الجمعة، 25 أغسطس 2017

الرد على صلاح الدين الخنجر في كلامه حول حذف بعض المقررات الدراسية (2)

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فهذا المقال الثاني في كشف ترهات الخنجر التي أثارها حول حذف بعض المواد الدراسية وصلاح الدين الخنجر يسير على خطى عمر بن لحي الخزاعي الذي أتى بالأصنام لجزيرة العرب وكذلك الخنجر لما رأى الناس قد انصرفوا عن التصوف وعن عبادة غير الله إلى جعل جميع عباداتهم لله وحده عمل هو وأضرابه من جند ابليس إلى بث الشبه ومعاداة الحق وأهله ليحيوا ميراثهم القديم فاسأل الله أن يهديهم أو يكف شرهم.
🔸وصلاح الدين ليس له من اسمه نصيب وماقالته العرب في التناسب بين الاسم وصاحبه لا ينطبق عليه فهو صلاح ولكن ليس لدين الإسلام ولو رأى قائل هذا البيت :
وَقل مَا أَبْصرت عَيْنَاك ذَا لقب *إِلَّا وَمَعْنَاهُ إِن فَكرت فِي لقبه
صلاح الدين الخنجر لخطَّأ نفسه وتراجع عن بيته الذي كتبه
ولو قال قائل في وصفه :
شَعْوذَةٌ تخْطِرفي حِجْلينِ * وفتنة تَمشي على رجلََيْنِ.
لأصاب وأجاد وكان قد وصف الخنجر بما لا مزيد عليه.
🔸ومن مقالات الخنجر في مقاله ذاك:
3- وصفه لشيخ الإسلام بالابتداع وتسميته لشيخ الإسلام بشرخ الإسلام ووصفه له بالضال المضل :
وهذه جرأة شديدة تدل على ضلال هذا المفسد للأديان وسوء أدب يدل على قلة تدينه ومراقبته لله ولكن من كان يسب الله ويصفه أنه لا ينزل المطر إذا سأله العبد لا يستغرب منه ذلك.
والخنجر أولى بكل سوء وصف به شيخ الإسلام،  ‏قيل للإمام أحمد: "  إنّ أبا قتادة كان يتكلم في وكيع وعيسى بن يونس وابن المبارك؟
فقال: من كَذَّب أهل الصدق فهو الكاذب ."
تاريخ بغداد (13/475).
والخنجر لم يتكلم بعلم ولم يأت بمسائل خالف فيها ابن تيمية رحمه الله تعالى الأدلة ثم رد عليه وإنما اتخذ طريق الكذب والسب والشتم متبعاً سبيل أسلافه من الجهمية والأشاعرة الذين تحدثوا عن شيخ الإسلام بلا حجج ولا بينات وحاله كما قال أبو البقاء السبكي : ((والله يا فلان ما يُبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى؛ فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به))اهـ
ذكره ابن ناصر الدين في الرد الوافر (95) والخنجر قد جمع بين الوصفين الجهل والهوى نعوذ بالله من الخذلان.
🔸"وشهادات الأئمة في عصره ، وبعد عصره تبين للمنصف كذب الادعاءات التي يفتريها أعداء الملة ، وأعداء السنَّة على هذا الإمام العلَم ، والسبب الذي حاربه من أجله أهل الكفر والبدعة ، هو أنه هدم أصولهم فخرَّ عليهم السقف من فوقهم "
🔸 " وقد ألَّف الشيخ ابن ناصر الدين الدمشقي كتاباً سماه " الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر " ردّاً على أحد متعصبي الأحناف زعم أنه لا يجوز تسمية ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام " ، وأنه من فعل ذلك فقد كفر  ، وقد ذكر ابن ناصر الدين في كتابه هذا خمساً وثمانين إماماً من أئمة المسلمين كلهم وصف ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام "، ولما قرأ ابن حجر العسقلاني رحمه الله هذا الكتاب – " الرد الوافر " - كتب عليه تقريظاً مثبتا في أول الرد الوافر.
🔸وثناء العلماء على شيخ الإسلام ووصفهم له بالإمامة قد صنفت فيها مصنفات وكتبت فيها مجلدات يصعب حصر ما بداخلها في رسالة تُنْقَل في وسائل التواصل بل ثناء المبتدعة من الصوفية والأشاعرة عليه وشهادتهم له بالإمامة أكثر من أن تحصر وهذه بعض الإشارات :
قَال العلامة  الذهبي  رحمه الله تعالى :
 " أَحْمَد بْن عَبْد الحليم - وساق نسبه - الحراني، ثُمَّ الدمشقي، الحنبلي أَبُو الْعَبَّاس، تقي الدين، شيخنا وشيخ الإِسلام، وفريد لعصر علمًا ومعرفة، وشجاعة وذكاء، وتنويرًا إلهيا، وكرما ونصحا للأمة، وأمرًا بالمعروف ونهيًا عَنِ المنكر، سمع الْحَدِيث، وأكثر بنفسه من طلبه، وكتب وخرج، ونظر فِي الرجال والطبقات، وحصل مَا لَمْ يحصله غيره، برع فِي تفسير الْقُرْآن، وغاص فِي دقيق معانيه بطبع سيَّال، وخاطر إِلَى مواقع الإِشكال ميال، واستنبط منه أشياء لَمْ يسبق إِلَيْهَا، وبرع فِي الْحَدِيث وحفظه، فقلَّ من يحفظ مَا يحفظه من الْحَدِيث، معزوًّا إِلَى أصوله وصحابته، مَعَ شدة استحضاره له وقت إقامة لدليل، وفاق النَّاس فِي معرفة الفقه، واخْتِلاف المذاهب، وفتاوى الصَّحَابَة والتابعين، بحيث إنه إِذَا أفتى لَمْ يلتزم بمذهب، بَل يقوم بِمَا دليله عنده. وأتقن العربية أصولًا وفروعًا، وتعليلًا واخْتِلافًا. ونظر فِي العقليات، وعرف أقوال المتكلمين، وَرَدَّ عَلَيْهِم، وَنبَّه عَلَى خطئهم، وحذر مِنْهُم ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين، وأُوذي فِي ذَات اللَّه من المخالفين، وأُخيف فِي نصر السنة المحضة، حَتَّى أعلى اللَّه مناره، وجمع قلوب أهل التقوى عَلَى محبته والدعاء لَهُ، وَكَبَتَ أعداءه، وهدى بِهِ رجالًا من أهل الملل والنِّحَل، وجبل قلوب الملوك والأمراء عَلَى الانقياد له غالبًا، وعلى طاعته، أحيا بِهِ الشام، بَل والإسلام، بَعْد أَن كاد ينثلم بتثبيت أولي الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي فِي خيلائهم، فظُنت بالله الظنون، وزلزل المؤمنون، واشْرَأَبَّ النفاق وأبدى صفحته. ومحاسنه كثيرة، وَهُوَ أكبر من أَن ينبه عَلَى سيرته مثلي، فلو حلفت بَيْنَ الركن والمقام، لحلفت: إني مَا رأيت بعيني مثله، وأنه مَا رأى مثل نَفْسه)
 ((ذيل طبقات الحفاظ)) (4/ 497)، وذكره الذهبي فِي معجم شيوخه كذلك.
قال العلامة ابن دقيق العيد الشافعي :
"لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلًا العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد" ـ.
الرد الوافر (59)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَنسخ سنَن أبي دَاوُد، وَحصل الْأَجْزَاء، وَنظر فِي الرِّجَال والعلل، وتفقه وتمهر وتميز وَتقدم وصنف ودرس وَأفْتى، وفَاق الأقران، وَصَارَ عجبًا فِي سرعَة الاستحضار وَقُوَّة الْجنان والتوسع فِي الْمَنْقُول والمعقول والإطالة على مَذَاهِب السّلف وَالْخلف " ـ
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة (1/ 168، 169).
قال جلال الدين السيوطي  الشافعي – رحمه الله  :
" ابن تيمية ، الشيخ ، الإمام ، العلامة ، الحافظ ، الناقد ، الفقيه ، المجتهد ، المفسر البارع ، شيخ الإسلام ، علَم الزهاد ، نادرة العصر، تقي الدين أبو العباس أحمد المفتي شهاب الدين عبد الحليم بن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني .
أحد الأعلام ، ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة ، وسمع ابن أبي اليسر ، وابن عبد الدائم ، وعدّة .
عني بالحديث ، وخرَّج ، وانتقى ، وبرع في الرجال ، وعلل الحديث ، وفقهه ، وفي علوم الإسلام ، وعلم الكلام ، وغير ذلك .
وكان من بحور العلم ، ومن الأذكياء المعدودين ، والزهاد ، والأفراد ، ألَّف ثلاثمائة مجلدة ، وامتحن وأوذي مراراً .
مات في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة "
طبقات الحفاظ ( 516 ، 517 )
🔸 إذا علم ثناء العلماء والأئمة المرضيين على شيخ الإسلام فلا يضر شيخ الإسلام كلام الخنجر فيه فهو ككلب خاض في نهر فلا يضر النهر خوض الكلب ولا الهر. اسأل الله أن يعامل الخنجر بعدله.
4- قوله أن هذا التقسيم أقرب لعقائد اليهود والنصارى :
يريد المبتدع الخنجر أن يقول أن تقسيم أهل السنة التوحيد لثلاثة أقسام هو كتثليث النصارى والتثليث عقيدة نصرانية خبيثة تقوم على أساس جعل الآلهة ثلاثة وهم: الأب والابن وروح القدس، وقد كفَّرهم الله بها في محكم تنزيله حيث قال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إَنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أما تقسيم التوحيد لثلاث فهو عقيدة دل عليها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت الأدلة على هذا التقسيم في المقال الأول من كلام الله عز وجل فكيف يسوّي هذا الضال بين الكفر والإيمان والشرك والإسلام؟
🔸وفي الحقيقة فالصوفية هم أقرب الناس للنصارى في عقائدهم وعباداتهم وسلوكهم وإن كان النصارى يقولون أن الله ثالث ثلاثة فمن الصوفية من قال أنه هو الله كما قال ذلك الحلاج الحسين بن منصور وغيره من أهل الحلول والاتحاد بل الصوفية يشابهون النصارى حتى في طريقة ذكر الله تعالى جاء في العهد القديم ما نصه :
"ليسبحوا اسمه برقص بدف و عود ليرنموا له"
 (مزمور 149 : 3)
" سبحوا الرب بالدفوف رنموا للرب على الصنوج انشدوا له انشادا جديدا عظموه و ادعوا باسمه "
(يهوديت 16 : 2).
🔸 فأنتم أيها الخنجر من شابهتم النصارى وليس أهل التوحيد الذين يتبعون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عبدالله الحساني.
الاثنين 28 - 11 - 1438

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق