الجمعة، 25 أغسطس 2017

الرد على صلاح الدين الخنجر في كلامه حول حذف بعض المواد الدراسية (3)

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
🔸أما بعد: فهذا المقال الآخير في التعليق على كلام الخنجر وإن كانت النفس لا تنشط في نقاش الخنجر وأمثاله ولكن لعل الله ينفع بها غيره من أهل الإسلام.  وأما الخنجر فينطبق عليه قول القائل:  " مزجى البضاعة من العلم النافع الموروث عن خاتم الرسل والأنبياء،  لكنه مليء بالشكوك والشبه والجدال والمراء. خلع عليه الكلام الباطل خِلعة الجهل والتجهيل،  فهو يتعثر في أذيال التكفير لأهل الحديث والتبديع لهم والتضليل
 قد طاف على أبواب الآراء والمذاهب،  يتكفف أربابها،  فانثنى بأخس المواهب والمطالب،  عدل عن الأبواب العالية الكفيلة بنهاية المراد وغاية الإحسان،  فابتلي بالوقوف على الأبواب السافلة المليئة بالخيبة والحرمان.  قد لبس حلة منسوجة من الجهل والتقليد والشبه والعناد،  فإذا بذلت له النصيحة ودعي إلى الحق أخذته العزة بالإثم،  فحسبه جهنم ولبئس المهاد.
     فما أعظم المصيبة بهذا وأمثاله على الإيمان!  وما أشد الجناية به على السنة والقرآن!  وما أحب جهاده بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن!  وما أثقل أجر ذلك الجهاد في الميزان "
🔸ولأن الناظر في كتابات الخنجر وما يقوله بصوته يجد أن بضاعته الجهل والهوى والتدليس وإن ذكر أدلة فيتخير الضعيف والموضوع لنصرة رأيه وهواه فهو عند أهل العلم والمعرفة صاحب بدعة يتطلب العلم لينصر هواه ونحلته،  قال الحافظ وكيع بن الجراح :
" من طلب الحديث كما جاء ،فهو صاحب سنة ومن طلب الحديث ليقوي ( هواه ) فهو صاحب بدعةقال الإمام البخاري معلقاً :
يعني أن الإنسان ينبغي أن يُلقي رأيهُ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ثبت الحديث ولا يعتل بعلل لا تصح ليقوي هواه ."
 كتاب رفع اليدين في الصلاة (ص44).
🔸 فصاحب الهوى والضلالة لا ينفع معه ألف دليل على إبطال باطله ولا تزيده كثرة الأدلة غير البعد عن الحق.   وهذا بيان الرد عليه:
5- قوله أن أهل السنة والجماعة ( يسميهم الخنجر بالوهابية)  يبيحون الدماء ويكفرون الأخيار :
  هذه الفرية سبقه عليها غيره من الدراويش وعلماء الضلالة والتكفير والتفسيق والتبديع أحكام شرعية فمن كفره الله ورسوله فهو الكافر ومن حكم عليه الشرع بالشرك فهو المشرك إذن من حكم عليه الشرع بالكفر فإنه يكفر وليس مرجع التكفير للهوى وإنما هو حق شرعي لله تعالى وكذلك هو حق شرعي للنبي صلى الله عليه وسلم يقول أبو بكر الزرعي في الكافية الشافية :
الكفر حق الله ثم رسوله * بالنص يثبت لا بقول فلان
من كان رب العالمين وعبده * قد كفراه فذاك ذو الكفران.
🔸 فأهل السنة لا يكفرون بالهوى ولا يستبيحون دماء مخالفهم وهذا كله خلاف الصوفية فإن مخالفهم كافر مباح الدم حلاله فهم أشبه الناس بتلك الفرقة الضالة المسماة داعش وهذه نماذج في ذكر استحلالهم لدماء مخالفهم وكذلك تكفيرهم لمن ليس معهم :
🔸قال ابن حجر في الدرر الكامنة :" وَعقد مجْلِس فِي ثَالِث عشر مِنْهُ بعد صَلَاة الْجُمُعَة فَادّعى على ابْن تَيْمِية عِنْد الْمَالِكِي فَقَالَ هَذَا عدوي وَلم يجب عَن الدَّعْوَى فكرر عَلَيْهِ فأصر فَحكم الْمَالِكِي بحبسه فأقيم من الْمجْلس وَحبس فِي برج ثمَّ بلغ الْمَالِكِي أَن النَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ فَقَالَ يجب التَّضْيِيق عَلَيْهِ أَن لم يقتل وَإِلَّا فقد ثَبت كفره فنقلوه لَيْلَة عيد الْفطر إِلَى الْجب وَعَاد القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى ولَايَته وَنُودِيَ بِدِمَشْق من اعْتقد عقيدة ابْن تَيْمِية حل دَمه وَمَاله خُصُوصا الْحَنَابِلَة فَنُوديَ بذلك وقرىء المرسوم وَقرأَهَا ابْن الشهَاب مَحْمُود فِي الْجَامِع ثمَّ جمعُوا الْحَنَابِلَة من الصالحية وَغَيرهَا واشهدوا على أنفسهم أَنهم على مُعْتَقد الإِمَام الشَّافِعِي وَذكر ولد الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ فِي كتاب كتبه لبَعض معارفه بِدِمَشْق أَن جَمِيع من بِمصْر من الْقُضَاة والشيوخ والفقراء وَالْعُلَمَاء والعوام يحطون على ابْن تَيْمِية إِلَّا الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ يتعصب لَهُ وَإِلَّا الشَّافِعِي فَإِنَّهُ سَاكِت عَنهُ وَكَانَ من أعظم القائمين عَلَيْهِ الشَّيْخ نصر المنبجي لِأَنَّهُ كَانَ بلغ ابْن تَيْمِية أَنه يتعصب لِابْنِ الْعَرَبِيّ فَكتب إِلَيْهِ كتابا يعاتبه على ذَلِك فَمَا أعجبه لكَونه بَالغ فِي الْحَط على ابْن الْعَرَبِيّ وتكفيره فَصَارَ هُوَ يحط على ابْن تَيْمِية ويغري بِهِ بيبرس الجاشنكير وَكَانَ بيبرس يفرط فِي محبَّة نصر ويعظمه"
🔸وقال المقريزي في الخطط: " فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر، كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس المارانيّ على هذا المذهب، قد نشآ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوريّ، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدّوا البنان على مذهب الأشعريّ، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك، واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزاليّ مذهب الأشعريّ، فلما عاد إلى بلاد المغرب وقام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامّتهم، ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن عليّ القيسيّ، وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعد مدّة سنين، وتسموا بالموحدين، فلذلك صارت دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت، إذ هو عندهم الإمام المعلوم، المهديّ المعصوم، فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلّا الله خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ، فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نسي غيره من المذاهب، وجهل حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه، إلّا أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه، فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف، لا يرون تأويل ما ورد من الصفات، إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها تقيّ الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانيّ، فتصدّى للانتصار لمذهب السلف وبالغ في الردّ على مذهب الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة، وعلى الصوفية"
🔸أما تكفير الصوفية لمخالفهم فمبناه على الهوى فكل من ليس معهم فهو كافر!  وكل من أنكر عليهم فهو مشرك!  وكل من لم يتخذ له شيخاً صوفياً فمآله إلى الكفر عندهم!  وإليك البيان :
🔸في كتاب "مناقب العارفين في أخبار جلال الدين الرومي": "سأل الشيخ المحترم أوحد الدين الخوئي مولانا [يعني جلال الدين الرومي]: من هو الكــــافــــر؟. فقال مولانا: أرني المؤمن كي يَبِينَ الكــافـــر!. فقال الشيخ أوحد الدين: أنت هو المؤمن!!. فقال مولانا: في تلك الحال فكل من يضادُّنا فهو الكافر!!"
مناقب العارفين للأفلاكي: (1/515)، نقلاً عن أخبار جلال الدين الرومي للقونوي: (ص:228).
🔸 يقول صاحب "البهجة السنية": "من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومتى كان شيخه الشيطان كان في الكفر حتى يتخذ له شيخاً متخلقاً بأخلاق الرحمن"
البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية لمحمد بن عبد الله الخاني: (ص:47).
🔸قال محمد بن سليمان البغدادي صاحب كتاب الحديقة الندية: "إياك أن تقول: الطرق الصوفية لم يأت بها كتاب ولا سنة فإنه كفر "
الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية (ص:31).
🔸 قال الشيخ التيجاني « من دخل زمرتنا ودخل غيرها تحل به المصائب دنيا وأخرى ولا يعود إليها أبداً إلا بتوبة نصوح» (كتاب الفتح الرباني فيما يحتاج إليه المريد التجاني ص 47).
🔸 وقال أيضاً ‏:‏ ‏(‏من ترك ورده وأخذ وردنا وتمسك بطريقتنا هذه الأحمدية المحمدية الإبراهيمية الحنفية التجانية فلا خوف عليه من الله ولا من رسوله ولا من شيخه أيًا كان من الأحياء أو من الأموات أما من أخذ وردنا وتركه فإنه يحل به البلاء وأخرى ولا يموت إلا كافرًا قطعًا وبذلك أخبرني سيد الوجود ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقظة ومنامًا‏)‏
الفتح الرباني فيما يحتاج إليه المريد التجاني.
🔸قال الشيخ الميرغني محمد عثمان شيخ الطريقة الختمية أن الله كلمه وقال له:
«أنت تذكرة لعبادي، ومن أراد الوصول إلىَّ فليتخذك سبيلا، وأن من أحبك وتعلق بك هو الذي خلد في رحمتي، ومن أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العذاب الأليم »
 (الهبات المقتبسة – تأليف محمد عثمان ص76).
🔸 فهذه إشارات وذكر لضلالات القوم في التكفير وكما ذكرت سابقاً فإنه لا ضابط لهم إلا الهوى في هذا الباب العظيم ويقال للخنجر: رمتني بدائها وانسلت
6-  قوله إن أهل السنة سيخرجون على الحاكم وهم  السمع والطاعة :
أما أهل السنة فلا يرون الخروج على الحاكم المسلم الذي لم يمنع الصلاة بأي صورة من صور الخروج كانت لا باليد ولا باللسان والأدلة على ذلك كثيرة والنقول من كلامهم كثير كذلك ولا يعتد بمن شذ ومن فعل ما يخالف معتقد أهل السنة والجماعة فيمثل نفسه والعمدة لأهل السنة في النهي عن الخروج القولي
ما رواه ابن أبي عاصم في السنة (بسند حسن): 1098حدثنا محمد بن عوف ، ثنا عبد الحميد بن إبراهيم ، عن عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي عن الفضيل بن فضالة يرده إلى ابن عائذ يرده ابن عائذ إلى جبير بن نفير عن عياض بن غنم قال لهشام بن حكيم ألم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : "  من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه
7- أن ماحذفته الوزارة ليس هو التوحيد وانما هي افكار الوهابية :
ما حذفته الوزارة كله مبني على حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكر فيه حديث في البخاري وآخر في سنن أبي داود وآخر في الترمذي وحديث في مسند أحمد ومع ذكر آية من القرآن والمواضيع هي التمائم والتمسح بالأضرحة والتطير فيما أذكر،  والصحيح أن يقال أن ما حذف هو ما صح به الشرع ولكنه ينسف معتقد المتصوفة الباطل ولكن الخنجر يهرف بمالا يعرف وكلامه كله ضلالات وظلمات بعضها فوق بعض.
وإذا تأملت الوجود رأيته **  إن لم تكن من زمرة العميان
بشهادة الإثبات حقا قائما ** لله لا بشهادة النكران
وكذاك رسل الله شاهدة به ** أيضا فسل عنهم عليم زمان
وكذاك كتب الله شاهدة به ** أيضا فهذا محكم القرآن
وكذلك الفطر التي ما غيرت ** عن أصل خلقتها بأمر ثان
وكذا العقول المستنيرات التي **  فيها مصابيح الهدى الرباني
أترون أنا تاركو ذا كله * لشهادة *الصوفي واليوناني
هذي الشهود فإن طلبتم شاهدا **  من غيرها سيقوم بعد زمان
إذ ينجلي هذا الغبار فيظهر الـ ** ـحق المبين مشاهدا بعيان
🔸وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والله الموفق لا رب سواه.
عبدالله الحساني.
ليلة الجمعة 3 - 12 - 1438

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق