأماني (1/ 451-452)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وأما ما نسب النبهاني إلى الشيخ من القول بالجهة فهو من افتراءات السبكي وابن حجر المكي وغيرهما من أعدائه وخصومه، والنبهاني قلدهم في هذا القول تقليدا أعمى كما هو ديدنه وعادته، وكتب الشيخ طافحة من تنزيه الله تعالى عن الجهة والجسمية، ومدار كلامه على ما ثبت بالكتاب والسنة وأقوال السلف "
غاية الأماني (1/559)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى( عن صاحب جلاء العينين) :
"
وذكر أيضا بدع القبوريين وأعمالهم الشركيه، وأظهر افتراء ابن حجر وخيانته في النقل واتباعه لهواه وخصومته للحق، وما كان من السبكي من العدوان والقول على الله بغير علم، وأي مذهب من مذاهب المسلمين يسوغ ما كان ابن حجر والسبكي ونحوهما من التجاوز والقدح في علماء السنة النبوية وحفاظ الحديث بغير حق. "
غاية الأماني (1/561)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فإن السبكي جعل السفر لزيارة القبر وإعمال المطي لها والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من باب تعظيمه وتوقيره. وابن قدامة رحمه الله تعالى رد عليه وقال ما حاصله: إنه ليس كل تعظيم مشروعا، فالسجود فيه تعظيم مع أنه لغير الله تعالى كفر، والطواف بالقبر تعظيم وهو أيضا منهي عنه واعتقاد أنه يعلم الغيب فيه تعظيم وهو من خواص الألوهية وهكذا جميع ما هو من خواص الإله سبحانه فيها تعظيم وتوقير ولا يجوز إثباتها لغير الله تعالى "
غاية الأماني ( 2/36)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وكل منصف ذي فهم يعلم أن ما قاله ابن حجر والسبكي وأضرابهما هو محض إتباع هوى ومكابرة وعناء "
غاية الأماني (2/61)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى ( عن الأب ) :
" فليت شعري بأي فضيلة استحق السبكي أن يعبر عنه بشيخ الإسلام، هل بإغرائه العوام على عبادة غير الله والمغالاة في الدين، أو بنيابته في الشام بعد أن تقلدها بالرشوة حتى حرص عليها وعض عليها بالنواجذ وطلب أن تكون لولده من بعده، أو بشتمه خيار عباد الله، أو بجهله بما ورد في الكتاب والسنة كما نبه عليه ابن عبد الهادي الحافظ الشهير على ما سبق، وهو في كل ذلك لا يستحق هذا التعبير، فلا أرى اللائق به إلا أن يلقب بشيخ الغلاة، ومصنف "جلاء العينين" عفا الله عنه لم يعط خصوم الشيخ وأعداء الحق حقهم من سوء التعبير اللائق بضلالهم "
غاية الأماني (2/98)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" كما شتم شيخ الإسلام وأكابر أصحابه إقتداء بمشايخه السبكي وولده وابن حجر، وقلدهم تقليد أعمى، ولم يلتفت إلى الدليل، وقد كفيناه وأعطيناه حقه بل زدناه "
غاية الأماني (2/185)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" أن ما قاله خصماء الشيخ تقي الدين منبعث عن محض هوى لم تقتضه مناظرة ولم يبعث عليه دليل، ولاسيما ما ذكره السبكي وولده، وابن حجر المكي، وأتباعهم ومقلدوهم، فكل أحد يعلم أن ما نسبوه إليه افتراء، وما قدحوه به مجرد شتم للشيخ تقي الدين استوجبه إبطال الشيخ لما تهواه نفوس هؤلاء من البدع والأهواء "
غاية الأماني (2/294)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وأما كتب ابن حجر التي فرح بها هذا الزائغ فإنها لا تصلح عند من له بصيرة ونظر لغير العطار والإسكاف، فهي إما مزاود للعقاقير، وإما بطائن للخفاف، حيث أنها قشور لا لب فيها، وهكذا كتب السبكي وابنه، وفي المثل: "رمتني بدائها وانسلت". "
غاية الأماني (2/328)
🔸 وفي هذه النقولات كفاية لمن له نظر ومسكة علم ومن أراد أن يعرف أكثر فليبحث عن ردود العلماء وما كتبه ابن عبدالهادي وأئمة الدعوة النجدية وأختم بما قاله يوسف بن حسن بن عبد الهادي الشهيربابن المبرد: في رده على ابن عساكر:
"فقد أثبت (أي: ابن عساكر ) أنه كان أكثر عمره على غير السنة، وأنه كان معتزليا متكلماً، وأنه تاب من الاعتزال ولم يتب من الكلام.فيا سبحان الله! من كان بهذه المثابة وبهذه الحالة يجعل إمام المسلمين والمقتدى به، ويترك مثل .........أحمد بن حنبل،وسفيان الثوري،وابن المبارك، ولا يقتدى ولا يذكر إلا هذا الذي أقام على البدعة عمره"
"جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر "
( ص 105. )
🔸والله الموفق لا رب سواه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
سحر يوم الثلاثاء 14/7/1438
🔸 أما بعد: فهذا جمع لكلام الألوسي رحمه الله تعالى في السبكيين التاج والتقي الأب وابنه وبيان لحالهما وما كانا عليه من عداء أهل التوحيد ونشر البدع والجهل بالدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فهما من كبار متعصبة الشافعية ومن أئمة الأشعرية والقبورية الوثنية ويكفي في ذلك كتاب (شفاء السقام) فما من قبوري إلا وقد جعله عمدته ومرجعه فقد زين فيه القبورية ونصر فيه الوثنية أما ما يتعلق بالصفات ونصرة الأشعرية الجهمية فما وجدا لذلك سبيلاً إلا سلكاه ويكفي في ذلك نشر الإبن في طبقاته المسماة طبقات الشافعية لكثير من ذلك وقد نشر رسالة ابن جهبل كاملة في الرد على الحموية لشيخ الإسلام.
ومن اسوأ ما سلكاه رميهما لابن تيمية وابن القيم بكل قبيح حتى وصل للوصف بالكفر حتى قال في السيف الصقيل معقبا على الإمام ابن القيم رحمه الله"
"فهو الملحد لعنه الله وما أوقحه وما أكثر تجرؤه أخزاه الله"
السيف الصقيل ص 37
وغير ذلك مما لا تتسع له مقدمة هذه الرسالة ومن المؤسف أن تجد احتفاء أهل السنة بهما فإذا ذكرا لا يذكرا بغير الإمام أو قاضي القضاة أو شيخ الإسلام وهذه الألفاظ ينبغي أن لا تطلق على القبورية والأشاعرة والجهمية والماتردية ومتعصبة المذاهب وأضرابهم وإخوانهم.
قال العلامة ابن سحمان رحمه الله تعالى: " فهذا التلطف والشفقة والرحمة لا يجوز أن يعامل بها من ينكر علو الله على خلقه.... بل يعامل بالغلظة والشدة والمعاداة الظاهرة.. " كشف الشبهتين (27)
ومن المؤسف كذلك رواج كتبهما بين أهل السنة وكأن أهل السنة لم يصنفوا في المواضيع التي كتبا فيها فإلى الله المشتكى
🔸وقبل نقل كلام الألوسي انقل هذا الكلام للسخاوي معلقا على بعض كلام التاج السبكي:
" قال فيما قرأته في ترجمة سلامة الصياد المنبجي الزاهد ما نصه :
" يا مسلم استحي من الله ، كم تجازف وكم تضع من أهل السنة الذين هم الأشعرية ، ومتى كانت الحنابلة ، وهل ارتفع للحنابلة قط رأس "
ثم قال السخاوي معلقا على كلام السبكي :
" وهذا من أعجب العجاب ، وأصحب للتعصب ، بل أبلغ في خطأ الخطاب ؛ ولذا كتب تحت خطه بعد مدة قاضي عصرنا وشيخ المذهب العز الكناني ما نصه :
" وكذا والله ما ارتفع للمعطلة رأس "
ثم وصف التاج بقوله :
" هو رجلٌ قليل الأدب ، عديم الإنصاف ، جاهل بأهل السنة ورتبهم ، يدلك على ذلك كلامه " .
...........................
" الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ "
للسخاوي
🔸 قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فهؤلاء الأمم كلهم جعلوا مدار احتجاجهم على عدم قبول ما جاءت به الرسل أنه لم يكن عليه أسلافهم، ولا عرفوه منهم، فانظر إلى سوء مداركهم، وجمود قرائحهم، ولو كانت لهم قلوب يفقهون بها وآذان يسمعون بها وأعين يبصرون بها لعرفوا الحق بدليله، وانقادوا لليقين من غير تزييفه ولا تعليله، وهكذا أخلافهم ووراثهم، هذا النبهاني لم يفد فيه ما ألف من الكتب المفصلة لإثبات الحق وإبطال الباطل، ولم يلتفت إليها بسبب مخالفتها لما كان عليه السبكي، وابن حجر المكي "
غاية الأماني (1/36)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فمثل هؤلاء إذا قالوا أقوالا تخالف الكتاب والسنة يضرب بها على وجوه قائليها كان من كان، ومن ابن حجر والسبكي والرفاعي ونحوهم حتى نعارض بكلامهم وحي الرسول صلى الله عليه وسلم ولاسيما في مثل هذه المطالب العالية.
فكلام النبهاني من أوله إلى آخره على هذا المنهج، لا يستدل على مطلوبه إلا بحديث موضوع، أو قول أحد الغلاة، أو قول من لا يؤخذ بقوله، على أنه مع بطلانه مقلد فيه "
غاية الأماني (1/82)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" أقول: هذا كلام ساقط عن درجة الاعتبار، لما قدمناه في الوجه الثالث من كلام الحافظ ابن القيم، ولما أوردناه من النصوص والدلائل على بطلان هذا القول، وابن حجر مضطرب الكلام لا يثبت على قول، فإنه ذكر هنا أن الاجتهاد قد انقطع من ستمائة سنة بالنظر إلى عصره، مع أنه ذكر في كتابه "الجوهر المنظم" عند شتمه لشيخ الإسلام ابن تيمية ما نصه:
"ولقد تصدى شيخ الإسلام، وعالم الأنام، المجمع على جلالته واجتهاده، وصلاحه وإمامته، التقي السبكي- قدس الله روحه ونور ضريحه- للرد في تصنيف مستقل، أفاد فيه وأجاد، وأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصواب، فشكر الله مسعاه، وأدام عليه شآبيب رحمته ورضاه"اهـ.
ثم قال قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فانظر إلى ابن حجر كيف ادعى الإجماع على اجتهاد السبكي لكونه على منهجه ومسلكه في الابتداع واتباع الهوى "
غاية الأماني (1/97)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وإني أبشرك أيها المبتدع أن جميع كتب شيخ الإسلام وأصحابه ستطبع قريبا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، حيث يظهر بها زيغ الملحدين، وافتراء السبكي وابن حجر ( الهيتمي ) وأضرابهما من المتبعين لهواهم، الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ."
غاية الأماني (1/162)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" إن صحت رؤياك أيها النبهاني -وإن كان ما تراه يقظة ومناما أضغاث أحلام- دلت على أن الله تعالى كشف لك عن حال مقتداك، وشيخ بدعك وهو السبكي، فإنه كما هو المعلوم لدى كل منصف كان من ألد الخصوم لشيخ الإسلام، بل لكل أهل الحق "
غاية الأماني (1/165)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" ومن بعد السبكي كلهم قلدوه في رأيه الفاسد، واعتقاده الكاسد، الذي ذكره في كتابه (شفاء السقام) . وقد علمت حال هذا الكتاب، وما جرى عليه من الرد والإبطال، فقد رده الإمام العالم العلامة الحافظ المحقق أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المقدسي قدس الله روحه، في كتابه الذي سماه (الصارم المنكي في الرد على السبكي) وقد حقق فيه المسائل المتعلقة بزيارة القبور، وبين ما كان فيها من حق وزور، وأظهر جهل السبكي بعلم الأثر والحديث، وعدم فهمه لمقاصد الشريعة.
ومن نظر إلى هذا الكتاب تبين له أن شهرة السبكي بالعلم كانت شهرة كاذبة، وأن نظره كنظر العوام، وأن منزلته من العلماء كقطرة من بحر ماء، ونغبة من داماء لا يعلم شيئا من معقول ولا منقول، وأن إطراء غلاة الشافعية فيه من محض تعصبهم وقسوة قلوبهم، فهي كالحجارة أو أشد قسوة "
غاية الأماني (1/174)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وقد رأيت ما لقي السبكي من الويل والعطب بسبب مجاوزته حده في الجهل والحسد، وما أحسن ما وصف به الحافظ أبو عبد الله بن قدامة كتاب (شفاء السقام) وترجم مؤلفه السبكي.
أما وصف الكتاب فهو هذا: قال الحافظ: "أما بعد؛ فإني وقفت على الكتاب الذي ألفه بعض قضاة الشافعية، في الرد على شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية، في مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى القبور، وذكر أنه قد سماه "شن الغارة على من أنكر سفر الزيارة" ثم زعم أنه اختار أن يسميه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام) فوجدت كتابه مشتملا على تصحيح الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتقوية الآثار الواهية والمكذوبة، وعلى تضعيف الأحاديث الصحيحة الثابتة، والآثار القوية المقبولة وتحريفها عن مواضعها، وصرفها عن ظاهرها، بالتأويلات المستنكرة المردودة.
ثم أخذ يصف المؤلف ويترجم أحواله، فقال: ورأيت مؤلف هذا الكتاب المذكور رجلا مماريا معجبا برأيه، متبعا لهواه، ذاهبا في كثير مما يعتقده إلى الأقوال الشاذة، والآراء الساقطة، صار في أشياء مما يعتمده إلى الشبه المخيلة، والحجج الداحضة، وربما خرق الإجماع في مواضع لم يسبق إليها، ولم يوافقه أحد من الأئمة عليها، وهو في الجملة لون غريب وبناء عجيب، تارة يسلك فيما ينصره ويقويه مسلك المجتهدين فيكون مخطئا في ذلك الاجتهاد، ومرة يزعم فيما يقوله ويدعيه أنه من جملة المقلدين فيكون من قلده مخطئا في ذلك الاعتقاد، نسأل الله سبحانه أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا الهداية والسداد، هذا مع أنه إن ذكر حديثا مرفوعا أو أثرا موقوفا- وهو غير ثابت- قبله إذا كان موافقا لهواه، وإن كان ثابتا رده إما بتأويل أو غيره إذا كان مخالفا لهواه، وإن نقل عن بعض الأئمة الأعلام- كمالك وغيره- ما يوافق رأيه قبله وإن كان مطعونا فيه غير صحيح عنه، وإن كان مما يخالف رأيه رده ولم يقبله؛ وإن كان صحيحا ثابتا، وإن حكى شيئا مما يتعلق بالكلام على الحديث وأحوال الرواة عن أحد من أئمة الجرح والتعديل- كالإمام أحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي، وأبي حاتم البستي، وأبي جعفر العقيلي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عبد الله الحاكم صاحب "المستدرك"، وأبي بكر البيهقي، وغيرهم من الحفاظ، وكان مخالفا لما ذهب إليه- لم يقبل قوله ورده عليه وناقشه فيه، وإن كان ذلك الإمام قد أصاب في ذلك القول ووافقه غيره من الأئمة عليه، وإن كان موافقا لما صار إليه تلقاه بالقبول واحتج به واعتمد عليه، وإن كان ذلك الإمام قد خولف في ذلك ولم يتابعه غيره من الأئمة عليه، وهذا هو عين الجور والظلم وعدم القيام بالقسط، نسأل الله التوفيق ونعوذ به من
الخذلان واتباع الهوى، هذا مع أنه حمله إعجابه برأيه وغلبه اتباع هواه على أن نسب سوء الفهم والغلط في النقل إلى جماعة من العلماء الأعلام، المعتمد عليهم في حكاية مذاهب الفقهاء واختلافهم وتحقيق معرفة الأحكام، حتى زعم أن ما نقله الشيخ أبو زكريا النووي في "شرح مسلم" عن الشيخ أبي محمد الجويني من النهي عن شد الرحال، وإعمال المطي إلى غير المساجد الثلاثة كالذهاب إلى قبور الأنبياء والصالحين وإلى المواضع الفاضلة ونحو ذلك- هو مما غلط فيه على الشيخ أبي محمد، وأن ذلك وقع منه على سبيل السهو والغفلة، قال: ولو قاله يعني الشيخ أبا محمد أو غيره ممن يقبل كلامه الغلط لحكمنا بغلطه وأنه لم يفهم مقصود الحديث.
فانظر إلى كلام هذا المعترض المتضمن لرد النقل الصحيح بالرأي الفاسد، واجمع بينه وبين ما حكاه عن شيخ الإسلام من الافتراء العظيم، والإفك المبين، والكذب الصراح، وهو ما نقله عنه من أنه جعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الأنبياء عليهم السلام معصية بالإجماع مقطوعا بها "
غاية الأماني ( 1/ 433-435)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فلا بدع من هذا المبتدع بل القبوري وهو النبهاني أن يحتج على ترويج مقاصده بالسبكي وأمثاله من أسلافه غلاة الشافعية، بل الفرقة الزائغة الحلولية أعداء الحق وأهله، وخصوم الدين ومن أخذ به ."
غاية الأماني ( 1/436).
🔸 قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وليت النبهاني المثبور كان عنده شيء من البصيرة والفهم، فلم ينقل هذه المقالة الشنعاء عن السبكي حتى فضحه بها، وقد توفاه الله تعالى منذ مئات من السنين، ولكن أبى الله إلا أن يفضح من تنقص خيار الأمة وسلفها بكشف عورات جهالاتهم.
ثم إن ما حكاه عن السبكي من المقالة الفظيعة مختلة المبنى والمعنى يرد على كل كلمة من كلماتها إيرادات ومؤاخذات لو بسطنا الكلام فيها لاستوجب أن يفرد له كتاب مفصل، والوقت يضيق عن الاشتغال بمثل ذلك "
غاية الأماني (1/440)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" والمقصود أن السبكي ابتدع ما لم يسبق إليه أحد وترك الأمر المسنون وهو الاستخارة إن كان ما تصدى إليه من مواضعها. "
غاية الأماني (1/448)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" هذا حال السبكي الذي أعده النبهاني المسكين سلاحا في ميدان الطعن بشيخ الإسلام وجرحه، والحمد لله الذي جعل أعداء أهل الحق في كل عصر وزمان من أجهل الناس وأضلهم وأغواهم، ومن العجائب أن السبكي- مع هذه الأحوال التي سمعتها- قد جعله ابن حجر المكي من المجتهدين الاجتهاد المطلق، وأنه مما لم يخالف أحد في وصوله إلى هذه المرتبة، وأنه أمام أهل التحقيق، التدقيق، وأنه ليس له نظير ولا قرين في كل فن، إلى غير ذلك من الأوصاف الجليلة، فإذا جرى ذكر تقي الدين ابن تيمية وأصحابه من أهل الحديث الحفاظ المتقنين شتمهم بكل ما خطر له، وذمهم بكل ما يقع في تصوره، فانظر إلى هذا التعصب وعدم الإنصاف، وهذا أحد الأسباب التي أوجبت انحطاط الإسلام إلى ما نرى،
وأعظمها تطاول السفهاء وإناطة الأمر إلى غير أهله، وعنده يترقب الخراب العام.
وابن السبكي الذي جرى مجرى أبيه لم يدع منقبة من مناقب الأولين والآخرين إلا وأثبتها لوالده ظنا منه أن الحقائق تخفى، وما درى هذا المسكين أن الأمر كما قيل:
ومهما تكن عند امرىء من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وفي المثل السائر: كل فتاة بأبيها معجبة.
والمقصود؛ أن قدح مثل السبكي بمثل الشيخ ابن تيمية كصرير باب، وطنين ذباب، ولولا التقى لقلنا: لا يضر السحاب نبح الكلاب. "
غاية الأماني (1/ 451-452)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وأما ما نسب النبهاني إلى الشيخ من القول بالجهة فهو من افتراءات السبكي وابن حجر المكي وغيرهما من أعدائه وخصومه، والنبهاني قلدهم في هذا القول تقليدا أعمى كما هو ديدنه وعادته، وكتب الشيخ طافحة من تنزيه الله تعالى عن الجهة والجسمية، ومدار كلامه على ما ثبت بالكتاب والسنة وأقوال السلف "
غاية الأماني (1/559)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى( عن صاحب جلاء العينين) :
"
وذكر أيضا بدع القبوريين وأعمالهم الشركيه، وأظهر افتراء ابن حجر وخيانته في النقل واتباعه لهواه وخصومته للحق، وما كان من السبكي من العدوان والقول على الله بغير علم، وأي مذهب من مذاهب المسلمين يسوغ ما كان ابن حجر والسبكي ونحوهما من التجاوز والقدح في علماء السنة النبوية وحفاظ الحديث بغير حق. "
غاية الأماني (1/561)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فإن السبكي جعل السفر لزيارة القبر وإعمال المطي لها والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من باب تعظيمه وتوقيره. وابن قدامة رحمه الله تعالى رد عليه وقال ما حاصله: إنه ليس كل تعظيم مشروعا، فالسجود فيه تعظيم مع أنه لغير الله تعالى كفر، والطواف بالقبر تعظيم وهو أيضا منهي عنه واعتقاد أنه يعلم الغيب فيه تعظيم وهو من خواص الألوهية وهكذا جميع ما هو من خواص الإله سبحانه فيها تعظيم وتوقير ولا يجوز إثباتها لغير الله تعالى "
غاية الأماني ( 2/36)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وكل منصف ذي فهم يعلم أن ما قاله ابن حجر والسبكي وأضرابهما هو محض إتباع هوى ومكابرة وعناء "
غاية الأماني (2/61)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى ( عن الأب ) :
" فليت شعري بأي فضيلة استحق السبكي أن يعبر عنه بشيخ الإسلام، هل بإغرائه العوام على عبادة غير الله والمغالاة في الدين، أو بنيابته في الشام بعد أن تقلدها بالرشوة حتى حرص عليها وعض عليها بالنواجذ وطلب أن تكون لولده من بعده، أو بشتمه خيار عباد الله، أو بجهله بما ورد في الكتاب والسنة كما نبه عليه ابن عبد الهادي الحافظ الشهير على ما سبق، وهو في كل ذلك لا يستحق هذا التعبير، فلا أرى اللائق به إلا أن يلقب بشيخ الغلاة، ومصنف "جلاء العينين" عفا الله عنه لم يعط خصوم الشيخ وأعداء الحق حقهم من سوء التعبير اللائق بضلالهم "
غاية الأماني (2/98)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" كما شتم شيخ الإسلام وأكابر أصحابه إقتداء بمشايخه السبكي وولده وابن حجر، وقلدهم تقليد أعمى، ولم يلتفت إلى الدليل، وقد كفيناه وأعطيناه حقه بل زدناه "
غاية الأماني (2/185)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" أن ما قاله خصماء الشيخ تقي الدين منبعث عن محض هوى لم تقتضه مناظرة ولم يبعث عليه دليل، ولاسيما ما ذكره السبكي وولده، وابن حجر المكي، وأتباعهم ومقلدوهم، فكل أحد يعلم أن ما نسبوه إليه افتراء، وما قدحوه به مجرد شتم للشيخ تقي الدين استوجبه إبطال الشيخ لما تهواه نفوس هؤلاء من البدع والأهواء "
غاية الأماني (2/294)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وأما كتب ابن حجر التي فرح بها هذا الزائغ فإنها لا تصلح عند من له بصيرة ونظر لغير العطار والإسكاف، فهي إما مزاود للعقاقير، وإما بطائن للخفاف، حيث أنها قشور لا لب فيها، وهكذا كتب السبكي وابنه، وفي المثل: "رمتني بدائها وانسلت". "
غاية الأماني (2/328)
🔸 وفي هذه النقولات كفاية لمن له نظر ومسكة علم ومن أراد أن يعرف أكثر فليبحث عن ردود العلماء وما كتبه ابن عبدالهادي وأئمة الدعوة النجدية وأختم بما قاله يوسف بن حسن بن عبد الهادي الشهيربابن المبرد: في رده على ابن عساكر:
"فقد أثبت (أي: ابن عساكر ) أنه كان أكثر عمره على غير السنة، وأنه كان معتزليا متكلماً، وأنه تاب من الاعتزال ولم يتب من الكلام.فيا سبحان الله! من كان بهذه المثابة وبهذه الحالة يجعل إمام المسلمين والمقتدى به، ويترك مثل .........أحمد بن حنبل،وسفيان الثوري،وابن المبارك، ولا يقتدى ولا يذكر إلا هذا الذي أقام على البدعة عمره"
"جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر "
( ص 105. )
🔸والله الموفق لا رب سواه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
سحر يوم الثلاثاء 14/7/1438