الجمعة، 25 أغسطس 2017

دور أئمة الدعوة الإصلاحية النجدية في كشف الشبهات في باب المعتقد

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: هذه خاطرة  يسيرة دعاني لكتابتها أني خرجت من درس في كتاب التوحيد ومعي بعض طلاب العلم -سلكني الله في سلكهم -  فتحدثنا عن دور أئمة الدعوة الإصلاحية النجدية في كشف الشبهات في باب المعتقد وقيامهم بذلك حق القيام لا سيما أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى اسأل الله أن يجمعهم جميعاً في الجنة.  قال ابن أبي الدنيا في العيال  [ 361 ] :
 حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قالة سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى
{ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم }
 قال : قال ابن عباس:  المؤمن ترفع له ذريته وإن كان دونه في العمل فيقر الله عز و جل به عينه "
ولا يزال العلم في هذا البيت المبارك ولعل السبب هو دعاء الشيخ بصلاح ذريته.  قال عثمان بن بشر رحمه الله: " كان الإمام  المجدد محمد بن عبدالوهاب
- رحمه الله -:
كثير الذكر لله تعالى، قل ما يفتر من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله  والله أكبر ، وكان إذا جلس الناس ينتظرونه يعلمون إقباله إليهم قبل أن يروه من كثرة لهجه بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
 وكان كثيرًا ما يلهج بقوله تعالى :  (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[ الأحقاف ].

فأجاب - سبحانه - دعاءه، فصار في ذريته العلماء والعباد ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
عنوان المجد في تاريخ نجد
(١ / ٨٩ ، ٩٥).
🔸 وهؤلاء العلماء من ذرية الشيخ ومن أئمة الدعوة الإصلاحية هم من حسنات الشيخ رحمه الله وبالجملة فالشيخ قد سارت بذكر فضائله الركبان، وهو كما قال القائل:
برغم الأعادي نال ما هو نائل ... فأجدع آناف العداة وأرغما
ولو رام أن يرقى إلى النجم لارتقى ...ويوشك رب الفضل أن يبلغ السما
ولا غرو أن يعلو وها هو قد علا ... ولا بدع أن يسمو وها هو قد سما
عزائمه كالمشرفية والظبا ... وآراؤه ما زلن في الخطب أنجما
يصيب بها الأغراض مما يرومه ... ولا يخطىء المرمي البعيد إذا رمى
🔸 ثم جرى في هذا المجلس ذكر العُبَّاد من أئمة نجد حتى جاء ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله فذكرت انني دوماً اتمثل ابياتاً للمهلهل ابن ربيعة. يرثى فيها أخاه كليباً وهي :
نبئتُ أنَّ النارَ بعدكَ أوقدت ** ْوَ استبَّ بعدكَ يا كليبُ المجلس
ُوَ تكلموا في أمرِ كلَّ عظيمة ٍ** لوْ كنتَ شاهدهمْ بها لمْ ينبسوا
وَ إذا تشاءُ رأيتَ وجهاً واضحاً**  وَذِرَاعَ بَاكِيَة ٍ عَلَيْهَا بُرْنُسُ
تبكي عليكَ وَ لستُ لائمَ حرة ** ٍتَأْسَى عَلَيْكَ بِعَبْرَة ٍ وَتَنَفَّسُ
فتذكر أحد طلبة العلم أبياتاً قيلت في الشيخ سعد بن عتيق وأنها تنطبق في الشيخ ابن باز رحمهم الله تعالى وهي:
أهكذا البدر تخفي نوره الحفـــــــــر ** ويُقبض العلم لا عينٌ ولا أثــــــــــر
خبت مصابيح كنا نستضيء بهــــــــا ** وطوحت بالمغيب الأنجم الزهـــــــــر
واستحكمت غربة الإسلام وانكسفــــــت ** شمس العلوم التي يُهدى بها البشــــــــر
تُخُرِّم الصالحون المقتدى بهـــــــــم ** وقام منهم مقام المبتدا الخبـــــــــــر.
ولم يكمل الأبيات لأنه قد انفجر باكياً وظل يبكي حتى انفض المجلس فتذكرت حينها قول المروذي ذكرت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل الفضل وعريه وفتح الموصلي وعريه وصبره،  فتغرغرت عينه وقال " رحمهم الله، كان يقال عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة. " الورع للمروذي ( ص86).
🔸وتذكرت كذلك ما يقوم به بعض المسلمين من الطعن في هذه الدعوة المباركة وتسرب هذا الأمر لبعض المنتسبين للشرع وماذاك إلا لجهل أو سوء قصد والأمر كما قال المعلمي اليماني رحمه الله تعالى :
"فالفاسق المتهتك لا يعرف قدر العدالة فتراه يتهم العدول ولا يكاد يعرف عدالتهم ولو كانوا جيرانه." التنكيل (225) فكذلك هو شأن من يرمي هؤلاء الأكابر بالغلو في التكفير أو الجهل بمسائل التكفير أو ماشابه ذلك.
وهب أن ما قيل في بعضهم صحيح أليس لهم من الحسنات العظيمة والدعوة لتوحيد الإله مايجعل ذاك المتحدث يغتفر لهم اموراً لا يسلم له أنهم على خطأ فيها أم أنه الجهل والهوى؟!؟ قال الشيخ عبد اللطيف كما في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (3/162) :

" فيجب حماية عرض من قام لله، وسعى في نصر دينه الذي شرعه وارتضاه، وترك الالتفات إلى زلاته، والاعتراض على عباراته؛ فمحبة الله والغيرة لدينه ونصرة كتابه ورسوله مرتبةٌ عَلِيَّةٌ محبوبةٌ لله مرضيةٌ يُغْتَفَر فيها العظيمُ من الذنوب، ولا يُنْظَرُ معها إلى تلك الاعتراضات الواهية- يعني اتهامه بالشدة -

والمناقشات التي تَفُتُّ في عَضُدِ الداعي إلى الله. والملتمس لرضاه
وَهَبْهُ كما قيل، فالأمر سهل في جنب تلك الحسنات: " وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
فليصنع الركب ما شاؤوا لأنفسهم ... هم أهل بدر فلا يخشون من حرج
ولما قال المتوكل لابن الزيات: يا ابن الفاعلة، وقذف أمه
 قال الإمام أحمد -رحمه الله- : أرجو أن الله يغفر له نظرا إلى حسن قصده في نصر السنة وقمع البدعة.
ولما قال عمر لحاطب ما قال، ونسبه إلى النفاق، لم يعنفه النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أخبره أن هناك مانعا. والتساهل في رد الحق وقمع الداعي إليه يترتب عليه قلع أصول الدين، وتمكين أعداء الله المشركين من الملة والدين، ثم إن القول قد يكون ردة وكفرا، ويطلق عليه ذلك، وإن كان ثَمَّ مانعٌ من إطلاقه على القائل"

🔸ارجو الله أن يجمعنا بهؤلاء العلماء في الجنة وأن يسلم ألسنتنا من الطعن في أهل الفضل  فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا به والله الموفق لا رب سواه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

عبدالله الحساني.
صباح السبت 13-11-1438

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق