الأحد، 3 سبتمبر 2017

السلفيون منطلقهم شرعي لذلك يفرحون بما حدث من سقوط للبناء على قبر إسماعيل الولي

الحمد لله وصلى الله على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فقد كتب الدكتور صلاح الدين الخنجر مقالاً عنونه بقوله ( قبة الشيخ إسماعيل الولي وسقوط الوهابية)  وهو كعادته في كتاباته يشرق مغرِّباً والعلم والحق في الشرق وهذه تعليقات يسيرة على مقاله :
🔸ابتدأ الخنجر مقاله بذكر آية سورة الكهف: " ﴿وَكَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم لِيَعلَموا أَنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السّاعَةَ لا رَيبَ فيها إِذ يَتَنازَعونَ بَينَهُم أَمرَهُم فَقالُوا ابنوا عَلَيهِم بُنيانًا رَبُّهُم أَعلَمُ بِهِم قالَ الَّذينَ غَلَبوا عَلى أَمرِهِم لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيهِم مَسجِدًا﴾
[الكهف: ٢١]
ولعل الخنجر ابتدأ بها للاستدلال على جواز البناء على القبور ولكن الآية تدل على ضد قصده فإن الله تعالى لم يذكر أن من أمر بالبناء عليها مسجداً هم أهل الإيمان بل هم أهل الغلبة والكثرة منهم بل ذكر أهل التفسير في أحد أقوالهم أن الآمرين بالبناء عليهم مسجداً هم أهل الشرك.
ثم أن المذكور هو فعل أناس قبلنا يخالف الموجود في شرعنا فلا يعمل به.
   وقد فهم أهل العلم من هذه الآية المنع من البناء على القبور :
🔸قال الحافظ ابن رجب في " فتح الباري في شرح البخاري  "حديث لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".

((وقد دل القرآن على مثل ما دل عليه هذا الحديث ، وهو قول الله عز وجل في قصة أصحاب الكهف: {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً} فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور ، وذلك يشعر بان مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المنتصر لما أنزل الله على رسله من الهدى " .
🔸وقال المحقق الآلوسي في تفسيره "روح المعاني" (5/31) " واستدل بالآية على جواز البناء على قبور العلماء واتخاذ مسجد عليها ، وجواز الصلاة في ذلك ! وممن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي ، وهو قول باطل عاطل ، فاسد كاسد ) .
🔸ثم قال الخنجر : " إن ولاية الشيخ إسماعيل الولي لا تحتاج إلى دليل وبرهان وذلك لارتباطه بالولاية وارتباط الولاية به " :
وقوله هذا من التألي على الله عز وجل وحكمه له بالولاية جزماً هكذا هو حكم له بالجنة وهو من جنس الحكم بالشهادة لشخص معين وهذا مما لا يصح شرعاً ،  قَالَ البخاري رحمه الله في صحيحه:  باب لا يقال فلان شهيد قال الحافظ ابن حجر عند تعليقه على قول البخاري هذا: " أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي " فالقطع بالولاية والشهادة لأحد معين شرعاً لا يصح إلا بالوحي وليس مع الخنجر وحي إلا التألي والتقول على الله عز وجل.
🔸 ومما يزيد الأمر وضوحاً وأنه لا يصح أن يجزم لأحد بالولاية قول الله تعالى: ﴿أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللَّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنون َ۝ الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ﴾
[يونس: ٦٢-٦٣] فإنه تعالى قد جعل للولاية شرطين هما :
1- الإيمان.
2- والتقوى.
 و حقيقة الإيمان والتقوى عمل غيبي في القلب لا يعلمه إلا الله وحده. قال تعالى: ﴿قالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنوا وَلكِن قولوا أَسلَمنا وَلَمّا يَدخُلِ الإيمانُ في قُلوبِكُم وَإِن تُطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ لا يَلِتكُم مِن أَعمالِكُم شَيئًا إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [الحجرات: ١٤]  فبين تعالى أن الإيمان لم يدخل قلبهم بعد مما يدل  على أنه لا يعلم حقيقة المتخلق به إلا الله وحده فهو في عمل قلبي.
  و التقوى أمرها كذلك قال مسلم في صحيحه: 2564 ( 32 ) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ  - يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ  مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَاتَنَاجَشُوا  ، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا ، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْض ٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ؛ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا - وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -... الحديث "  فبين صلى الله عليه وسلم أن التقوى كذلك حقيقتها في القلب ومافي القلب غيب لا يعلمه إلا الله وحده وليس للخنجر ولا غيره دخل في ذلك ولا علم به.
🔸ثم قال الخنجر: " والوهابية بأجمعهم على قلب رجل واحد في مسألة الأضرحة والقباب،  ولهم فجور وفسوق وخروج حتى على قبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأقوالهم في ذلك استحيي من ذكرها واكتفي بما قاله التقلاوي في كتابه العقيدة: ( من أفضل الأعمال التي يتقرب بها إلى الله أن تهدم قبة محمد)  ولسنا بعيدين من فتاوى ابن باز وابن عثيمين والفوزان والجبرين والتويجري ومن قبلهم قائد مسيرة ابن عبدالوهاب...) فيقال :
أولاً: صدقت وانت كذوب في قولك أن أهل السنة على قلب رجل واحد في مسألة القبور والأضرحة فهم وقائدهم الأعظم صلى الله عليه وسلم يرون أن القباب والأضرحة لا تصح في دين الإسلام وأنها وسيلة للشرك بالله عز وجل ومن هدي اليهود والنصارى ومما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وجعل كلمة السلفيين واحدة في هذه الأضرحة :
1-  عَنْ أَبي هُرَيْرَة َ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: « قاتلَ الله ُ اليَهُوْدَ، اتخذُوْا قبوْرَ أَنبيَائِهمْ مَسَاجِد » البخاري ومسلم
2- و عَنْ عَائِشَة َ رَضِيَ الله ُعَنْهَا قالتْ: (لمّا نزِلَ برَسُوْل ِاللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طفِقَ يَطرَحُ خَمِيْصَة ً لهُ عَلى وَجْههِ، فإذا اغتمَّ بهَا كشفهَا عَنْ وَجْههِ فقالَ وَهُوَ كذَلِك َ: « لعْنَة ُ اللهِ عَلى الْيَهُوْدِ وَالنَّصَارَى، اتخذُوْا قبوْرَ أَنبيَائِهمْ مَسَاجِد َ» يُحَذِّرُ مَا صَنعُوْا، لوْلا ذلِك َ أُبرِزَ قبْرُهُ، غيْرَ أَنهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخذَ مَسْجِدًا).  البخاري ومسلم
3-  عَنْ جُنْدُبِ بْن ِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ رَضِيَ الله ُعَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبْلَ أَنْ يَمُوْتَ بخمْس ٍ وَهُوَ يقوْلُ: «إني أَبرَأُ إلى اللهِ أَنْ يَكوْنَ لِي مِنْكمْ خَلِيْلٌ، فإنَّ الله َ تَعَالىَ قدِ اتخذَني خَلِيْلا ً، كمَا اتخذَ إبْرَاهِيْمَ خَلِيْلا ً، وَلوْ كنتُ مُتخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيْلا ً، لاتخذْتُ أَبا بَكرٍ خَلِيْلا ً. أَلا وَإنَّ مَنْ كانَ قبْلكمْ كانوْا يتخذُوْنَ قبوْرَ أَنْبيَائِهمْ وَصَالِحِيْهمْ مَسَاجِدَ، أَلا فلا تتخِذُوْا الْقبُوْرَ مَسَاجِدَ، إني أَنهَاكمْ عَنْ ذلك» رَوَاهُ مُسْلِمٌ
4- َعَنْ عَبْدِ اللهِ بْن ِمَسْعُوْدٍ قالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقوْلُ: «إنّ مِنْ شِرَارِ الناس ِ، مَنْ تدْرِكهُمُ السّاعَة ُ وَهُمْ أَحْياءٌ، وَمَنْ يَتَّخِذُ القبوْرَ مَسَاجِد» رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «المسْنَدِ» ، وَأَبوْ حَاتِمٍ ابْنُ حِبّانَ فِي «صَحِيْحِه» .
5- عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك ‏على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ، ‏ولا قبراً مشرفا إلا سويته " .‏ رواه مسلم
6- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال :
" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبني عليه "
رواه مسلم
🔸ثانياً: ما نقله عن التقلاوي إن كان صحيحاً فهو خطأ منه عفا الله عنه وإن لم يصح وهذا هو الظن بالخنجر فإنه يتعمد الكذب والتحريف فهو خصمك بين يدي الله.
🔸ثالثاً: ما ذكره من سب وشتم للمشايخ أعلاه يقال للخنجر هذه مصنفات هؤلاء المشايخ كن شجاعاً وأخرج ما فيها من خلل ومخالفة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أما أن تأتي كل مرة تسب وتشتم وتقول أنهم تكفيريون فهذا زمانه ولى وعهد انقضى ولن ينطلي إلا على درويش مثلك يجعل الرقص وضرب الدفوف دينه وهديه،  أما عموم المسلمين فقد تجاوزوا ذلك ولله الحمد.
🔸ثم قال: " ماهو المفرح بالنسبة للجماعات الوهابية؟" يقال:
1- المفرح أن هذا البناء على القبر لا يحبه الله ويبغضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبوقوع هذه القبة ظهر عجز إسماعيل الولي والبرعي والخنجر وذلك أن عامة السلفيين لا يعرفون اسماعيل الولي إلا من خلال بيت البرعي المشؤوم الذي يأمر فيه الناس عند نزول البلايا أن يكون الملجأ اسماعيل الولي وكذلك ختمت بهذا البيت كتابتك فقول البرعي:
إن ناب خطب في البلاد نزيل ** فقل ياولي الله اسماعيل.
مصادم للقرآن ومصادم للسنة.
 والخطب وقع لقبر اسماعيل الولي فلم يدفعه عن نفسه فظهر عجزه وجهل البرعي بدين الله وكذلك أنت وأنكما من دعاة الشرك والضلالة.
2- أن ظهور عجز هذه الأثان يريح القلب فيفرح المسلم بهدمها
أخرج البخاري ومسلم من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا تريحني من ذي الخلصة ) ، وكان ذو الخلصة بيتاً باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال لها : الكعبة .
قال ابن حجر رحمه الله :
" .... والمراد بالراحة ، راحة القلب ، وما كان شئ أتعب لقلب النبي صلى الله عليه وسلم من بقاء مايشرك به من دون الله تعالى " . فتح الباري (8- 72).
🔸 اختم المقال بهذه النقول لبعض أئمة الصوفية :
1- قال ابن حجر الهيتمي الصوفي في "الزواجر": ومن أعظم أسباب الشرك؛ الصلاة عند القبور، واتخاذها مسجداً، ويجب إزالة كل منكر عليها، ويجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور، إذ هي أضر من مسجد الضرار، لأنها أُسِّسَتْ على معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه نهى عن ذلك وأمر بهدم القبور، ويجب إزالة كل قنديل أو سراج على قبر، ولا يصح وقفه أو نذره".
2- قال السيوطي الصوفي في كتابه اتباع السنة ص113 :"  فأما بناء المساجد عليها، وإشعال القناديل والشموع أو السُّرج عندها، فقد لعن فاعله، كما جاء عن النبي (، قال: " لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ". حديث حسن، وقد تقدم. وصرح عامة علماء الطوائف بالنهي عن ذلك متابعة للأحاديث الواردة في النهي عن ذلك. ولا ريب في القطع بتحريمه لما بينت في صحيح مسلم عن جندب ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله (قبل أن يموت بخمس يقول: " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد. إني أنهاكم عن ذلك ".
وفي الصحيحين عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما نزل رسول الله (طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: " لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما صنعوا.
وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله (، قال: " قاتل الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
وقالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله (في مرضه الذي مات فيه: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً، متفق عليه.
وروى الإمام أحمد عن أبي مسعود رضي الله عنه أن النبي (قال: " إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد ".
وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: " لعن رسول الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ". رواه الإمام أحمد وأبو داود، والترمذي، والنسائي."
ثم صرح السيوطي بوجوب هدم المساجد المبنية على القبور فقال بعد كلامه السابق مع نقله الإجماع على ذلك  :" وفي الباب أحاديث كثيرة وآثار، فهذه المساجد المبنية على القبور يتعين إزالتها، هذا مما لا خلاف فيه بين العلماء المعروفين "
🔸هذه بعض الإشارات والمقالات كله يحتاج لرد والله الموفق لا رب سواه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني.
ليلة الاثنين 13- 12 - 1438

الأربعاء، 30 أغسطس 2017

فتنة المدح والتمادح

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فمن الفتن الكبيرة والقواطع العظيمة للسائر إلى الله فتنة المدح والتمادح وركونه للمدح واستئناسه به.
🔸 والمدح إن كان حقاً فقد ذمه الشرع وكرهه وإن كان ليس كذلك فما أبعد المادح والممدوح الراكن لذلك.
🔸 والمرء عليه أن لا يتعجل في المدح والذم إن كان لابد فاعلاً قال ابن مسعود - رضي الله عنه :
" لا تعجلوا بمدح الناس ولا بذمهم ؛ فلعلّ ما يسرُّكم منهم اليوم يَسُوءُكم غدًا ".
شعب الإيمان  (٦۱٧٧)
قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه :
6060 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ ، حَدَّثَنَاإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ ، حَدَّثَنَا  بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ  أَبِي مُوسَى قَالَ :  سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ رَجُلًا يُثْنِي عَلَى رَجُلٍ وَيُطْرِيهِ فِي الْمِدْحَةِ، فَقَالَ : " أَهْلَكْتُمْ - أَوْ قَطَعْتُمْ - ظَهْرَ الرَّجُلِ ". فالمدح هلاك لصاحبه وقاطع له إن لم يتداركه الله برحمة منه.
🔸ومن خطره أن النفس إن ركنت للمدح جعلت طاعاتها وعباداتها لأجل أن تمدح فتصير عبادته لله غير خالصة وإنما مراده محبة مدح من يمدحه،  قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" وكذلك كل من أراد الله لأمر من الأمور، كما حكي أن أبا حامد بلغه أن من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.
قال: (فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجر شيء فذكرت ذلك لبعض العارفين، فقال: لي: إنك إنما أخلصت للحكمة، لم تخلص لله) .
وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة، أو نيل المكاشفات والتأثيرات، أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه، أو غير ذلك من المطالب. "
درء تعارض العقل و النقل (6-66).
🔸 لذلك كله وغيره أمر الشرع بذجر المداحين وأن يحثى في وجوههم التراب،  قال مسلم في صحيحه: 3002 ( 68 ) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، جَمِيعًا عَن ِابْنِ مَهْدِيٍّ  - وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى - قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ  قَالَ :  قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ، فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ  يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَقَالَ  أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثِيَ فِي وُجُوه ِ الْمَدَّاحِينَ  التُّرَابَ. وهذا المثنى عليه رجل فاضل بل هو من أفضل أهل زمانه وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه كما بينت ذلك الروايات الأخرى، قال أبو داود في السنن :
4804 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ  مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ :  جَاءَ رَجُلٌ  فَأَثْنَى عَلَى عُثْمَانَ فِي وَجْهِهِ، فَأَخَذَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ  تُرَابًا فَحَثَا فِي وَجْهِهِ  وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا لَقِيتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي  وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ ".
🔸والمدح مضر للمدوح غاية الإضرار بل قد يكون سبباً لسقوط الممدوح من أعين الناس ووجه ذلك ما قاله  ابن القيم رحمه الله تعالى :
" وهذا كما أن من المدح ما يكون ذما وموجبا  لسقوط مرتبة الممدوح عند الناس فإنه يمدح بما ليس فيه فتطالبه النفوس بما مدح به وتظنه عنده فلا تجده كذلك فتنقلب ذما، ولو ترك بغير مدح لم تحصل له هذه المفسدة  ويشبه حاله حال من ولي ولاية سيئة، ثم عزل عنها، فإنه تنقص مرتبته عما كان عليه قبل الولاية، وينقص في نفوس الناس عما كان عليه قبلها، وفي هذا قال القائل:
إذا ما وصفت امرأ لامرئ ... فلا تغل في وصفه واقصد
فإنك إن تغل تغل الظنون ... فيه إلى الأمد الأبعد
فينقص من حيث عظمته ... لفضل المغيب عن المشهد "
زاد المعاد (2-313)
🔸 ومن له حال مع الله واستقرت قدمه استوى عنده المدح والذم فلا يفرح بذا ولا يحزن لذا إن لم يكن فيه، قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" اعلم أنه متى استقرت قدم العبد في منزلة الإخبات وتمكن فيها ارتفعت همته، وعلت نفسه عن خطفات المدح والذم. فلا يفرح بمدح الناس. ولا يحزن لذمهم. هذا وصف  من خرج عن حظ نفسه، وتأهل للفناء في عبودية ربه. وصار قلبه مطرحا لأشعة أنوار الأسماء والصفات. وباشر حلاوة الإيمان واليقين قلبه.
والوقوف عند مدح الناس وذمهم علامة  انقطاع القلب، وخلوه من الله، وأنه لم تباشره روح محبته ومعرفته، ولم يذق حلاوة التعلق به والطمأنينة إليه."
مدارج السالكين (2-9).
🔸 واختم بما حكاه ابن القيم رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.،  قال ابنُ القيِّم -رحمه الله-:
وَالْمُرَادُ أَنْ يُخْفِيَ أَحْوَالَهُ عَنِ الْخَلْقِ جُهْدَهُ، كَخُشُوعِهِ وَذُلِّهِ وَانْكِسَارِهِ، لِئَلَّا يَرَاهَا النَّاسُ فَيُعْجِبُهُ اطِّلَاعُهُمْ عَلَيْهَا، وَرُؤْيَتُهُمْ لَهَا، فَيُفْسِدُ عَلَيْهِ وَقْتَهُ وَقَلْبَهُ وَحَالَهُ مَعَ اللَّهِ، وَكَمْ قَدِ اقْتَطَعَ فِي هَذِهِ الْمَفَازَةِ مِنْ سَالِكٍ؟ وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ، فَلَا شَيْءَ أَنْفَعُ لِلصَّادِقِ مِنَ التَّحَقُّقِ بِالْمَسْكَنَةِ وَالْفَاقَةِ وَالذُّلِّ، وَأَنَّهُ لَا شَيْءَ، وَأَنَّهُ مِمَّنْ لَمْ يَصِحَّ لَهُ بَعْدُ الْإِسْلَامُ حَتَّى يَدَّعِيَ الشَّرَفَ فِيهِ.
وَلَقَدْ شَاهَدْتُ مِنْ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مِنْ ذَلِكَ أَمْرًا لَمْ أُشَاهِدْهُ مِنْ غَيْرِهِ، وَكَانَ يَقُولُ كَثِيرًا: مَا لِي شَيْءٌ، وَلَا مِنِّي شَيْءٌ، وَلَا فِيَّ شَيْءٌ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:

أَنَا الْمُكَدِّي وَابْنُ الْمُكَدِّي ... وَهَكَذَا كَانَ أَبِي وَجَدِّي

وَكَانَ إِذَا أُثْنِي عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنِّي إِلَى الْآنِ أُجَدِّدُ إِسْلَامِي كُلَّ وَقْتٍ، وَمَا أَسْلَمْتُ بَعْدُ إِسْلَامًا جَيِّدًا.
وَبَعَثَ إِلَيَّ فِي آخِرِ عُمُرِهِ قَاعِدَةً فِي التَّفْسِيرِ بِخَطِّهِ، وَعَلَى ظَهْرِهَا أَبْيَاتٌ بِخَطِّهِ مِنْ نَظْمِهِ:

أَنَا الْفَقِيرُ إِلَى رَبِّ الْبَرِيَّاتِ ... أَنَا الْمُسَيْكِينُ فِي مَجْمُوعِ حَالَاتِي
أَنَا الظَّلُومُ لِنَفْسِي وَهْيَ ظَالِمَتِي ... وَالْخَيْرُ إِنْ يَأْتِنَا مِنْ عِنْدِهِ يَاتِي
لَا أَسْتَطِيعُ لِنَفْسِي جَلْبَ مَنْفَعَةٍ ... وَلَا عَنِ النَّفْسِ لِي دَفْعُ الْمَضَرَّاتِ
وَلَيْسَ لِي دُونَهُ مَوْلًى يُدَبِّرُنِي ... وَلَا شَفِيعٌ إِذَا حَاطَتْ خَطِيئَاتِي
إِلَّا بِإِذْنٍ مِنَ الرَّحْمَنِ خَالِقِنَا ... إِلَى الشَّفِيعِ كَمَا قَدْ جَا في الايَاتِ
وَلَسْتُ أَمْلِكُ شَيْئًا دُونَهُ أَبَدًا ... وَلَا شَرِيكٌ أَنَا فِي بَعْضِ ذَرَّاتِ
وَلَا ظَهِيرَ لَهُ كَيْ يَسْتَعِينَ بِهِ ... كَمَا يَكُونُ لِأَرْبَابِ الْولَايَاتِ
وَالْفَقْرُ لِي وَصْفُ ذَاتٍ لَازِمٌ أَبَدًا ... كَمَا الْغِنَى أَبَدًا وَصْفٌ لَهُ ذَاتِي
وَهَذِهِ الْحَالُ حَالُ الْخَلْقِ أَجْمَعِهِمْ ... وَكُلُّهُمْ عِنْدَهُ عَبْدٌ لَهُ آتِي
فَمَنْ بَغَى مَطْلَبًا مِنْ غَيْرِ خَالِقِهِ ... فَهْوَ الظَّلُومُ الْجَهُولُ الْمُشْرِكُ الْعَاتِي
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ الْكَوْنِ أَجْمَعِهِ ... مَا كَانَ مِنْهُ وَمَا مِنْ بَعْدُ قد يَاتِي
ثُمَّ الصَّلاةُ على المُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ ... مُحَمَّدِ المُصْطَفَى أَزْكَى البَرِيَّاتِ
مدارج السالكين (1/581).
🔸 والله الموفق لا رب سواه وهو وحده الموفق للهدى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني.
ليلة الأربعاء 8-12-1438

دفع افتراء سفيان الخنجر على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (1)

الحمد لله وصلى الله على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فقد وقفت على رسالة صغيرة في الطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كتبها رجل مطموس في عقله يدعى سفيان الراجل الخنجر وهو صوفي حاقد على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وحاقد على غيره وفي هذه الرسالة اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بتهم باطلة وتلفظ بألفاظ شنيعة لا تشبه الإسلام وأهله بله أهل العلم ولكن نحن في زمان اتخاذ الجهال (رؤساء) وتطاول الأقزام على الأعلام،  وبكلامه هذا يضر نفسه ولا يلحق شيخ الإسلام من ذلك  شيء،  لأن الله تعالى قد جعل لشيخ الإسلام لسان صدق في الأمة وحال هذا الخنجر:
🔸كناطح صخرة يوما ليفلقها  ** فلم يضرها ولكن أوهى قرنه الوعل.
ويقال عن شيخ الإسلام :
🔸إن يحسدوك فلا تعبأ بقائلهم ** هم الغثاء وأنت السيد البطل
ولا ينتقص مثل هذا الجبل الهمام والشيخ الإمام إلا ناقص متهم في دينه.
🔸وأجرأ من رائت بظهر غيب ** على عيب الرجال ذوو العيوب
🔸ولولا مخافة أن يتأثر من لا معرفة عنده  ويقع في نفسه مثل هذا الكلام لما كتبت هذه الكلمات لسقوطها عند كل ذي علم ومعرفة وإنصاف.

 🔸يقول هذا المبتدع الجاهل :( نسلط الضوء من خلال هذه السطور على مدرسة شيخ الجماعات الإرهابية ابن تيمية،  وهكذا جعلت العنوان من غير أن أقول شيخ الإسلام حتى لا يوافق لفظي كلام الوهابية) انتهى كلامه.
🔸 يقال: إنه شيخ الإسلام وإن رغمت أنف الخنجر وأنوف المتصوفة وهذا اللقب له رحمه الله سارت به الركبان وتناقله الناس سلفاً عن خلف وليس هو من كلام الوهابية (كما يسميهم هذا الكذوب الحقود) بل هو قديم لشيخ الإسلام وقد أطلقه عليه العلماء الأكابر فلا التفات بعدهم للمتردية والنطيحة من أمثال هذا الخنجر.
🔸 وقد ألَّف الشيخ ابن ناصر الدين الدمشقي كتاباً سماه " الرد الوافر " وقد ذكر فيه خمساً وثمانين إماماً من أئمة المسلمين كلهم وصف ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام " ، ونقل أقوالهم من كتبهم بذلك ولما قرأ الحافظ بن حجر رحمه الله هذا الكتاب – " الرد الوافر " - كتب عليه تقريظاً مثبتا في أول الرد الوافر فهل يلتفت بعد ذلك لمثل هذا الدَعِي؟  كلا والله.
🔸 قال الحافظ ابن حجر عن شيخ الإسلام :

"  ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السارة ، التي انتفع بها الموافق والمخالف : لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته ، فكيف وقـد شهـد لـه بالتقدم في العلوم والتمييز في المنطوق والمفهوم أئمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلاً عن الحنابلة "
الدرر الكامنة (1 /168-169).
🔸 قال  السخاوي في الجواهر والدرر :
" وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس ، وتلقيبه بشيخ الاسلام في عصره باق الى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدا كما كان بالأمس ، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره أو تجنب الإنصاف ، مما أكثر غلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره ، فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنّه وفضله .
ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرجل الا ما نبّه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه أنه لم يوجد في الاسلام من اجتمع في جنازته لمّا مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين ، وأشار الى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدا ، شهدها ما بين مئي ألوف ، ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان ببغداد بل أضعاف ذلك لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته .
وأيضا فجميع من كان ببغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد وكان أمير بغداد وخليفة الوقت إذ ذاك في غاية المحبة له والتعظيم ، بخلاف ابن تيمية.
ومع حضور هذا الجمع العظيم فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته لا بجمع سلطان ولا غيره .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنتم شهود الله في الأرض ".

🔸 بل حتى المتصوفة يطلقون عليه شيخ الإسلام لعلمهم باستحقاقه بذلك ولا ينازع في ذلك إلا مطموس الفطرة حاقد
🔸قال الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله ( وهو من أعلام الصوفية ومقدميهم)  :
ابن تيمية ، الشيخ ، الإمام ، العلامة ، الحافظ ، الناقد ، الفقيه ، المجتهد ، المفسر البارع ، شيخ الإسلام ، علَم الزهاد ، نادرة العصر ، تقي الدين أبو العباس أحمد المفتي شهاب الدين عبد الحليم بن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني .
أحد الأعلام ، ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة ، وسمع ابن أبي اليسر ، وابن عبد الدائم ، وعدّة .
وعني بالحديث ، وخرَّج ، وانتقى ، وبرع في الرجال ، وعلل الحديث ، وفقهه ، وفي علوم الإسلام ، وعلم الكلام ، وغير ذلك .
وكان من بحور العلم ، ومن الأذكياء المعدودين ، والزهاد ، والأفراد ، ألَّف ثلاثمائة مجلدة ، وامتحن وأوذي مراراً .
مات في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة .
" طبقات الحفاظ " ( ص 516 ، 517 ) .
🔸 وهؤلاء جميعهم قبل الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد أطلقوا هذا اللفظ لكن من يخبر هذا الخنجر المسموم بالجهل؟
🔸ثم قال الخنجر ( فالرجل متهم في عقيدته بالتجسيم والتشبيه....  وهذا كلام ابن حجر الهيتمي ( كتبها الصوفي الهيثمي)  والعسقلاني والسبكي)
🔸أما القول بأن ابن تيمية رحمه الله مجسم أو مشبه فهذا كذلك من الافتراء والكذب على شيخ الإسلام رحمه الله يكذبه المكتوب في مصنفاته بل هو رحمه الله من أكثر من رد على المجسمة والمشبهة ونقل كلام السلف في ذمهم وكلامه في ذلك امتلأت به مصنفاته.
🔸 يقول رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية :
" وَمِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ:
 الْإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ.
 وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مِنْ غَيْرِ: تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.
 بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] .
 فَلَا يَنْفُونَ عَنْهُ: مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ.
 وَلَا يُحَرِّفُونَ: الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه
 وَلَا يُلْحِدُونَ فِي: أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَآيَاتِهِ.
وَلَا يُمَثِّلُونَ: صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ.
لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ؛ لَا سَمِيَّ لَهُ، وَلَا كُفُوَ لَهُ، وَلَا نِدَّ لَهُ، وَلَا يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. ".
🔸وقال رحمه الله في الفتوى الحموية :
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث.
قال الإمام أحمد رضي الله عنه: « لا يُوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث » .
ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل
 ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجي، بل معناه يُعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه، [لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق في بيان العلم وأنصح الخلق في البيان والتعريف والدلالة والإرشاد] .
وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته، ولا في أفعاله "
الفتوى الحموية (265)
🔸 فهذا بعض كلامه يبين كذب وافتراء هذا المبتدع وكذب من نقل عنهم من المبتدعة، وهذه مصنفاته رحمه الله دونكم هل فيها ما ذكرتموه أم أنه الكذب والظلم ولا غرو أن يكذب المبتدع على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد هتك ستورهم وفضحهم رحمه الله على رؤوس الأشهاد في حياته وبقيتْ كتبه فيها الرد على بدعهم.
🔸 أما استشهاده بكلام ابن حجر الهيتمي والعسقلاني والسبكي بطعنه في شيخ الإسلام فليس بشيء أما ابن حجر العسقلاني فقد تقدم ثناءه على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولو طعن فيه فيحاكم طعنه لموازين أهل العلم وأما الهيتمي والسبكي فصوفيان قبوريان دفعهما الحقد والهوى للكلام في شيخ الإسلام ودونك كلام عالم محقق من علماء الأحناف يبين لك شأن السبكي والهيتمي وسبب طعنهما في شيخ الإسلام :
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فانظر إلى ابن حجر كيف ادعى الإجماع على اجتهاد السبكي  لكونه على منهجه ومسلكه  في الابتداع واتباع الهوى "
غاية الأماني (1/97)
🔸 وقال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وإني أبشرك أيها المبتدع أن جميع كتب شيخ الإسلام وأصحابه ستطبع قريبا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، حيث يظهر بها زيغ الملحدين، وافتراء السبكي وابن حجر ( الهيتمي ) وأضرابهما من المتبعين لهواهم ، الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين."
غاية الأماني (1/62)
🔸 وقال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وأما ما نسب النبهاني إلى الشيخ من القول بالجهة فهو من افتراءات السبكي وابن حجر  المكي وغيرهما من أعدائه وخصومه ، والنبهاني قلدهم في هذا القول تقليدا أعمى كما هو ديدنه وعادته، وكتب الشيخ طافحة من تنزيه الله تعالى عن الجهة والجسمية، ومدار كلامه على ما ثبت بالكتاب والسنة وأقوال السلف  "
غاية الأماني (1/559).
🔸 وقال الألوسي رحمه الله تعالى :
" أن ما قاله خصماء الشيخ تقي الدين منبعث عن محض هوى لم تقتضه مناظرة ولم يبعث عليه دليل، ولاسيما ما ذكره السبكي وولده، وابن حجر  المكي، وأتباعهم ومقلدوهم، فكل أحد يعلم أن ما نسبوه إليه افتراء، وما قدحوه به مجرد شتم للشيخ تقي الدين استوجبه إبطال الشيخ لما تهواه نفوس هؤلاء من البدع والأهواء "
غاية الأماني (2/294)..
🔸هذا بعض الرد على هذا الجاهل ويتبعه مقال آخر لدفع باطله إن شاء الله ويسر وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والله الموفق لا رب سواه.
عبدالله الحساني.
الاثنين 6 - 12 - 1438

الجمعة، 25 أغسطس 2017

دور أئمة الدعوة الإصلاحية النجدية في كشف الشبهات في باب المعتقد

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: هذه خاطرة  يسيرة دعاني لكتابتها أني خرجت من درس في كتاب التوحيد ومعي بعض طلاب العلم -سلكني الله في سلكهم -  فتحدثنا عن دور أئمة الدعوة الإصلاحية النجدية في كشف الشبهات في باب المعتقد وقيامهم بذلك حق القيام لا سيما أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى اسأل الله أن يجمعهم جميعاً في الجنة.  قال ابن أبي الدنيا في العيال  [ 361 ] :
 حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قالة سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى
{ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم }
 قال : قال ابن عباس:  المؤمن ترفع له ذريته وإن كان دونه في العمل فيقر الله عز و جل به عينه "
ولا يزال العلم في هذا البيت المبارك ولعل السبب هو دعاء الشيخ بصلاح ذريته.  قال عثمان بن بشر رحمه الله: " كان الإمام  المجدد محمد بن عبدالوهاب
- رحمه الله -:
كثير الذكر لله تعالى، قل ما يفتر من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله  والله أكبر ، وكان إذا جلس الناس ينتظرونه يعلمون إقباله إليهم قبل أن يروه من كثرة لهجه بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
 وكان كثيرًا ما يلهج بقوله تعالى :  (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[ الأحقاف ].

فأجاب - سبحانه - دعاءه، فصار في ذريته العلماء والعباد ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
عنوان المجد في تاريخ نجد
(١ / ٨٩ ، ٩٥).
🔸 وهؤلاء العلماء من ذرية الشيخ ومن أئمة الدعوة الإصلاحية هم من حسنات الشيخ رحمه الله وبالجملة فالشيخ قد سارت بذكر فضائله الركبان، وهو كما قال القائل:
برغم الأعادي نال ما هو نائل ... فأجدع آناف العداة وأرغما
ولو رام أن يرقى إلى النجم لارتقى ...ويوشك رب الفضل أن يبلغ السما
ولا غرو أن يعلو وها هو قد علا ... ولا بدع أن يسمو وها هو قد سما
عزائمه كالمشرفية والظبا ... وآراؤه ما زلن في الخطب أنجما
يصيب بها الأغراض مما يرومه ... ولا يخطىء المرمي البعيد إذا رمى
🔸 ثم جرى في هذا المجلس ذكر العُبَّاد من أئمة نجد حتى جاء ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله فذكرت انني دوماً اتمثل ابياتاً للمهلهل ابن ربيعة. يرثى فيها أخاه كليباً وهي :
نبئتُ أنَّ النارَ بعدكَ أوقدت ** ْوَ استبَّ بعدكَ يا كليبُ المجلس
ُوَ تكلموا في أمرِ كلَّ عظيمة ٍ** لوْ كنتَ شاهدهمْ بها لمْ ينبسوا
وَ إذا تشاءُ رأيتَ وجهاً واضحاً**  وَذِرَاعَ بَاكِيَة ٍ عَلَيْهَا بُرْنُسُ
تبكي عليكَ وَ لستُ لائمَ حرة ** ٍتَأْسَى عَلَيْكَ بِعَبْرَة ٍ وَتَنَفَّسُ
فتذكر أحد طلبة العلم أبياتاً قيلت في الشيخ سعد بن عتيق وأنها تنطبق في الشيخ ابن باز رحمهم الله تعالى وهي:
أهكذا البدر تخفي نوره الحفـــــــــر ** ويُقبض العلم لا عينٌ ولا أثــــــــــر
خبت مصابيح كنا نستضيء بهــــــــا ** وطوحت بالمغيب الأنجم الزهـــــــــر
واستحكمت غربة الإسلام وانكسفــــــت ** شمس العلوم التي يُهدى بها البشــــــــر
تُخُرِّم الصالحون المقتدى بهـــــــــم ** وقام منهم مقام المبتدا الخبـــــــــــر.
ولم يكمل الأبيات لأنه قد انفجر باكياً وظل يبكي حتى انفض المجلس فتذكرت حينها قول المروذي ذكرت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل الفضل وعريه وفتح الموصلي وعريه وصبره،  فتغرغرت عينه وقال " رحمهم الله، كان يقال عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة. " الورع للمروذي ( ص86).
🔸وتذكرت كذلك ما يقوم به بعض المسلمين من الطعن في هذه الدعوة المباركة وتسرب هذا الأمر لبعض المنتسبين للشرع وماذاك إلا لجهل أو سوء قصد والأمر كما قال المعلمي اليماني رحمه الله تعالى :
"فالفاسق المتهتك لا يعرف قدر العدالة فتراه يتهم العدول ولا يكاد يعرف عدالتهم ولو كانوا جيرانه." التنكيل (225) فكذلك هو شأن من يرمي هؤلاء الأكابر بالغلو في التكفير أو الجهل بمسائل التكفير أو ماشابه ذلك.
وهب أن ما قيل في بعضهم صحيح أليس لهم من الحسنات العظيمة والدعوة لتوحيد الإله مايجعل ذاك المتحدث يغتفر لهم اموراً لا يسلم له أنهم على خطأ فيها أم أنه الجهل والهوى؟!؟ قال الشيخ عبد اللطيف كما في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (3/162) :

" فيجب حماية عرض من قام لله، وسعى في نصر دينه الذي شرعه وارتضاه، وترك الالتفات إلى زلاته، والاعتراض على عباراته؛ فمحبة الله والغيرة لدينه ونصرة كتابه ورسوله مرتبةٌ عَلِيَّةٌ محبوبةٌ لله مرضيةٌ يُغْتَفَر فيها العظيمُ من الذنوب، ولا يُنْظَرُ معها إلى تلك الاعتراضات الواهية- يعني اتهامه بالشدة -

والمناقشات التي تَفُتُّ في عَضُدِ الداعي إلى الله. والملتمس لرضاه
وَهَبْهُ كما قيل، فالأمر سهل في جنب تلك الحسنات: " وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
فليصنع الركب ما شاؤوا لأنفسهم ... هم أهل بدر فلا يخشون من حرج
ولما قال المتوكل لابن الزيات: يا ابن الفاعلة، وقذف أمه
 قال الإمام أحمد -رحمه الله- : أرجو أن الله يغفر له نظرا إلى حسن قصده في نصر السنة وقمع البدعة.
ولما قال عمر لحاطب ما قال، ونسبه إلى النفاق، لم يعنفه النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أخبره أن هناك مانعا. والتساهل في رد الحق وقمع الداعي إليه يترتب عليه قلع أصول الدين، وتمكين أعداء الله المشركين من الملة والدين، ثم إن القول قد يكون ردة وكفرا، ويطلق عليه ذلك، وإن كان ثَمَّ مانعٌ من إطلاقه على القائل"

🔸ارجو الله أن يجمعنا بهؤلاء العلماء في الجنة وأن يسلم ألسنتنا من الطعن في أهل الفضل  فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا به والله الموفق لا رب سواه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

عبدالله الحساني.
صباح السبت 13-11-1438

لا شيء أقبح من الكذب

لحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فمن دنيئ الأخلاق وسيئها وأخسها خلق الكذب ولا خلاف بين الناس مسلمهم وكافرهم في ذم الكذب وأنه مما تنفر منه النفوس السوية، ففي الصحيحين أن أبا سفيان لما دعاه هرقل ليسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان كافراً يومئذٍ قال: " فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا  عَلَيَّ كَذِبًا  لَكَذَبْتُ عَنْه ُ..  "
🔸 ومع قبح الكذب فإن كثيراً من المسلمين يكذبون حتى صار عادة لبعضهم وأصبح الصدق وتحريه من النادر عند بعض أهل الإسلام وإلى الله المشتكى.
🔸والأسوأ من ذلك أن يكذب من ينتسب إلى الشرع والدعوة إلى الله ومن هذا حاله ينبغي أن يبعد نفسه عن كل دنيئ لأنه يقرع سمعه من الزواجر ما يكفه عن ذلك بل هو داع إلى الله وأساس الدعوة هو الصدق والقول السديد وقد نفر علماء السلف من هذا الفعل بما فيه الكفاية للمنتسب للعلم " فقد دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك:
فقال: يا سليمان، من الذي تولى كبره منهم؟
قال: عبد الله بن أبي ابن سلول.
قال: كذبت، هو علي.
فدخل ابن شهاب، فسأله هشام، فقال: هو عبد الله بن أبي.
قال: كذبت، هو علي.
فقال: أنا أكذب ؟ لا أبا لك ! فوالله لو نادى مناد من السماء: إن الله أحل الكذب، ما كذبت !
حدثني سعيد، وعروة، وعبيد، وعلقمة بن وقاص، عن عائشة:
أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي.
تاريخ دمشق (55/371)  .  فهذا شأن المنتسبين للشرع أنهم ينفرون من هذا الخلق ومن سار على دربهم ينبغي أن يكون كذلك.
🔸وقد ابتليت قديماً بأحدهم يكذب علي ويعلم أنه ينشر كذباً ولم أعر الأمر اهتماماً ثم تكرر الأمر من غيره معي فتيقنت أن هناك خللاً واضحاً وقد يظن هذا الذي يكذب أنه بذلك يستطيع أن يغير بكذبه ذلك،  ولكن لا يعلم أن عمله ذلك سيضمحل ويتلاشى والأمر كما كان التابعي الجليل الربيع بن خثيم يقول :
"كلما لا يبتغى به وجه الله عزوجل يضمحل"  المخلصيات (2569).
🔸 والكاذب يكذب لمهانة في نفسه ونقص فيها وإلا لو لم يكن كذلك ما لجأ للكذب،  قال التابعي محمد بن كعب القرظي :
" لا يكذبُ الكاذب إلا من مهانة نفسِهِ عليه " تاريخ ابن أبي خيثمة( ٣٦٩)
قال  ابن حزم  رحمه الله :
 " لا شيء أقبح من الكذب ؟
وما ظنُّك بعيبٍ يكون الكفر نوعاً من أنواعه ، فكل كفرٍ كذب ، فالكذب جنسٌ ، والكفر نوعٌ تحته .
والكذب متولِّدٌ من الجور والجبن والجهل ؛ لأنَّ الجبن يُولِّد مهانة النفس ، والكذَّاب مهين النفس بعيدٌ عن عزتها المحمودة  " .
مداواة النفوس (٦١/١).
🔸 والكاذب لا يترك الكذب ولا يتوب غالباً لأن ذنبه يجعل القلب منكوساً مطبوعاً عليه قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
" وَإِيَّاكُمْ  والكذب فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا وَيَثْبُتُ الْفُجُورُ فِي قَلْبِهِ.
فَلَا يَكُونُ لِلْبَرِّ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ يَسْتَقِرُّ فِيهَا "
الجعديات (88)
قال ابن حزم رحمه الله : " وما أحببت كذَّاباً قط ، وإنِّي لأسامح في إخاء كلِّ ذي عيب وإنْ كان عظيماً ، وأكل أمره إلى خالقه عز وجل ، وآخذ ما ظهر من أخلاقه حاشا من أعلمه يكذب ، فهو عندي ماحٍ لكلِّ محاسنه ، ومُعفٍ على جميع خصاله ، ومُذهبٌ كلَّ ما فيه, فما أرجو عنده خيراً أصلا ، وذلك لأنَّ كلَّ ذنبٍ فهو يتوب عنه صاحبه ، وكل ذمٍّ فقد يمكن الاستتار به والتوبة منه ، حاشا الكذب فلا سبيل إلى الرجعة عنه ولا إلى كتمانه حيث كان .
وما رأيت قط ولا أخبرني من رأى كذَّاباً ترك الكذب ولم يعد إليه ، ولا بدأت قط بقطيعة ذي معرفةٍ إلاَّ أنْ أطلع له على الكذب ، فحينئذ أكون أنا القاصد إلى مجانبته والمتعرض لمتاركته ، وهي سمةٌ ما رأيتها قط في أحدٍ إلا وهو مَزنونٌ إليه بشرٍّ في نفسه، مغموزٌ عليه لعاهة سوءٍ في ذاته ، نعوذ بالله من الخذلان .....
 فالكذب أصل كلِّ فاحشةٍ ، وجامع كلِّ سوءٍ ، وجالبٌ لمقت الله عز وجل ."  طـوَّق الـحـمـامـة (١٧٥/١).
ولعله قد كتب عند الله كذاباً لكثرة كذبه وتحريه له قال البخاري:  6094 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ  أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  " إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ". والحديث اخرجه التسعة ما عدا النسائي.
🔸وهذا الكاذب من المنتمين للشرع هو سبب التفرق الحاصل بين المسلمين بسبب تركه حظاً مما أنزله الله تعالى  ﴿وَمِنَ الَّذينَ قالوا إِنّا نَصارى أَخَذنا ميثاقَهُم فَنَسوا حَظًّا مِمّا ذُكِّروا بِهِ فَأَغرَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ إِلى يَومِ القِيامَةِ وَسَوفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾ [المائدة: ١٤].
🔸اللهم إني أعوذ بك من الكذب والنفاق والشقاق وسيئ الأخلاق اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
والله الموفق لا رب سواه وصلى الله على على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني.
ليلة الثلاثاء 16-11-1438

الرد على كلام الجفري حول المناهج الدراسية في السودان

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فقد استمعت لكلمة علي الجفري التي يتحدث فيها عن المناهج الدراسية وطلب من مساعد رئيس الجمهورية النظر في هذه المقررات قائلاً: " حتى لا يأتي يوم نعاني فيه من الإرهاب " لأن السودان بلد " في عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك " ذاكراً هذا البيت لعبدالواحد بن عاشر ثم اتبع ذلك قائلاً " والأبناء يتعلمون " بأن التصوف شرك وأن الأولياء شرك وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يبالغ في تمجيده " ثم ذكر أنه يطالب مساعد الرئيس " أن يصحح هذا الأمر وأن يبحث عن الذين هم وراء هذا التغيير في المقررات حفاظاً على وحدة المجتمع". وهنا وقفات مع كلامه :
1- هذا المقطع يبين الحالة التي يعيشها المتصوفة وكمية الرعب التي يعيشونها بسبب إقبال الناس على الإسلام الصحيح الذي جاء به النبي الأمين صلى الله عليه وسلم،  وتركهم للشرك والبدع والمنكرات التي كان ينشرها الصوفية بين أفراد المجتمع وهذا من فضل الله على أهل هذه البلاد والله متم نوره ولو كره الجفري ولو كره الصوفية قال الإمام أحمد في المسند 16957-  حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَاصَفْوَانُ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ  قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :  " لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ  وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّين بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ". فهذه سنة كونية أن الدين الصحيح إذا ظهر تم أمره ولا يستطيع أن يعارضه أحد ومن عارضه قصمه الله.
2- إن كان ماقاله الجفري صحيح لأنه قد يكون كاذباً أن المقررات الدراسية فيها أن التصوف شرك وأن الأولياء شرك وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يبالغ في تمجيده فهذه علامة خير تدل على أن القائمين على أمر وضع هذه المناهج قد عرفوا الحق وأرادوا نشره بين الطلاب ولعل الصحيح أن يقال :"  التصوف خليط بين البدعة والشرك وصرف العبادات للأولياء دون الله شرك والمبالغة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم منهي عنها لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك "
3- ذكره لبيت ابن عاشر الذي ذكره في كتابه المرشد المعين أن السودانيين أشعريون في العقيدة مالكيون في الفقه جنيديون في طريقتهم خطأ بين يكذبه الواقع ومع هذا فهو مخالف للشرع فالواقع فيه أن الأغلبية من السودانيين لا يعرفون عقيدة الأشاعرة فلو سألت سودانياً عن الصفات السبع لدى الأشاعرة وعن الصفات السلبية وعن الجوهر والعرض وعن جوهرة التوحيد أو عن الإرشاد أو عن ابن فورك والباقلاني أو غير ذلك من الأسئلة لأجاب بلا أدري.  فالقول بأنهم أشاعرة من أبطل الباطل فالناس ولله الحمد على فطرتهم هذه هي الغالبية العظمى إلا قليلاً ممن انتكست فطرهم وبدلوا عقائدهم بعقيدة الأشاعرة الجهمية الباطلة.  ثم أنه يقال لماذا لا تكون العقيدة والسلوك والفقه هذه الثلاث على طريقة الإمام مالك رحمه الله؟  ألا يرتضون عقيدته وسلوكه كما ارتضوا أخذ الفقه عنه؟  ولكنه الهوى والضلالة.
4- ذكر الجفري خوفه أن ينتج هذا الكلام الموجود في الكتب الإرهاب والتطرف وهذه شنشنة نعرفها من أخزم وكلمات ترمى بجهل وطريقة تبين انقطاع القوم عن العلم وخلوهم من الحجج ولكن من هو الإرهابي؟  فالجفري يريدها صوفية أشعرية مالكية وهنا نماذج من إرهاب الأشاعرة ومتعصبي المالكية والمتصوفة،  قال ابن حجر في الدرر الكامنة :" وَعقد مجْلِس فِي ثَالِث عشر مِنْهُ بعد صَلَاة الْجُمُعَة فَادّعى على ابْن تَيْمِية عِنْد الْمَالِكِي فَقَالَ هَذَا عدوي وَلم يجب عَن الدَّعْوَى فكرر عَلَيْهِ فأصر فَحكم الْمَالِكِي بحبسه فأقيم من الْمجْلس وَحبس فِي برج ثمَّ بلغ الْمَالِكِي أَن النَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ فَقَالَ يجب التَّضْيِيق عَلَيْهِ أَن لم يقتل وَإِلَّا فقد ثَبت كفره فنقلوه لَيْلَة عيد الْفطر إِلَى الْجب وَعَاد القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى ولَايَته وَنُودِيَ بِدِمَشْق من اعْتقد عقيدة ابْن تَيْمِية حل دَمه وَمَاله خُصُوصا الْحَنَابِلَة فَنُوديَ بذلك وقرىء المرسوم وَقرأَهَا ابْن الشهَاب مَحْمُود فِي الْجَامِع ثمَّ جمعُوا الْحَنَابِلَة من الصالحية وَغَيرهَا واشهدوا على أنفسهم أَنهم على مُعْتَقد الإِمَام الشَّافِعِي وَذكر ولد الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ فِي كتاب كتبه لبَعض معارفه بِدِمَشْق أَن جَمِيع من بِمصْر من الْقُضَاة والشيوخ والفقراء وَالْعُلَمَاء والعوام يحطون على ابْن تَيْمِية إِلَّا الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ يتعصب لَهُ وَإِلَّا الشَّافِعِي فَإِنَّهُ سَاكِت عَنهُ وَكَانَ من أعظم القائمين عَلَيْهِ الشَّيْخ نصر المنبجي لِأَنَّهُ كَانَ بلغ ابْن تَيْمِية أَنه يتعصب لِابْنِ الْعَرَبِيّ فَكتب إِلَيْهِ كتابا يعاتبه على ذَلِك فَمَا أعجبه لكَونه بَالغ فِي الْحَط على ابْن الْعَرَبِيّ وتكفيره فَصَارَ هُوَ يحط على ابْن تَيْمِية ويغري بِهِ بيبرس الجاشنكير وَكَانَ بيبرس يفرط فِي محبَّة نصر ويعظمه" فانظر لهذا الإرهاب؟  وانظر لهذا الظلم لدى القوم؟  والجفري يريدها أن ترجع هكذا. قال المقريزي في الخطط: " فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر، كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس المارانيّ على هذا المذهب، قد نشآ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوريّ، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدّوا البنان على مذهب الأشعريّ، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك، واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزاليّ مذهب الأشعريّ، فلما عاد إلى بلاد المغرب وقام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامّتهم، ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن عليّ القيسيّ، وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعد مدّة سنين، وتسموا بالموحدين، فلذلك صارت دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت، إذ هو عندهم الإمام المعلوم، المهديّ المعصوم، فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلّا الله خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ، فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نسي غيره من المذاهب، وجهل حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه، إلّا أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه، فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف، لا يرون تأويل ما ورد من الصفات، إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها تقيّ الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانيّ، فتصدّى للانتصار لمذهب السلف وبالغ في الردّ على مذهب الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة، وعلى الصوفية" فانظر للأشاعرة واستباحتهم لدماء من خالفهم فمن الإرهابي أيها الجفري؟
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء :" قَالَ اليَسع بنُ حَزْم: سمَّى ابْنُ تُوْمرت المرَابطين بِالمُجَسِّمِين، وَمَا كَانَ أَهْلُ المَغْرِب يَدينُوْنَ إِلاَّ بِتَنْزِيه الله -تَعَالَى- عَمَّا لاَ يَجِبُ وَصفُهُ بِمَا يَجِبُ لَهُ، مَعَ تركِ خوضهِم عَمَّا تَقَصْر العُقُوْلُ عَنْ فَهمه.

إِلَى أَنْ قَالَ: فَكفَّرهُم ابْنُ تُوْمرت لِجهلهِم العَرض والجوهر، وأن من لم يعرف ذلك، لن يَعرفِ المَخْلُوْقَ مِنَ الخَالِق، وَبأَنَّ مَنْ لَمْ يهاجر إِلَيْهِ، وَيُقَاتِل مَعَهُ، فَإِنَّهُ حَلاَلُ الدَّم وَالحرِيْم، وَذَكَرَ أَن غضبَهُ للهِ وَقيَامَه حسبَةٌ.

قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: قَبْره بِالجَبَل مُعَظَّم، مَاتَ كَهْلاً، وَكَانَ أَسْمَرَ ربعَةً، عَظِيْمَ الهَامَة، حديدَ النَّظَر مَهِيْباً، وَآثَارُه تغنِي عَنْ أَخْبَاره، قَدَمٌ فِي الثَّرَى، وَهَامَةٌ فِي الثُّرِيَّا، وَنَفْسٌ تَرَى إِرَاقَةَ مَاءِ الحَيَاة دُوْنَ إِرَاقَةِ مَاءِ المُحَيَّا، أَغفلَ المرَابطون رَبطه وَحلَّه، حَتَّى دبَّ دبِيْبَ الفَلَقِ فِي الغَسَقِ، وَكَانَ قُوتُه مِنْ غزل أُخْته رَغِيْفاً بزَيْت، أَوْ قَلِيْل سمن، لَمْ يَنْتقِلْ عَنْ ذَلِكَ حِيْنَ كَثُرَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا، رَأَى أَصْحَابَهُ يَوْماً، وَقَدْ مَالت نُفُوْسُهُم إِلَى كَثْرَة مَا غنِمُوْهُ، فَأَمر بِإِحرَاق جَمِيْعه، وَقَالَ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا، فَهَذَا لَهُ عِنْدِي، وَمَنْ كَانَ يَبغِي الآخِرَةَ، فَجزَاؤُه عِنْد الله، وَكَانَ يَتَمَثَّل كَثِيْراً:

تَجَرَّدْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّك إِنَّمَا ... خَرَجْتَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنْتَ مُجَرَّدُ

وَلَمْ يَفتتح شَيْئاً مِنَ المَدَائِن، وَإِنَّمَا قرر القوَاعد، وَمهَّد، وَبغته المَوْت، وَافتَتَح بَعْدَهُ البِلاَدَ عبدُ المُؤْمِن.

وَقَدْ بَلَغَنِي -فِيمَا يُقَالَ: أَنَّ ابْنَ تُوْمرت أَخفَى رِجَالاً فِي قُبُوْر دَوَارِسَ، وَجَاءَ فِي جَمَاعَةٍ لِيُرِيَهُم آيَة، يَعْنِي فَصَاحَ: أَيُّهَا الموتَى أَجيبُوا، فَأَجَابوهُ: أَنْتَ المَهْدِيّ المَعْصُوْمُ، وَأَنْت وَأَنْت، ثُمَّ إِنَّهُ خَاف مِنِ انتشَارِ الحِيلَةِ، فَخسف فَوْقهُم القبور فماتوا.

وَبِكُلِّ حَالٍ، فَالرَّجُل مِنْ فُحُوْل العَالَمِ، رَام أمرًا، فتم له، وربط البربر بالعصمة، وَأَقْدَمَ عَلَى الدِّمَاء إِقدَامَ الخَوَارِج، وَوجد مَا قَدَّمَ"
فهذا الأشعري كفر مخالفيه الذين يجهلون الجوهر والعرض ويثبتون الصفات واستحل دماءهم وأقدم على الدماء إقدام الخوارج فأين الإرهاب؟  أهو في توحيد الله والأمر بإفراد الله بالعبادة؟
هذا آخر هذا التعليق اليسير والله ناصر دينه وهو الموفق لا رب سواه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني.
صباح الأحد 21-11-1438

الرد على محمد حسين في كلامه عن حكم قول (العفو لله ورسوله)

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
  أما بعد: فقد كتب أبو المنذر محمد حسين منشوراً في صفحته على الفيس بوك تكلم فيه عن حكم قول (العفو لله ورسوله)  وخلاصة المنشور أن هذا القول ليس منهياً عنه وأن له مخرجاً ثم استدل بحديث عائشة رضي الله عنها وهذا القول منه فيه بعد وتكلم في مسألة عقدية بكلام ظني. وفي مسائل الاعتقاد لابد من رد المتشابه للواضحات ولابد من رد المسألة لمثيلاتها حتى يعرف الحق من الباطل فيها وماجاء في السنة في هذا الباب جعل أهل العلم في باب الشرك الأصغر قول ما شاء الله وشئت، كما روى النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال: ((أجعلتني لله نداً؟ ما شاء الله وحده))  . ولأبي داود بسند صحيح عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان))  .
 والفرق بين الواو وثم أنه إذا عطف بالواو كان مضاهياً مشيئة الله بمشيئة العبد إذ قرن بينهما، وإذا عطف بثم فقد جعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عز وجل كما قال تعالى: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ )
  وأما في هذه المسألة فيقال ( أن العفو لله وحده ولا يقال لله ثم رسوله لأن العفو والمغفرة والتجاوز إنما تكون لله وحده  ( ومن يغفر الذنوب إلا الله) .
  أما قوله ( الكلام فيه محذوف...  اذا كان التقدير ( طاعة) ..
فيقال أن هذا من التلبيس وتحميل الكلام على غير ماهو مراد منه ولو سئل الناس عن مرادهم لما وجدنا هذا عند أحد منهم بل بعضهم يقول إذا طلب منه العفو ( لوجه الله والرسول) . فأنت ترى أن هذا الحمل فيه من التكلف مافيه ولو صح لوجب أن يسد حفظاً لجناب التوحيد وسداً لذريعة الشرك.
 
أما ماذكره من حديث عائشة رضي الله عنها المخرج في الصحيحين ( أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ فَعَرَفْتُ أَوْ فَعُرِفَتْ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَمَاذَا أَذْنَبْتُ...؟)

الجواب:
كما  هو مقرر أن التوبة عبادة من أجل العبادات وأعظمها شأنا ، ولا يجوز أن تبذل لغير الله - شأنها في ذلك شأن كل عبادة - سواء كان  نبيا مرسلا ، أو ملكا مقربا ، أو عبدا صالحا ، وهي التوبة الشرعية التي في قوله تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [النور/31] .

وأما ما ورد في الحديث من قول عائشة رضي الله عنها : ( أتوب إلى الله وإلى رسوله ):

فالتوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محمولة على معناها اللغوي لا الشرعي الاصطلاحي ، ومعناها الرجوع عن الخطأ ، فهي رضي الله عنها أرادت أنها راجعة عن خطئها في حق الله وفي حق رسوله ، إن كانت أخطأت ، مستغفرة من ذنبها، إن كانت أذنبت.

قال الطيبي رحمه الله :
" فيه أدب حسن من عائشة رضي الله عنها ، حيث قدمت التوبة على اطلاعها على الذنب " .
"شرح مشكاة المصابيح" للطيبي (8/274) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أن التوبة لا شك عبادة ، ولكن هذا من التوبة اللغوية ، والتوبة اللغوية تكون عبادة وغير عبادة ، ولهذا فصلتها رضي الله عنها وقالت : (وإلى رسوله) فأعادت حرف الجر لتكون توبة متميزة عن التوبة الأولى .

ويؤيد هذا المسلك أن التوبة في اللغة تعنى الرجوع ، قال ابن فارس رحمه الله :
" التاء والواو والباء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على الرُّجوع . يقال تابَ مِنْ ذنبه ، أي رَجَعَ عنه "
انتهى . "مقاييس اللغة" (1/326) .

قال منك الرجوع إلى كل منهما " انتهى .
"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (13/ 234) .
وقد سئلت اللجنة الدائمة هذا السؤال:
هل يجوز قول : (تبت لله والرسول) ، و(أستودعك الله ورسوله) في الوداع ، و(حسبنا الله والنبي) ، في الأذكار ؟

الجواب :
الحمد لله
" التوبة والإنابة قربة أمر الله بها في قوله : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور/31 ، وقوله : (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) الزمر/54 ، فلا يكون ذلك لأحد من خلقه ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وكذا الحسب والكفاية لا يكونان إلا من الله تعالى ، ولذلك أثنى الله على أهل التوحيد ، حيث أفردوه بالحسب ، فقال تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران/173 ، ولم يقولوا : حسبنا الله ورسوله.

قال ابن القيم رحمه الله في تفسير قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ)الأنفال/64 ، أي : الله كافيك ، وكافي أتباعك ، فلا تحتاجون معه إلى أحد . وذكر أن هذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، ثم خَطَّأ من قال : المعنى : حسبك الله وحسبك المؤمنون ، وعلل ذلك بأن الحسب والكفاية لله وحده ، كالتوكل والتقوى والعبادة ، قال الله تعالى : (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) الأنفال/62 ، ففرق بين الحسب والتأييد ، فجعل الحسب لله وحده ، وجعل التأييد له بنصره وبعباده ، وأثنى على أهل التوحيد من عباده ، حيث أفردوه بالحسب ، فقال تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران/173 ، ولم يقولوا حسبنا الله والرسول ، ونظير هذا قوله ، (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) التوبة/59 ، فتأمل كيف جعل الإيتاء لله والرسول ، وجعل الحسب له وحده فلم يقل : ( وقالوا حسبنا الله ورسوله) بل جعله خالص حقه ، كما قال : (إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) التوبة/59 ، فجعل الرغبة إليه وحده ، كما قال : (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) الشرح/8 ، فجعل الرغبة والتوكل والإنابة والحسب لله وحده ، كما أن العبادة والتقوى والسجود والنذر والحلف لا يكون إلا له سبحانه وتعالى . اهـ .

وبهذا يعلم أن ما يقوله بعض الناس عند التوبة : (تبت إلى الله والرسول) أمر لا يجوز ، وكذا قولهم : (حسبنا الله والنبي) لا يجوز ، بل ذلك شرك ، وكذا قول بعضهم في وداع المسافر : (أستودعك الله ورسوله) ؛ لما رواه أبو داود والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أنه كان يقول للرجل إذا أراد سفراً : ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا ، فيقول : (أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ) .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ...
الشيخ عبد الرزاق عفيفي ...
 الشيخ عبد الله بن غديان .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (24/298) .
🔸 وفيما ذكر كفاية لطالب الحق وأختم قولي بتذكير نفسي والكاتب وغيرنا بالوقوف بين يدي الله وأن أعمالنا ستعرض عليه فلنستعد لذلك الوقوف.، وأيضاً من أعظم الذنوب القول على الله بلا علم والدعوة بلا بصيرة والسلامة لا يعدلها شيء.

ليلة الخميس 12/ شعبان / 1437
عبدالله الحساني⁠⁠⁠⁠

جناية غلاة التعديل على المنهج السلفي

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فقد ظهر في المدة الماضية من يكثر من التعديل ويُعدل من حقه الذم والحط والهجر وتناقل الناس ذلك حتى صار الأمر ظاهرةً ظاهرة وأظن أن الأمر مدبراً لدى بعض من يفعل ذلك لمحاربة الغلو في التبديع زعموا، والغلو لا يحارب بالتمييع والتضييع لقواعد العلم  وما يخاف منه في التبديع يخشى مثله في الثناء والتعديل قال المعلمي اليماني رحمه الله تعالى :
" وكل ما يخشى في الذم والجرح يخشى مثله في الثناء والتعديل " التنكيل (244).
وقال السخاوي رحمه الله: ".. فالجرح والتعديل خطر لأنك إن عدلت بغير تثبت ، كنت كالمثبت حكماً ليس بثابت، فيخشى عليك أن تدخل في زمرة من روى حديثاً وهو يظن أنه كذب، وإن جرحت بغير تحرز ،  أقدمت على الطعن في مسلم برئ من ذلك، ووسمته بميسم سوء يبقى عليه عاره أبداً" فتح المغيث (3/349).
🔸 ومثل هؤلاء الذين يطلقون هذه الأحكام كل يوم بلا حاجة قد أخبر بهم  النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم ممن يظهر في بعد قرون الفضل فقد قال البخاري رحمه الله تعالى: 2651 حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَاأَبُو جَمْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ  زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ  عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  " خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ". قَالَ عِمْرَانُ : لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلَايُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ ". فهؤلاء يخرجون هذه الشهادات والتزكيات ولم يسألهم أحد بأن يخرجوها وليتها كانت مطابقة للحال.
🔸وهذه شهادة سيسألهم الله عز وجل عنها فليعدوا للسؤال جواباً فإن التزكية والتعديل والجرح نوع من الشهادة، وقد قال تعالى: ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾.
🔸وفي هذه التزكيات وتلك التعديلات ذكروا أناساً ضلالهم واضح وخطأهم بين لا يخفى على ذي عينين فذاك الذي لا يدعو للتوحيد ويسكت عن دعاة الشرك ويخرج مع دعاة الباطل ويزكي أهل البدع يكتب فيه مقالاً في الثناء عليه،  قال ابن سعد في الطبقات 9229- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَفَى بِهِ عَمًى أَنْ يَعْمَى الرَّجُلُ عَنْ أَمْرِ الْحَجَّاجِ. وكذلك كفى به عمى أن يعمى عليكم من يحتفي بالمتصوفة والخوارج ويجعلهم إخوانه وأن الفرق بينه وبينهم يسير.
🔸ولو كان غلاة التعديل صادقين لنصحوا لهؤلاء المنحرفين وذكروا ضلالهم حتى لا تزداد أوزارهم وتكثر آثامهم ولكن الأمر مدخول والمصالح لها دورها في الكلام والصمت.   قال العقيلي في الضعفاء 1124- حَدثنا مُحمد بن إِسماعيل، قال: حَدثنا الحَسن بن عَلي، قال: حَدثنا أَبو صالح الفَراءُ، قال: حَكَيت ليُوسُف بن أَسباط عن وكيع شَيئًا مِن أَمر الفِتَن، فقال: ذاك يُشبِه أُستاذَه, يَعني: الحَسن بن حَي، قالَت: قُلت ليُوسُف: أَما تَخاف أَن تَكُون هَذه غيبَةٌ؟ فقال: لم يا أَحمَقُ؟ أَنا خَير لهَؤُلاء مِن أُمَّهاتِهِم وآبائِهِم، أَنا أَنهى الناس أَن يَعمَلُوا بِما أَحدَثُوا فَتَتبَعَهُم أَوزارُهُم، ومَن أَطراهُم كان أَضَر عَليهم.
فهذا أثر عظيم عن وكيع بن الجراح لعل هؤلاء الذين يعدلون بهذا التساهل  ينتفعون بهذا الفقه السلفي ويبينوا خطأ من أخطأ ممن يعدلونهم بدل هذا المنهج الدخيل.
🔸 والحق أن بعض هؤلاء حقه الهجر والمقت والبغض لدفاعه عن أهل الانحراف فإنه مثلهم قال الإمام إبن بطة العكبري: ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه [أي: من البدع]، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة.
 الإبانة ( ص 282 ).
🔸 والله الموفق لا رب سواه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني.
الثلاثاء 21-11-1438

الصوفية ومستر همفر

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: انتشر مقطع فيديو لمحمد المنتصر الأزيرق يحكي فيه أمام مجمع من الناس وحضور كبير للصوفية عند زيارة الجفري لهم تعاون صوفية السودان مع إدارة امريكا ورضا الأمريكان والغرب عنهم وأن أمريكا والغرب يرون التصوف هو النموذج المثالي الذي يتماشى معهم.  وهذا نص كلامه في الفيديو المنتشر إذ يقول محمد المنتصر الأزيرق موجهاً خطابه للجفري: " قبل شهرين أخي الحبيب علي الجفري، كنت في وفد من صوفية السودان، منهم الخليفة الشيخ عبدالوهاب الكباشي، والشيخ الطيب الجد رئيس المجلس الأعلى للتصوف من خلفاء السودان حيث نوب شخصاً وآخرين .  جلسنا مع الإدارة الأمريكية، البيت الأبيض الصف الأول، الكونجرس الصف الأول، الأمن القومي الصف الأول، الخارجية الأمريكية الصف الأول، ومراكز بحثية وكنائس في ورشة عنوانها: *مرتكزات التطرف الفكرية، كيف تحارب؟ كيف يصنع التطرف؟ مالاً وفكراً، ووضعنا على مائدة النقاش ما نعرف وما تعرف، من هو المتطرف؟ هذه الورشة خرجت بأن التصوف هو الإسلام المعتدل، وينبغي التعاون ما بين الغرب على مظلة التعايش السلمي بين الأديان ، على مظلة تبادل المصالح والمنافع، حتى نحقق السلام. " انتهى كلامه.
🔸 وهذا كلام مستشنع تمُجُّه نفس المسلم السوية ولكن من يعرف حقيقة الصوفية ومدى انحرافهم يعلم أن هذا الكلام ليس غريباً عليهم فهم قد جمعوا كل سوء وفي باب الكفار وجهادهم ضربوا بسهم في عدم جهادهم والحث عليه " وإذا كان الغزالي رحمه الله (المتوفى سنة 505هـ) الذي عاش في القرن الخامس، وهو العصر الذي غزا فيه الصليبيون بلاد المسلمين، واحتلوا كثيراً منها، وذبحوا الألوف الكثيرة من أهلها، وفعلوا بهم الأفاعيل، لم يذكر الجهاد في سبيل الله في كتابه إحياء علوم الدين، ولم يتطرق إليه أبداً وكأنه في كوكب آخر، لا يعيش بين المسلمين."
🔸 وتواطؤ الصوفية مع الكافر المحارب قديم وسأذكر ما فعلوه لتمكين الفرنسيين من بلاد الإسلام ذكر الجبرتي في مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس :
" وفيها ( أي سنة 1213) سأل صاري العسكر عن المولد ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف.  فلم يقبل وقال: لابد من ذلك،  وأعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم.... الخ ". وهنا قد يقول قائل ما مصلحة الفرنسيين من إقامة الموالد والعمل على استمرارها؟  والجواب أنها تبعد الناس عن دينهم الحق وهذا يعلمه الكافر المحتل وخفي على بعض المسلمين.
🔸 ذكر محمد البشير الابراهيمي ما تفعله فرنسا لاستمرار احتلالها للجزائر وكان منه : ( حماية الدجّالين والمضلّلين باسم الدين من شيوخ الطرق الصوفية، وقد جنت فرنسا من هؤلاء كل خير لنفسها، فقد كانوا مطاياها وجنودها الروحيين في احتلال الأوطان الإسلامية، ويقول بعض المغفلين إنهم هم الذين نشروا الإسلام في أواسط افريقيا وفي السودان، وهذا تخليط. فإن الذين نشروا الإسلام في تلك الأصقاع هم طائفة من أجدادهم الصالحين بمعونة التجّار، أما هؤلاء الأحفاد فما نشروا إلا الاستعمار الفرنسي .)
" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ". (5-79).
🔸 قال محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله كذلك : (ولقد قال لي أحد الأصدقاء الأدباء، في هذا الأسبوع، وهو يحاورني في شأن من شؤون الأمير عبد القادر: إنه يعدّ تسليم هذا الأمير ونجاته بنفسه غميزة في قيمته التاريخية بل في دينه، وكان من مقتضيات إمارته وزعامته وبطولته أن يقاتل حتى يموت، وأن لا يختم أعماله بهذه الخاتمة السيّئة التي سن بها لمن بعده سنة التسليم والرضى بالهجرة الاختيارية، ومن معاني هذا الرضى أنه حرص على الحياة.

هذا معنى كلامه ببعض ألفاظه، فقلت له: إنه لم يكن بدعًا من قادة الحرب في التسليم فقد اتبع سنة من قبله، أما أسباب تسليمه فنحن نعرف منها أشياء، ونظن به أشياء، هي الأشبه بحاله ومقامه، أما ما نعرفه فهو اختلال صفوفه، وخذلان كثير من المارقين له- ومنهم بعض مشايخ الزوايا الصوفية وبعض الأمراء من الجيران- خذلانًا تكون نتيجته اللازمة الاضطرار إلى قتالهم، ومعنى هذا أنه بين عدوين، ومضطرٌّ إلى الحرب في ميدانين.)
" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ". (5-119).
🔸 وقال :( وكنت على أثر رجوعي واجتماعي بهذا الأخ نتداول الرأي في هذا الموضوع ونضع مناهجه ونخطط خططه، ومعنا بعض الإخوان، فأجمعنا في معرض الرأي الفاصل على أننا أمام استعمارين يلتقيان عند غاية، أحدهما استعمار روحاني داخلي يقوم به جماعة من إخواننا الذين يصلون لقبلتنا باسم الدين، وغايتهم استغلال الأمة، ووسيلتهم صد الأمة عن العلم، حتى يستمرّ لهم استغلالها، وهؤلاء هم مشائخ الطرق الصوفية التي شوّهت محاسن الإسلام، والثاني استعمار مادي تقوم به حكومة الجزائر باسم فرنسا، وغايته استغلال الأمة، ووسيلته سد أبواب العلم في وجه الأمة حتى يتم لها استغلالها، والاستعماران يتقارضان التأييد، ويتبادلان المعونة، كل ذلك على حساب الأمة الجزائرية المسكينة، أولئك يضلّونها، وهؤلاء يذلّونها، وجميعهم يستغلّونها.
  كنا نتّفق على هذا، ولكننا نجمل الرأي في أي الاستعمارين، يجب أن نبدأ بالهجوم عليه، ولم يكن من الصعب علينا الاتفاق على الهدف الأول للهجوم، فاتفقنا على أن نبدأ بالهجوم على الاستعمار الأول وهو الطرق الصوفية، لأنها هي مطايا الاستعمار الفرنسي في شمال أفريقيا ووسطها وغربها، ولولاها لم يتم له تمام .)
" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ". ( 5- 141)

🔸قال البشير الإبراهيمي رحمه الله كذلك :( اِبحثوا في تاريخ الاستعمار العام، واستقصوا أنواع الأسلحة التي فتك بها في الشعوب، تجدوا فتكها في استعمال هذا النوع الذي يسمّى "الطرق الصوفية"، وإذا خفي هذا في الشرق، أو لم تظهر آثاره جلية في الاستعمار الانكليزي، فإن الاستعمار الفرنسي ما رست قواعده في الجزائر وفي شمال أفريقيا على العموم وفي أفريقيا الغربية وفي أفريقيا الوسطى إلا على الطرق الصوفية وبواسطتها، ولقد قال قائد عسكري فرنسي معروف، كلمة أحاطت بالمعنى من جميع أطرافه قال: " إن كسب شيخ طريقة صوفية أنفع لنا من تجهيز جيش كامل، وقد يكونون ملايين، ولو اعتمدنا في إخضاعهم على الأموال والجيوش لما أفادتنا ما تفيده تلك الكلمة الواحدة من الشيخ، على أن الخضوع لقوّتنا لا تؤمن عواقبه لأنه ليس من القلب، أما كلمة الشيخ فإنها تجلب لنا القلوب والأبدان والأموال أيضًا ".
 هذا معنى كلمة القائد الفرنسي وشرحها، ولعمري إنها لكلمة تكشف الغطاء عن حقيقة ما زال كثير من إخواننا الشرقيين منها في شك مريب، وهم لا يدرون أن أول من خرج عن جماعة الأمير عبد القادر الجزائري في أيام جهاده شيخ طريقة معروف، وأن من أكبر أسباب هزيمته استعانة فرنسا عليه بمشائخ الطرق الصوفية، وإعلان كثير من أتباعهم الخضوع لفرنسا، فهل نحتاج بعد هذا إلى دليل؟ وان تاريخ تلك الوقائع لم يزل مداده طريًا، وما زال الاستعمار بالجزائر يسمّي هؤلاء المشائخ "أحباب فرنسا ". " آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ".(5-143).
🔸وبعد هذا كله وغيره من هو مستر همفر حقيقة ومن أحق بهذه الفرية؟ فالصوفية يفترون على الشيخ محمدبن عبدالوهاب وأنه قد أخذ عقيدته من جاسوس يهودي اسمه همفر مع أن كتب الشيخ ليس فيها مخالفة للوحيين ولم يذكر الشيخ هذه العلاقة مع هذا اليهودي والصوفية يذكرون مودتهم للنصارى ورضا النصارى عنهم في الملأ كما فعل الأزيرق ومصنفاتهم كلها مخالفات للوحيين فهم أحق بفرية مستر همفر هذه.
🔸 اسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يبعد دعاة الشرك والبدع عن عامتهم والله الموفق لا رب سواه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني.
ليلة الأحد 28 - 11 - 1438

الرد على صلاح الدين الخنجر في كلامه حول حذف بعض المواد الدراسية (3)

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
🔸أما بعد: فهذا المقال الآخير في التعليق على كلام الخنجر وإن كانت النفس لا تنشط في نقاش الخنجر وأمثاله ولكن لعل الله ينفع بها غيره من أهل الإسلام.  وأما الخنجر فينطبق عليه قول القائل:  " مزجى البضاعة من العلم النافع الموروث عن خاتم الرسل والأنبياء،  لكنه مليء بالشكوك والشبه والجدال والمراء. خلع عليه الكلام الباطل خِلعة الجهل والتجهيل،  فهو يتعثر في أذيال التكفير لأهل الحديث والتبديع لهم والتضليل
 قد طاف على أبواب الآراء والمذاهب،  يتكفف أربابها،  فانثنى بأخس المواهب والمطالب،  عدل عن الأبواب العالية الكفيلة بنهاية المراد وغاية الإحسان،  فابتلي بالوقوف على الأبواب السافلة المليئة بالخيبة والحرمان.  قد لبس حلة منسوجة من الجهل والتقليد والشبه والعناد،  فإذا بذلت له النصيحة ودعي إلى الحق أخذته العزة بالإثم،  فحسبه جهنم ولبئس المهاد.
     فما أعظم المصيبة بهذا وأمثاله على الإيمان!  وما أشد الجناية به على السنة والقرآن!  وما أحب جهاده بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن!  وما أثقل أجر ذلك الجهاد في الميزان "
🔸ولأن الناظر في كتابات الخنجر وما يقوله بصوته يجد أن بضاعته الجهل والهوى والتدليس وإن ذكر أدلة فيتخير الضعيف والموضوع لنصرة رأيه وهواه فهو عند أهل العلم والمعرفة صاحب بدعة يتطلب العلم لينصر هواه ونحلته،  قال الحافظ وكيع بن الجراح :
" من طلب الحديث كما جاء ،فهو صاحب سنة ومن طلب الحديث ليقوي ( هواه ) فهو صاحب بدعةقال الإمام البخاري معلقاً :
يعني أن الإنسان ينبغي أن يُلقي رأيهُ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ثبت الحديث ولا يعتل بعلل لا تصح ليقوي هواه ."
 كتاب رفع اليدين في الصلاة (ص44).
🔸 فصاحب الهوى والضلالة لا ينفع معه ألف دليل على إبطال باطله ولا تزيده كثرة الأدلة غير البعد عن الحق.   وهذا بيان الرد عليه:
5- قوله أن أهل السنة والجماعة ( يسميهم الخنجر بالوهابية)  يبيحون الدماء ويكفرون الأخيار :
  هذه الفرية سبقه عليها غيره من الدراويش وعلماء الضلالة والتكفير والتفسيق والتبديع أحكام شرعية فمن كفره الله ورسوله فهو الكافر ومن حكم عليه الشرع بالشرك فهو المشرك إذن من حكم عليه الشرع بالكفر فإنه يكفر وليس مرجع التكفير للهوى وإنما هو حق شرعي لله تعالى وكذلك هو حق شرعي للنبي صلى الله عليه وسلم يقول أبو بكر الزرعي في الكافية الشافية :
الكفر حق الله ثم رسوله * بالنص يثبت لا بقول فلان
من كان رب العالمين وعبده * قد كفراه فذاك ذو الكفران.
🔸 فأهل السنة لا يكفرون بالهوى ولا يستبيحون دماء مخالفهم وهذا كله خلاف الصوفية فإن مخالفهم كافر مباح الدم حلاله فهم أشبه الناس بتلك الفرقة الضالة المسماة داعش وهذه نماذج في ذكر استحلالهم لدماء مخالفهم وكذلك تكفيرهم لمن ليس معهم :
🔸قال ابن حجر في الدرر الكامنة :" وَعقد مجْلِس فِي ثَالِث عشر مِنْهُ بعد صَلَاة الْجُمُعَة فَادّعى على ابْن تَيْمِية عِنْد الْمَالِكِي فَقَالَ هَذَا عدوي وَلم يجب عَن الدَّعْوَى فكرر عَلَيْهِ فأصر فَحكم الْمَالِكِي بحبسه فأقيم من الْمجْلس وَحبس فِي برج ثمَّ بلغ الْمَالِكِي أَن النَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ فَقَالَ يجب التَّضْيِيق عَلَيْهِ أَن لم يقتل وَإِلَّا فقد ثَبت كفره فنقلوه لَيْلَة عيد الْفطر إِلَى الْجب وَعَاد القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى ولَايَته وَنُودِيَ بِدِمَشْق من اعْتقد عقيدة ابْن تَيْمِية حل دَمه وَمَاله خُصُوصا الْحَنَابِلَة فَنُوديَ بذلك وقرىء المرسوم وَقرأَهَا ابْن الشهَاب مَحْمُود فِي الْجَامِع ثمَّ جمعُوا الْحَنَابِلَة من الصالحية وَغَيرهَا واشهدوا على أنفسهم أَنهم على مُعْتَقد الإِمَام الشَّافِعِي وَذكر ولد الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ فِي كتاب كتبه لبَعض معارفه بِدِمَشْق أَن جَمِيع من بِمصْر من الْقُضَاة والشيوخ والفقراء وَالْعُلَمَاء والعوام يحطون على ابْن تَيْمِية إِلَّا الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ يتعصب لَهُ وَإِلَّا الشَّافِعِي فَإِنَّهُ سَاكِت عَنهُ وَكَانَ من أعظم القائمين عَلَيْهِ الشَّيْخ نصر المنبجي لِأَنَّهُ كَانَ بلغ ابْن تَيْمِية أَنه يتعصب لِابْنِ الْعَرَبِيّ فَكتب إِلَيْهِ كتابا يعاتبه على ذَلِك فَمَا أعجبه لكَونه بَالغ فِي الْحَط على ابْن الْعَرَبِيّ وتكفيره فَصَارَ هُوَ يحط على ابْن تَيْمِية ويغري بِهِ بيبرس الجاشنكير وَكَانَ بيبرس يفرط فِي محبَّة نصر ويعظمه"
🔸وقال المقريزي في الخطط: " فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر، كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس المارانيّ على هذا المذهب، قد نشآ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوريّ، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدّوا البنان على مذهب الأشعريّ، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك، واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزاليّ مذهب الأشعريّ، فلما عاد إلى بلاد المغرب وقام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامّتهم، ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن عليّ القيسيّ، وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعد مدّة سنين، وتسموا بالموحدين، فلذلك صارت دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت، إذ هو عندهم الإمام المعلوم، المهديّ المعصوم، فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلّا الله خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ، فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نسي غيره من المذاهب، وجهل حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه، إلّا أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه، فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف، لا يرون تأويل ما ورد من الصفات، إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها تقيّ الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانيّ، فتصدّى للانتصار لمذهب السلف وبالغ في الردّ على مذهب الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة، وعلى الصوفية"
🔸أما تكفير الصوفية لمخالفهم فمبناه على الهوى فكل من ليس معهم فهو كافر!  وكل من أنكر عليهم فهو مشرك!  وكل من لم يتخذ له شيخاً صوفياً فمآله إلى الكفر عندهم!  وإليك البيان :
🔸في كتاب "مناقب العارفين في أخبار جلال الدين الرومي": "سأل الشيخ المحترم أوحد الدين الخوئي مولانا [يعني جلال الدين الرومي]: من هو الكــــافــــر؟. فقال مولانا: أرني المؤمن كي يَبِينَ الكــافـــر!. فقال الشيخ أوحد الدين: أنت هو المؤمن!!. فقال مولانا: في تلك الحال فكل من يضادُّنا فهو الكافر!!"
مناقب العارفين للأفلاكي: (1/515)، نقلاً عن أخبار جلال الدين الرومي للقونوي: (ص:228).
🔸 يقول صاحب "البهجة السنية": "من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومتى كان شيخه الشيطان كان في الكفر حتى يتخذ له شيخاً متخلقاً بأخلاق الرحمن"
البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية لمحمد بن عبد الله الخاني: (ص:47).
🔸قال محمد بن سليمان البغدادي صاحب كتاب الحديقة الندية: "إياك أن تقول: الطرق الصوفية لم يأت بها كتاب ولا سنة فإنه كفر "
الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية (ص:31).
🔸 قال الشيخ التيجاني « من دخل زمرتنا ودخل غيرها تحل به المصائب دنيا وأخرى ولا يعود إليها أبداً إلا بتوبة نصوح» (كتاب الفتح الرباني فيما يحتاج إليه المريد التجاني ص 47).
🔸 وقال أيضاً ‏:‏ ‏(‏من ترك ورده وأخذ وردنا وتمسك بطريقتنا هذه الأحمدية المحمدية الإبراهيمية الحنفية التجانية فلا خوف عليه من الله ولا من رسوله ولا من شيخه أيًا كان من الأحياء أو من الأموات أما من أخذ وردنا وتركه فإنه يحل به البلاء وأخرى ولا يموت إلا كافرًا قطعًا وبذلك أخبرني سيد الوجود ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقظة ومنامًا‏)‏
الفتح الرباني فيما يحتاج إليه المريد التجاني.
🔸قال الشيخ الميرغني محمد عثمان شيخ الطريقة الختمية أن الله كلمه وقال له:
«أنت تذكرة لعبادي، ومن أراد الوصول إلىَّ فليتخذك سبيلا، وأن من أحبك وتعلق بك هو الذي خلد في رحمتي، ومن أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العذاب الأليم »
 (الهبات المقتبسة – تأليف محمد عثمان ص76).
🔸 فهذه إشارات وذكر لضلالات القوم في التكفير وكما ذكرت سابقاً فإنه لا ضابط لهم إلا الهوى في هذا الباب العظيم ويقال للخنجر: رمتني بدائها وانسلت
6-  قوله إن أهل السنة سيخرجون على الحاكم وهم  السمع والطاعة :
أما أهل السنة فلا يرون الخروج على الحاكم المسلم الذي لم يمنع الصلاة بأي صورة من صور الخروج كانت لا باليد ولا باللسان والأدلة على ذلك كثيرة والنقول من كلامهم كثير كذلك ولا يعتد بمن شذ ومن فعل ما يخالف معتقد أهل السنة والجماعة فيمثل نفسه والعمدة لأهل السنة في النهي عن الخروج القولي
ما رواه ابن أبي عاصم في السنة (بسند حسن): 1098حدثنا محمد بن عوف ، ثنا عبد الحميد بن إبراهيم ، عن عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي عن الفضيل بن فضالة يرده إلى ابن عائذ يرده ابن عائذ إلى جبير بن نفير عن عياض بن غنم قال لهشام بن حكيم ألم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : "  من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه
7- أن ماحذفته الوزارة ليس هو التوحيد وانما هي افكار الوهابية :
ما حذفته الوزارة كله مبني على حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكر فيه حديث في البخاري وآخر في سنن أبي داود وآخر في الترمذي وحديث في مسند أحمد ومع ذكر آية من القرآن والمواضيع هي التمائم والتمسح بالأضرحة والتطير فيما أذكر،  والصحيح أن يقال أن ما حذف هو ما صح به الشرع ولكنه ينسف معتقد المتصوفة الباطل ولكن الخنجر يهرف بمالا يعرف وكلامه كله ضلالات وظلمات بعضها فوق بعض.
وإذا تأملت الوجود رأيته **  إن لم تكن من زمرة العميان
بشهادة الإثبات حقا قائما ** لله لا بشهادة النكران
وكذاك رسل الله شاهدة به ** أيضا فسل عنهم عليم زمان
وكذاك كتب الله شاهدة به ** أيضا فهذا محكم القرآن
وكذلك الفطر التي ما غيرت ** عن أصل خلقتها بأمر ثان
وكذا العقول المستنيرات التي **  فيها مصابيح الهدى الرباني
أترون أنا تاركو ذا كله * لشهادة *الصوفي واليوناني
هذي الشهود فإن طلبتم شاهدا **  من غيرها سيقوم بعد زمان
إذ ينجلي هذا الغبار فيظهر الـ ** ـحق المبين مشاهدا بعيان
🔸وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والله الموفق لا رب سواه.
عبدالله الحساني.
ليلة الجمعة 3 - 12 - 1438

الرد على صلاح الدين الخنجر في كلامه حول حذف بعض المقررات الدراسية (2)

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فهذا المقال الثاني في كشف ترهات الخنجر التي أثارها حول حذف بعض المواد الدراسية وصلاح الدين الخنجر يسير على خطى عمر بن لحي الخزاعي الذي أتى بالأصنام لجزيرة العرب وكذلك الخنجر لما رأى الناس قد انصرفوا عن التصوف وعن عبادة غير الله إلى جعل جميع عباداتهم لله وحده عمل هو وأضرابه من جند ابليس إلى بث الشبه ومعاداة الحق وأهله ليحيوا ميراثهم القديم فاسأل الله أن يهديهم أو يكف شرهم.
🔸وصلاح الدين ليس له من اسمه نصيب وماقالته العرب في التناسب بين الاسم وصاحبه لا ينطبق عليه فهو صلاح ولكن ليس لدين الإسلام ولو رأى قائل هذا البيت :
وَقل مَا أَبْصرت عَيْنَاك ذَا لقب *إِلَّا وَمَعْنَاهُ إِن فَكرت فِي لقبه
صلاح الدين الخنجر لخطَّأ نفسه وتراجع عن بيته الذي كتبه
ولو قال قائل في وصفه :
شَعْوذَةٌ تخْطِرفي حِجْلينِ * وفتنة تَمشي على رجلََيْنِ.
لأصاب وأجاد وكان قد وصف الخنجر بما لا مزيد عليه.
🔸ومن مقالات الخنجر في مقاله ذاك:
3- وصفه لشيخ الإسلام بالابتداع وتسميته لشيخ الإسلام بشرخ الإسلام ووصفه له بالضال المضل :
وهذه جرأة شديدة تدل على ضلال هذا المفسد للأديان وسوء أدب يدل على قلة تدينه ومراقبته لله ولكن من كان يسب الله ويصفه أنه لا ينزل المطر إذا سأله العبد لا يستغرب منه ذلك.
والخنجر أولى بكل سوء وصف به شيخ الإسلام،  ‏قيل للإمام أحمد: "  إنّ أبا قتادة كان يتكلم في وكيع وعيسى بن يونس وابن المبارك؟
فقال: من كَذَّب أهل الصدق فهو الكاذب ."
تاريخ بغداد (13/475).
والخنجر لم يتكلم بعلم ولم يأت بمسائل خالف فيها ابن تيمية رحمه الله تعالى الأدلة ثم رد عليه وإنما اتخذ طريق الكذب والسب والشتم متبعاً سبيل أسلافه من الجهمية والأشاعرة الذين تحدثوا عن شيخ الإسلام بلا حجج ولا بينات وحاله كما قال أبو البقاء السبكي : ((والله يا فلان ما يُبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى؛ فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به))اهـ
ذكره ابن ناصر الدين في الرد الوافر (95) والخنجر قد جمع بين الوصفين الجهل والهوى نعوذ بالله من الخذلان.
🔸"وشهادات الأئمة في عصره ، وبعد عصره تبين للمنصف كذب الادعاءات التي يفتريها أعداء الملة ، وأعداء السنَّة على هذا الإمام العلَم ، والسبب الذي حاربه من أجله أهل الكفر والبدعة ، هو أنه هدم أصولهم فخرَّ عليهم السقف من فوقهم "
🔸 " وقد ألَّف الشيخ ابن ناصر الدين الدمشقي كتاباً سماه " الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر " ردّاً على أحد متعصبي الأحناف زعم أنه لا يجوز تسمية ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام " ، وأنه من فعل ذلك فقد كفر  ، وقد ذكر ابن ناصر الدين في كتابه هذا خمساً وثمانين إماماً من أئمة المسلمين كلهم وصف ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام "، ولما قرأ ابن حجر العسقلاني رحمه الله هذا الكتاب – " الرد الوافر " - كتب عليه تقريظاً مثبتا في أول الرد الوافر.
🔸وثناء العلماء على شيخ الإسلام ووصفهم له بالإمامة قد صنفت فيها مصنفات وكتبت فيها مجلدات يصعب حصر ما بداخلها في رسالة تُنْقَل في وسائل التواصل بل ثناء المبتدعة من الصوفية والأشاعرة عليه وشهادتهم له بالإمامة أكثر من أن تحصر وهذه بعض الإشارات :
قَال العلامة  الذهبي  رحمه الله تعالى :
 " أَحْمَد بْن عَبْد الحليم - وساق نسبه - الحراني، ثُمَّ الدمشقي، الحنبلي أَبُو الْعَبَّاس، تقي الدين، شيخنا وشيخ الإِسلام، وفريد لعصر علمًا ومعرفة، وشجاعة وذكاء، وتنويرًا إلهيا، وكرما ونصحا للأمة، وأمرًا بالمعروف ونهيًا عَنِ المنكر، سمع الْحَدِيث، وأكثر بنفسه من طلبه، وكتب وخرج، ونظر فِي الرجال والطبقات، وحصل مَا لَمْ يحصله غيره، برع فِي تفسير الْقُرْآن، وغاص فِي دقيق معانيه بطبع سيَّال، وخاطر إِلَى مواقع الإِشكال ميال، واستنبط منه أشياء لَمْ يسبق إِلَيْهَا، وبرع فِي الْحَدِيث وحفظه، فقلَّ من يحفظ مَا يحفظه من الْحَدِيث، معزوًّا إِلَى أصوله وصحابته، مَعَ شدة استحضاره له وقت إقامة لدليل، وفاق النَّاس فِي معرفة الفقه، واخْتِلاف المذاهب، وفتاوى الصَّحَابَة والتابعين، بحيث إنه إِذَا أفتى لَمْ يلتزم بمذهب، بَل يقوم بِمَا دليله عنده. وأتقن العربية أصولًا وفروعًا، وتعليلًا واخْتِلافًا. ونظر فِي العقليات، وعرف أقوال المتكلمين، وَرَدَّ عَلَيْهِم، وَنبَّه عَلَى خطئهم، وحذر مِنْهُم ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين، وأُوذي فِي ذَات اللَّه من المخالفين، وأُخيف فِي نصر السنة المحضة، حَتَّى أعلى اللَّه مناره، وجمع قلوب أهل التقوى عَلَى محبته والدعاء لَهُ، وَكَبَتَ أعداءه، وهدى بِهِ رجالًا من أهل الملل والنِّحَل، وجبل قلوب الملوك والأمراء عَلَى الانقياد له غالبًا، وعلى طاعته، أحيا بِهِ الشام، بَل والإسلام، بَعْد أَن كاد ينثلم بتثبيت أولي الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي فِي خيلائهم، فظُنت بالله الظنون، وزلزل المؤمنون، واشْرَأَبَّ النفاق وأبدى صفحته. ومحاسنه كثيرة، وَهُوَ أكبر من أَن ينبه عَلَى سيرته مثلي، فلو حلفت بَيْنَ الركن والمقام، لحلفت: إني مَا رأيت بعيني مثله، وأنه مَا رأى مثل نَفْسه)
 ((ذيل طبقات الحفاظ)) (4/ 497)، وذكره الذهبي فِي معجم شيوخه كذلك.
قال العلامة ابن دقيق العيد الشافعي :
"لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلًا العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد" ـ.
الرد الوافر (59)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَنسخ سنَن أبي دَاوُد، وَحصل الْأَجْزَاء، وَنظر فِي الرِّجَال والعلل، وتفقه وتمهر وتميز وَتقدم وصنف ودرس وَأفْتى، وفَاق الأقران، وَصَارَ عجبًا فِي سرعَة الاستحضار وَقُوَّة الْجنان والتوسع فِي الْمَنْقُول والمعقول والإطالة على مَذَاهِب السّلف وَالْخلف " ـ
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة (1/ 168، 169).
قال جلال الدين السيوطي  الشافعي – رحمه الله  :
" ابن تيمية ، الشيخ ، الإمام ، العلامة ، الحافظ ، الناقد ، الفقيه ، المجتهد ، المفسر البارع ، شيخ الإسلام ، علَم الزهاد ، نادرة العصر، تقي الدين أبو العباس أحمد المفتي شهاب الدين عبد الحليم بن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني .
أحد الأعلام ، ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة ، وسمع ابن أبي اليسر ، وابن عبد الدائم ، وعدّة .
عني بالحديث ، وخرَّج ، وانتقى ، وبرع في الرجال ، وعلل الحديث ، وفقهه ، وفي علوم الإسلام ، وعلم الكلام ، وغير ذلك .
وكان من بحور العلم ، ومن الأذكياء المعدودين ، والزهاد ، والأفراد ، ألَّف ثلاثمائة مجلدة ، وامتحن وأوذي مراراً .
مات في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة "
طبقات الحفاظ ( 516 ، 517 )
🔸 إذا علم ثناء العلماء والأئمة المرضيين على شيخ الإسلام فلا يضر شيخ الإسلام كلام الخنجر فيه فهو ككلب خاض في نهر فلا يضر النهر خوض الكلب ولا الهر. اسأل الله أن يعامل الخنجر بعدله.
4- قوله أن هذا التقسيم أقرب لعقائد اليهود والنصارى :
يريد المبتدع الخنجر أن يقول أن تقسيم أهل السنة التوحيد لثلاثة أقسام هو كتثليث النصارى والتثليث عقيدة نصرانية خبيثة تقوم على أساس جعل الآلهة ثلاثة وهم: الأب والابن وروح القدس، وقد كفَّرهم الله بها في محكم تنزيله حيث قال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إَنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أما تقسيم التوحيد لثلاث فهو عقيدة دل عليها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت الأدلة على هذا التقسيم في المقال الأول من كلام الله عز وجل فكيف يسوّي هذا الضال بين الكفر والإيمان والشرك والإسلام؟
🔸وفي الحقيقة فالصوفية هم أقرب الناس للنصارى في عقائدهم وعباداتهم وسلوكهم وإن كان النصارى يقولون أن الله ثالث ثلاثة فمن الصوفية من قال أنه هو الله كما قال ذلك الحلاج الحسين بن منصور وغيره من أهل الحلول والاتحاد بل الصوفية يشابهون النصارى حتى في طريقة ذكر الله تعالى جاء في العهد القديم ما نصه :
"ليسبحوا اسمه برقص بدف و عود ليرنموا له"
 (مزمور 149 : 3)
" سبحوا الرب بالدفوف رنموا للرب على الصنوج انشدوا له انشادا جديدا عظموه و ادعوا باسمه "
(يهوديت 16 : 2).
🔸 فأنتم أيها الخنجر من شابهتم النصارى وليس أهل التوحيد الذين يتبعون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عبدالله الحساني.
الاثنين 28 - 11 - 1438

الرد على صلاح الدين الخنجر في كلامه حول حذف بعض المقررات الدراسية (1)

الحمد لله وصلى الله على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸أما بعد: فقد كتب صلاح الدين الخنجر مقالا في التعليق على مسألة حذف بعض الدروس من المقررات التعليمية وكعادته في الكتابة فإن مقاله جمع بين أمرين :
1- الجهل .
2- السب والشتم .
ومما يؤسف له أن يكون الخنجر وأمثاله من حملة الرسالة العالمية ( الدكتوراة ) ويدرس طلاب الجامعات وهو بهذه الأخلاق والضحالة العلمية  فرجل يزعم أن من يسأل الله نزول المطر لا يجيبه الله ،  واذا سأل شيوخ الخنجر نزول المطر ودفع لهم مالا أجابوه لذلك . لا يستحق أن يعطى شهادة ويدرس في جامعة ويؤتى به في وسائل الإعلام ولكن الأمر كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا  الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ". قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : " السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ". أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
  وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ". فهذان الحديثان ينطبقان على الخنجر وأضرابه من دعاة الضلالة والجهل والخرافة .
🔸ذكر  الخنجر في بيانه هذا عدة جهالات وهي :
1- أن تقسيم التوحيد لثلاث ليس له مستند شرعي من كلام الله.
2 - أن أول من قسم التوحيد هو شيخ الاسلام ولم يوجد هذا قبله وأن ابن تيمية رحمه الله هو صاحب الفكرة والنشأة لتقسيم التوحيد .
3- وصفه لشيخ الإسلام بالابتداع وسمى شيخ الاسلام شرخ الاسلام ووصفه رحمه الله بالضال المضل .
4 - أن هذا التقسيم أقرب لعقائد اليهود والنصارى .
5- أن أهل السنة والجماعة ( يسميهم الخنجر بالوهابية ) يبيحون الدماء ويكفرون الأخيار . ( الغماري )
6- أن أهل السنة سيخرجون على الحاكم وهم كذبة في مسألة السمع والطاعة  .
7- أن ماحذفته الوزارة ليس هو التوحيد وانما هي افكار الوهابية ( كما زعم).
مع تخلل كلامه بالسب والشتم وكتابته بلغة دارجية أقرب للغة الشوارع مما يبين كذلك أن الرجل بعيد عن العلم.
🔸وهذه وقفات مع الخنجر في كلامه هذا أكتبها مستعيناً بالله تبييناً لخطأ الخنجر ونصحاً له ولعامة المسلمين والله المسئول أن يعين ويوفق لكل خير:
1- قوله أن تقسيم التوحيد لثلاث ليس له مستند شرعي: وكلامه هذا إما أنه يدل على جهله بالشرع أو جهله بهذا التقسيم أو تجاهله لهذا الأمر وإلا فالأدلة على ذلك كثيرة جداً وقبل ورود الأدلة لابد من معرفة هذه الأنواع الثلاثة وماهو مقصود أهل العلم بها.
فالمراد بتوحيد الربوبية: الاعتقاد الجازم بأنَّ الله وحده الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لشئون خلقه كلها لا شريك له في ذلك.
والمراد بتوحيد الألوهية: إفراد الله بأفعال العباد التي يتقرب بها كالصلاة والزكاة والحج والدعاء والخوف والرجاء وغيرها
والمراد بتوحيد الأسماء والصفات: الإيمان الجازم بأسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة، وإثباتها دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل.
ثم الأدلة على هذه الأقسام أكثر من أن تحصر وهذه إشارات :
فمن أدلة توحيد الربوبية قول الله تعالى: {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ،وقوله: {أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، وقوله: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ}، وقوله: {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} ، وقوله: {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، وقوله: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} ، وغيرها من الآيات.

ومن أدلة توحيد الألوهية قوله تعالى: {الحَمْدُ للهِ} ؛ لأنَّ الله معناه المألوه المعبود، وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، وقوله: {يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ وَالذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقوله: {فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلاَ للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} ، وقوله: {قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِن دُونِهِ} ، وقوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ

لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} ، وغيرها من الآيات.

ومن أدلة توحيد الأسماء والصفات قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، وقوله: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى} ، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} ، وقوله: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى} ، وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وغيرها من الآيات .

ومن الآيات التي جمعت أقسام التوحيد الثلاثة قول الله تبارك وتعالى في سورة مريم: {رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}.
🔸فهذه بعض الأدلة على هذا التقسيم الذي أنكره الخنجر ودافعه في هذا الإنكار الجهل والهوى لأنه إذا علم المسلمون هذا التقسيم فإنهم سيعملون ضلال هذا الخنجر وأن دعواه بتصرف الأولياء في الكون بإنزال المطر لم يقلها المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.  ثم انكم تجعلون للطهارة وغيرها شروطاً وسنناً ومندوبات وبعض المذكور في هذه التقسيمات لا دليل عليه لا من كتاب أو سنة ومع هذا لا تنكرونه وتنكرون تقسيم التوحيد مع كثرة أدلته فقاتل الله الهوى!!؟
2- أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو أول من قسم التوحيد ولا يوجد هذا التقسيم قبله :
 وهذا القول يدل على جهله كذلك وتدليسه وتلبيسه فإن التقسيم مذكور في كلام جماعة من المتقدمين على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اكتفي بذكر اثنين فقط قبل ابن تيمية رحمه الله تعالى بزمان بعيد :
1- إمام الأحناف أبو حنيفة النعمان (ت150هـ) قال في كتابه الفقه الأبسط (ص51) : "والله يدعى من أعلى لا من أسفل؛ لأنَّ الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء".

فقوله: "يدعى من أعلى لا من أسفل …" فيه إثبات العلو لله، وهو من توحيد الأسماء والصفات.
وقوله: "من وصف الربوبية" فيه إثبات توحيد الربوبية.
وقوله: "والألوهية" فيه إثبات توحيد الألوهية.
2-  أبو  عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المتوفى سنة 387هـ.. فقد قال رحمه الله في كتابه "الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة" ما نصه:
" ... وذلك أنَّ أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء:
أحدها: أن يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مبايناً لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعاً.
والثاني: أن يعتقد وحدانيته ليكون مبايناً بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.
والثالث: أن يعتقده موصوفاً بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفاً بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه.
إذ قد علمنا أنَّ كثيراً ممن يقر به ويوحده بالقول المطلق قد يلحد في صفاته فيكون إلحاده في صفاته قادحاً في توحيده.
ولأنَّا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث والإيمان بها.
فأمَّا دعاؤه إياهم إلى الإقرار بربانيته ووحدانيته فلسنا نذكر هذا هاهنا لطوله وسعة الكلام فيه، ولأنَّ الجهمي يدعي لنفسه الإقرار بهما وإن كان جحده للصفات قد أبطل دعواه لهما ." .. "الإبانة لابن بطة.
وهذا التقسيم مذكور في كلام أبي يوسف يعقوب بن ابراهيم وكذلك في كلام ابن مندة وغيرهما من المتقدمين ولكن هل للخنجر قابلية لأن يقرأ؟  وهل إذا قرأ سيفهم؟  وهل إذا فهم سيقبل ولا يكابر؟  اللهم إني أعوذ بك من هوى متبع.
🔸وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني
الأحد 27- 11- 1438

الاثنين، 10 أبريل 2017

الجامع لكلام العلامة محمود شكري الألوسي في السبكي

الحمد لله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فهذا جمع لكلام الألوسي رحمه الله تعالى في السبكيين التاج والتقي الأب وابنه وبيان لحالهما وما كانا عليه من عداء أهل التوحيد ونشر البدع والجهل بالدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فهما من كبار متعصبة الشافعية ومن أئمة الأشعرية والقبورية الوثنية ويكفي في ذلك كتاب (شفاء السقام)  فما من قبوري إلا وقد جعله عمدته ومرجعه فقد زين فيه القبورية ونصر فيه الوثنية أما ما يتعلق بالصفات ونصرة الأشعرية الجهمية فما وجدا لذلك سبيلاً إلا سلكاه ويكفي في ذلك نشر الإبن في طبقاته المسماة طبقات الشافعية لكثير من ذلك وقد نشر رسالة ابن جهبل كاملة في الرد على الحموية لشيخ الإسلام.
 ومن اسوأ ما سلكاه رميهما لابن تيمية وابن القيم بكل قبيح حتى وصل للوصف بالكفر حتى قال في السيف الصقيل معقبا على الإمام  ابن القيم رحمه الله"
 "فهو الملحد لعنه الله وما أوقحه وما أكثر تجرؤه أخزاه الله"
السيف الصقيل ص 37
وغير ذلك مما لا تتسع له مقدمة هذه الرسالة ومن المؤسف أن تجد احتفاء أهل السنة بهما فإذا ذكرا لا يذكرا بغير الإمام أو قاضي القضاة أو شيخ الإسلام وهذه الألفاظ ينبغي أن لا تطلق على القبورية والأشاعرة والجهمية والماتردية ومتعصبة المذاهب وأضرابهم وإخوانهم.
    قال العلامة ابن سحمان رحمه الله تعالى: " فهذا التلطف والشفقة والرحمة لا يجوز أن يعامل بها من ينكر علو الله على خلقه....  بل يعامل بالغلظة والشدة والمعاداة الظاهرة.. " كشف الشبهتين (27)
 ومن المؤسف كذلك رواج كتبهما بين أهل السنة وكأن أهل السنة لم يصنفوا في المواضيع التي كتبا فيها فإلى الله المشتكى
 🔸وقبل نقل كلام الألوسي انقل  هذا الكلام للسخاوي معلقا على بعض كلام التاج السبكي:
" قال فيما قرأته في ترجمة سلامة الصياد المنبجي الزاهد ما نصه :
" يا مسلم استحي من الله ، كم تجازف وكم تضع من أهل السنة الذين هم الأشعرية ، ومتى كانت الحنابلة ، وهل ارتفع للحنابلة قط رأس "
ثم قال السخاوي معلقا على كلام السبكي :
" وهذا من أعجب العجاب ، وأصحب للتعصب ، بل أبلغ في خطأ الخطاب ؛ ولذا كتب تحت خطه بعد مدة قاضي عصرنا وشيخ المذهب العز الكناني ما نصه :
" وكذا والله ما ارتفع للمعطلة رأس "
ثم وصف التاج بقوله :
" هو رجلٌ قليل الأدب ، عديم الإنصاف ، جاهل بأهل السنة ورتبهم ، يدلك على ذلك كلامه " .
...........................
" الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ "
للسخاوي
🔸 قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فهؤلاء الأمم كلهم جعلوا مدار احتجاجهم على عدم قبول ما جاءت به الرسل أنه لم يكن عليه أسلافهم، ولا عرفوه منهم، فانظر إلى سوء مداركهم، وجمود قرائحهم، ولو كانت لهم قلوب يفقهون بها وآذان يسمعون بها وأعين يبصرون بها لعرفوا الحق بدليله، وانقادوا لليقين من غير تزييفه ولا تعليله، وهكذا أخلافهم ووراثهم، هذا النبهاني لم يفد فيه ما ألف من الكتب المفصلة لإثبات الحق وإبطال الباطل، ولم يلتفت إليها بسبب مخالفتها لما كان عليه  السبكي، وابن حجر المكي "
غاية الأماني (1/36)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فمثل هؤلاء إذا قالوا أقوالا تخالف الكتاب والسنة يضرب بها على وجوه قائليها كان من كان، ومن ابن حجر والسبكي والرفاعي  ونحوهم حتى نعارض بكلامهم وحي الرسول صلى الله عليه وسلم ولاسيما في مثل هذه المطالب العالية.
فكلام النبهاني من أوله إلى آخره على هذا المنهج، لا يستدل على مطلوبه إلا بحديث موضوع، أو قول أحد الغلاة، أو قول من لا يؤخذ بقوله، على أنه مع بطلانه مقلد فيه "
غاية الأماني (1/82)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" أقول: هذا كلام ساقط عن درجة الاعتبار، لما قدمناه في الوجه الثالث من كلام الحافظ ابن القيم، ولما أوردناه من النصوص والدلائل على بطلان هذا القول، وابن حجر مضطرب الكلام لا يثبت على قول، فإنه ذكر هنا أن الاجتهاد قد انقطع من ستمائة سنة بالنظر إلى عصره، مع أنه ذكر في كتابه "الجوهر المنظم" عند شتمه لشيخ الإسلام ابن تيمية ما نصه:
"ولقد تصدى شيخ الإسلام، وعالم الأنام، المجمع على جلالته واجتهاده، وصلاحه وإمامته، التقي السبكي- قدس الله روحه ونور ضريحه- للرد في تصنيف مستقل، أفاد فيه وأجاد، وأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصواب، فشكر الله مسعاه، وأدام عليه شآبيب رحمته ورضاه"اهـ.
ثم قال قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فانظر إلى ابن حجر كيف ادعى الإجماع على اجتهاد السبكي لكونه على منهجه ومسلكه  في الابتداع واتباع الهوى "
غاية الأماني (1/97)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وإني أبشرك أيها المبتدع أن جميع كتب شيخ الإسلام وأصحابه ستطبع قريبا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، حيث يظهر بها زيغ الملحدين، وافتراء السبكي وابن حجر ( الهيتمي ) وأضرابهما من المتبعين لهواهم، الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ."
غاية الأماني (1/162)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" إن صحت رؤياك أيها النبهاني -وإن كان ما تراه يقظة ومناما أضغاث أحلام- دلت على أن الله تعالى كشف لك عن حال مقتداك، وشيخ بدعك وهو السبكي، فإنه كما هو المعلوم لدى كل منصف كان من ألد الخصوم لشيخ الإسلام، بل لكل أهل الحق "
غاية الأماني (1/165)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" ومن بعد السبكي كلهم قلدوه في رأيه  الفاسد، واعتقاده الكاسد، الذي ذكره في كتابه (شفاء السقام) . وقد علمت حال هذا الكتاب، وما جرى عليه من الرد والإبطال، فقد رده الإمام العالم العلامة الحافظ المحقق أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المقدسي قدس الله روحه، في كتابه الذي سماه (الصارم المنكي في الرد على السبكي) وقد حقق فيه المسائل المتعلقة بزيارة القبور، وبين ما كان فيها من حق وزور، وأظهر جهل السبكي بعلم الأثر والحديث، وعدم فهمه لمقاصد الشريعة.
ومن نظر إلى هذا الكتاب تبين له أن شهرة السبكي  بالعلم كانت شهرة كاذبة، وأن نظره  كنظر العوام، وأن منزلته من العلماء كقطرة من بحر ماء، ونغبة من داماء لا يعلم شيئا من معقول ولا منقول، وأن إطراء غلاة الشافعية فيه من محض تعصبهم وقسوة قلوبهم، فهي كالحجارة أو أشد قسوة "
غاية الأماني (1/174)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وقد رأيت ما لقي السبكي من الويل والعطب  بسبب مجاوزته حده في الجهل والحسد، وما أحسن ما وصف به الحافظ أبو عبد الله بن قدامة كتاب (شفاء السقام) وترجم مؤلفه السبكي.
أما وصف الكتاب فهو هذا: قال الحافظ: "أما بعد؛ فإني وقفت على الكتاب الذي ألفه بعض قضاة الشافعية، في الرد على شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية، في مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى القبور، وذكر أنه قد سماه "شن الغارة على من أنكر سفر الزيارة" ثم زعم أنه اختار أن يسميه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام) فوجدت كتابه مشتملا على تصحيح الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتقوية الآثار الواهية والمكذوبة، وعلى تضعيف الأحاديث الصحيحة الثابتة، والآثار القوية المقبولة وتحريفها عن مواضعها، وصرفها عن ظاهرها، بالتأويلات المستنكرة المردودة.
ثم أخذ يصف المؤلف ويترجم أحواله، فقال: ورأيت مؤلف هذا الكتاب المذكور رجلا مماريا معجبا برأيه، متبعا لهواه، ذاهبا في كثير مما يعتقده إلى الأقوال الشاذة، والآراء الساقطة، صار في أشياء مما يعتمده إلى الشبه المخيلة، والحجج الداحضة، وربما خرق الإجماع في مواضع لم يسبق إليها، ولم يوافقه أحد من الأئمة عليها، وهو في الجملة لون غريب وبناء عجيب، تارة يسلك فيما ينصره ويقويه مسلك المجتهدين فيكون مخطئا في ذلك الاجتهاد، ومرة يزعم فيما يقوله ويدعيه أنه من جملة المقلدين فيكون من قلده مخطئا في ذلك الاعتقاد، نسأل الله سبحانه أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا الهداية والسداد، هذا مع أنه إن ذكر حديثا مرفوعا أو أثرا موقوفا- وهو غير ثابت- قبله إذا كان موافقا لهواه، وإن كان ثابتا رده إما بتأويل أو غيره إذا كان مخالفا لهواه، وإن نقل عن بعض الأئمة الأعلام- كمالك وغيره- ما يوافق رأيه قبله وإن كان مطعونا فيه غير صحيح عنه، وإن كان مما يخالف رأيه رده ولم يقبله؛ وإن كان صحيحا ثابتا، وإن حكى شيئا مما يتعلق بالكلام على الحديث وأحوال الرواة عن أحد من أئمة الجرح والتعديل- كالإمام أحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي، وأبي حاتم البستي، وأبي جعفر العقيلي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عبد الله الحاكم صاحب "المستدرك"، وأبي بكر البيهقي، وغيرهم من الحفاظ، وكان مخالفا لما ذهب إليه- لم يقبل قوله ورده عليه وناقشه فيه، وإن كان ذلك الإمام قد أصاب في ذلك القول ووافقه غيره من الأئمة عليه، وإن كان موافقا لما صار إليه تلقاه بالقبول واحتج به واعتمد عليه، وإن كان ذلك الإمام قد خولف في ذلك ولم يتابعه غيره من الأئمة عليه، وهذا هو عين الجور والظلم وعدم القيام بالقسط، نسأل الله التوفيق ونعوذ به من
 الخذلان واتباع الهوى، هذا مع أنه حمله إعجابه برأيه وغلبه اتباع هواه على أن نسب سوء الفهم والغلط في النقل إلى جماعة من العلماء الأعلام، المعتمد عليهم في حكاية مذاهب الفقهاء واختلافهم وتحقيق معرفة الأحكام، حتى زعم أن ما نقله الشيخ أبو زكريا النووي في "شرح مسلم" عن الشيخ أبي محمد الجويني من النهي عن شد الرحال، وإعمال المطي إلى غير المساجد الثلاثة كالذهاب إلى قبور الأنبياء والصالحين وإلى المواضع الفاضلة ونحو ذلك- هو مما غلط فيه على الشيخ أبي محمد، وأن ذلك وقع منه على سبيل السهو والغفلة، قال: ولو قاله يعني الشيخ أبا محمد أو غيره ممن يقبل كلامه الغلط لحكمنا بغلطه وأنه لم يفهم مقصود الحديث.
فانظر إلى كلام هذا المعترض المتضمن لرد النقل الصحيح بالرأي الفاسد، واجمع بينه وبين ما حكاه عن شيخ الإسلام من الافتراء العظيم، والإفك المبين، والكذب الصراح، وهو ما نقله عنه من أنه جعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الأنبياء عليهم السلام معصية بالإجماع مقطوعا بها "
غاية الأماني ( 1/ 433-435)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
"  فلا بدع من هذا المبتدع بل القبوري وهو النبهاني أن يحتج على ترويج مقاصده بالسبكي وأمثاله من أسلافه غلاة الشافعية، بل الفرقة الزائغة الحلولية أعداء الحق وأهله، وخصوم الدين ومن أخذ به ."
غاية الأماني ( 1/436).
🔸 قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وليت النبهاني المثبور كان عنده شيء من البصيرة والفهم، فلم ينقل هذه المقالة الشنعاء عن  السبكي  حتى  فضحه بها، وقد توفاه الله تعالى منذ مئات من السنين، ولكن أبى الله إلا أن يفضح من تنقص خيار الأمة وسلفها بكشف عورات جهالاتهم.
ثم إن ما حكاه عن السبكي من المقالة  الفظيعة مختلة المبنى والمعنى يرد على كل كلمة من كلماتها إيرادات ومؤاخذات لو بسطنا الكلام فيها لاستوجب أن يفرد له كتاب مفصل، والوقت يضيق عن الاشتغال بمثل ذلك "
غاية الأماني (1/440)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" والمقصود أن السبكي ابتدع ما لم يسبق إليه أحد وترك  الأمر المسنون وهو الاستخارة إن كان ما تصدى إليه من مواضعها. "
غاية الأماني (1/448)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" هذا حال السبكي الذي أعده النبهاني  المسكين سلاحا في ميدان الطعن بشيخ الإسلام وجرحه، والحمد لله الذي جعل أعداء أهل الحق في كل عصر وزمان من أجهل الناس وأضلهم وأغواهم، ومن العجائب أن السبكي- مع هذه الأحوال التي سمعتها- قد جعله ابن حجر المكي من المجتهدين الاجتهاد المطلق، وأنه مما لم يخالف أحد في وصوله إلى هذه المرتبة، وأنه أمام أهل التحقيق، التدقيق، وأنه ليس له نظير ولا قرين في كل فن، إلى غير ذلك من الأوصاف الجليلة، فإذا جرى ذكر تقي الدين ابن تيمية وأصحابه من أهل الحديث الحفاظ المتقنين شتمهم بكل ما خطر له، وذمهم بكل ما يقع في تصوره، فانظر إلى هذا التعصب وعدم الإنصاف، وهذا أحد الأسباب التي أوجبت انحطاط الإسلام إلى ما نرى،
 وأعظمها تطاول السفهاء وإناطة الأمر إلى غير أهله، وعنده يترقب الخراب العام.
وابن السبكي الذي جرى مجرى أبيه لم يدع  منقبة من مناقب الأولين والآخرين إلا وأثبتها لوالده ظنا منه أن الحقائق تخفى، وما درى هذا المسكين أن الأمر كما قيل:
ومهما تكن عند امرىء من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وفي المثل السائر: كل فتاة بأبيها معجبة.
والمقصود؛ أن قدح مثل السبكي بمثل الشيخ  ابن تيمية كصرير باب، وطنين ذباب، ولولا التقى لقلنا: لا يضر السحاب نبح الكلاب. "
غاية الأماني (1/ 451-452)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وأما ما نسب النبهاني إلى الشيخ من القول بالجهة فهو من افتراءات  السبكي  وابن حجر  المكي وغيرهما من أعدائه وخصومه، والنبهاني قلدهم في هذا القول تقليدا أعمى كما هو ديدنه وعادته، وكتب الشيخ طافحة من تنزيه الله تعالى عن الجهة والجسمية، ومدار كلامه على ما ثبت بالكتاب والسنة وأقوال السلف "
غاية الأماني (1/559)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى( عن صاحب جلاء العينين) :
"
وذكر أيضا بدع القبوريين وأعمالهم الشركيه، وأظهر افتراء ابن حجر وخيانته في النقل واتباعه لهواه وخصومته للحق، وما كان من السبكي من العدوان والقول على الله بغير  علم، وأي مذهب من مذاهب المسلمين يسوغ ما كان ابن حجر والسبكي ونحوهما من  التجاوز والقدح في علماء السنة النبوية وحفاظ الحديث بغير حق. "
غاية الأماني (1/561)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فإن السبكي جعل السفر لزيارة القبر  وإعمال المطي لها والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من باب تعظيمه وتوقيره. وابن قدامة رحمه الله تعالى رد عليه وقال ما حاصله: إنه ليس كل تعظيم مشروعا، فالسجود فيه تعظيم مع أنه لغير الله تعالى كفر، والطواف بالقبر تعظيم وهو أيضا منهي عنه واعتقاد أنه يعلم الغيب فيه تعظيم وهو من خواص الألوهية وهكذا جميع  ما هو من خواص الإله سبحانه فيها تعظيم وتوقير ولا يجوز إثباتها لغير الله تعالى "
غاية الأماني ( 2/36)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وكل منصف ذي فهم يعلم أن ما قاله ابن حجر والسبكي وأضرابهما هو محض إتباع  هوى ومكابرة وعناء  "
غاية الأماني (2/61)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى ( عن الأب ) :
" فليت شعري بأي فضيلة استحق السبكي أن يعبر عنه بشيخ الإسلام، هل  بإغرائه العوام على عبادة غير الله والمغالاة في الدين، أو بنيابته في الشام بعد أن تقلدها بالرشوة حتى حرص عليها وعض عليها بالنواجذ وطلب أن تكون لولده من بعده، أو بشتمه خيار عباد الله، أو بجهله بما ورد في الكتاب   والسنة كما نبه عليه ابن عبد الهادي الحافظ الشهير على ما سبق، وهو في كل ذلك لا يستحق هذا التعبير، فلا أرى اللائق به إلا أن يلقب بشيخ الغلاة، ومصنف "جلاء العينين" عفا الله عنه لم يعط خصوم الشيخ وأعداء الحق حقهم من سوء التعبير اللائق بضلالهم  "
غاية الأماني (2/98)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" كما شتم شيخ الإسلام وأكابر أصحابه إقتداء بمشايخه السبكي  وولده وابن حجر، وقلدهم تقليد  أعمى، ولم يلتفت إلى الدليل، وقد كفيناه وأعطيناه حقه بل زدناه "
غاية الأماني (2/185)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" أن ما قاله خصماء الشيخ تقي الدين منبعث عن محض هوى لم تقتضه مناظرة ولم يبعث عليه دليل، ولاسيما ما ذكره السبكي وولده، وابن حجر  المكي، وأتباعهم ومقلدوهم، فكل أحد يعلم أن ما نسبوه إليه افتراء، وما قدحوه به مجرد شتم للشيخ تقي الدين استوجبه إبطال الشيخ لما تهواه نفوس هؤلاء من البدع والأهواء "
غاية الأماني (2/294)
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وأما كتب ابن حجر التي فرح بها هذا الزائغ فإنها لا تصلح عند من له بصيرة ونظر لغير العطار والإسكاف، فهي إما مزاود للعقاقير، وإما بطائن للخفاف، حيث أنها قشور لا لب فيها، وهكذا كتب  السبكي وابنه، وفي المثل: "رمتني بدائها وانسلت". "
غاية الأماني (2/328)
🔸 وفي هذه النقولات كفاية لمن له نظر ومسكة علم ومن أراد أن يعرف أكثر فليبحث عن ردود العلماء وما كتبه ابن عبدالهادي وأئمة الدعوة النجدية وأختم بما قاله يوسف بن حسن بن عبد الهادي الشهيربابن المبرد: في رده على ابن عساكر:
 "فقد أثبت  (أي: ابن عساكر ) أنه كان أكثر عمره على غير السنة، وأنه كان معتزليا متكلماً، وأنه تاب من الاعتزال ولم يتب من الكلام.فيا سبحان الله! من كان بهذه المثابة وبهذه الحالة يجعل إمام المسلمين والمقتدى به، ويترك مثل .........أحمد بن حنبل،وسفيان الثوري،وابن المبارك، ولا يقتدى ولا يذكر إلا هذا الذي أقام على البدعة عمره"
"جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر "
( ص 105. )
🔸والله الموفق لا رب سواه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
سحر يوم الثلاثاء 14/7/1438