الجمعة، 7 أبريل 2017

شبهة : انتفاع النبي صلى الله عليه وسلم بموسى في المعراج وجعلها من اصول دعاء الاموات

شبهة صوفية يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم انتفع بموسى في الإسراء وعليه فكل ميت ينفع في قبره فيدعى مع الله
الرد من وجوه :
1- القياس بين انتفاع الامة بنصيحة موسى عليه السلام باعتقادكم نفع اولياءكم قياس مع الفارق الكبير فأنتم تدعون من لا يسمعكم وإن سمعو ما استجابو لكم و النبي صلى الله عليه وسلم لم ينادي موسى عليه السلام و يطلب منه المدد و النصرة كما تفعلون و إنما كان كلامه معه كلام الحاضر السامع لما يقال له.
2- إن حياة الأنبياء في قبورهم وكذلك الشهداء لا ينكرها أحد ولكن هل كونهم أحياء فهذا يبيح سؤالهم؟ وكلام النبي صلى الله عليه وسلم لموسى حالة خاصة في وقت خاص فإنه لم يكن يكلم موسى في أي وقت وإنما كلمه في المعراج فقط.
3- لقد بنى الصوفية على هذا الحديث جواز سؤال الأنبياء في قبورهم مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل موسى وإنما موسى هو من قال له ( ارجع إلى ربك فاسأله )
4- وهي استطراد لماسبق أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى موسى وغيره من الأنبياء في السماوات على قدر منازلهم، ولم يكن عاكفا عند قبر موسى والفرق كبير جداً بين الأمرين فالصوفية يعكفون عند قبور مشايخهم يسألونهم دون الله وهذا لا يجوز.
4- أن الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء من ناداهم من الناس، ولا يستجيبون دعاء من دعاهم ، ولا يتكلمون مع الأحياء من البشر ولو كانوا أنبياء ، بل انقطع عملهم بموتهم ؛ لقول الله تعالى: ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )(فاطر:14) وقوله: ( وما أنت بمسمع من في القبور ) (فاطر:22)وقوله:( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) (الأحقاف:5-6)
ويستثنى من هذا الأصل ما ثبت بدليل صحيح، كسماع أهل القليب من الكفار كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب غزوة بدر ، وكصلاته بالأنبياء ليلة الإسراء، وحديثه مع الأنبياء في السماوات حينما عرج به إليها ، ومن ذلك نصح موسى لنبينا ـ عليهما الصلاة والسلام ـ أن يسأل الله التخفيف مما افترضه عليه وعلى أمته من الصلوات فراجع نبينا صلى الله عليه وسلم ربه في ذلك حتى صارت خمس صلوات في كل يوم وليلة ، وهذا من المعجزات وخوارق العادات فيقتصر فيه على ما ورد.ولا يقاس عليه غيره.
5 - كلمة انتفاع كلمة مجملة ومعلوم أن الميت قد ينفع الحي كما لو ترك علماً نافعاً أو ترك وقفاً صدقة فكون الميت ينفع لا يجيز ذلك أن تصرف له عبادة اختص الله عز وجل بها.  قال تعالى لسان نبيه: { قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضراً إلا ما شاء الله} ،  وقال { ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما أستجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم } وقال { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين} وقال :{ وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً }  وغيرها من النصوص الواضحات والأدلة البينات.
6- في ذكر الصوفية لهذا الحديث سانحة جيدة أن نذكرهم أن الإسراء كان للسماء وأن النبي صلى الله عليه وسلم كلم الله وهو فوق سبع سماوات مستو على عرشه بائن من خلقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق