الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: انتشر مقطع فيديو لمحمد المنتصر الأزيرق يحكي فيه أمام مجمع من الناس وحضور كبير للصوفية عند زيارة الجفري لهم تعاون صوفية السودان مع إدارة امريكا ورضا الأمريكان والغرب عنهم وأن أمريكا والغرب يرون التصوف هو النموذج المثالي الذي يتماشى معهم. وهذا نص كلامه في الفيديو المنتشر إذ يقول محمد المنتصر الأزيرق موجهاً خطابه للجفري: " قبل شهرين أخي الحبيب علي الجفري، كنت في وفد من صوفية السودان، منهم الخليفة الشيخ عبدالوهاب الكباشي، والشيخ الطيب الجد رئيس المجلس الأعلى للتصوف من خلفاء السودان حيث نوب شخصاً وآخرين . جلسنا مع الإدارة الأمريكية، البيت الأبيض الصف الأول، الكونجرس الصف الأول، الأمن القومي الصف الأول، الخارجية الأمريكية الصف الأول، ومراكز بحثية وكنائس في ورشة عنوانها: *مرتكزات التطرف الفكرية، كيف تحارب؟ كيف يصنع التطرف؟ مالاً وفكراً، ووضعنا على مائدة النقاش ما نعرف وما تعرف، من هو المتطرف؟ هذه الورشة خرجت بأن التصوف هو الإسلام المعتدل، وينبغي التعاون ما بين الغرب على مظلة التعايش السلمي بين الأديان ، على مظلة تبادل المصالح والمنافع، حتى نحقق السلام. " انتهى كلامه.
🔸 وهذا كلام مستشنع تمُجُّه نفس المسلم السوية ولكن من يعرف حقيقة الصوفية ومدى انحرافهم يعلم أن هذا الكلام ليس غريباً عليهم فهم قد جمعوا كل سوء وفي باب الكفار وجهادهم ضربوا بسهم في عدم جهادهم والحث عليه " وإذا كان الغزالي رحمه الله (المتوفى سنة 505هـ) الذي عاش في القرن الخامس، وهو العصر الذي غزا فيه الصليبيون بلاد المسلمين، واحتلوا كثيراً منها، وذبحوا الألوف الكثيرة من أهلها، وفعلوا بهم الأفاعيل، لم يذكر الجهاد في سبيل الله في كتابه إحياء علوم الدين، ولم يتطرق إليه أبداً وكأنه في كوكب آخر، لا يعيش بين المسلمين."
🔸 وتواطؤ الصوفية مع الكافر المحارب قديم وسأذكر ما فعلوه لتمكين الفرنسيين من بلاد الإسلام ذكر الجبرتي في مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس :
" وفيها ( أي سنة 1213) سأل صاري العسكر عن المولد ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف. فلم يقبل وقال: لابد من ذلك، وأعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم.... الخ ". وهنا قد يقول قائل ما مصلحة الفرنسيين من إقامة الموالد والعمل على استمرارها؟ والجواب أنها تبعد الناس عن دينهم الحق وهذا يعلمه الكافر المحتل وخفي على بعض المسلمين.
🔸 ذكر محمد البشير الابراهيمي ما تفعله فرنسا لاستمرار احتلالها للجزائر وكان منه : ( حماية الدجّالين والمضلّلين باسم الدين من شيوخ الطرق الصوفية، وقد جنت فرنسا من هؤلاء كل خير لنفسها، فقد كانوا مطاياها وجنودها الروحيين في احتلال الأوطان الإسلامية، ويقول بعض المغفلين إنهم هم الذين نشروا الإسلام في أواسط افريقيا وفي السودان، وهذا تخليط. فإن الذين نشروا الإسلام في تلك الأصقاع هم طائفة من أجدادهم الصالحين بمعونة التجّار، أما هؤلاء الأحفاد فما نشروا إلا الاستعمار الفرنسي .)
" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ". (5-79).
🔸 قال محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله كذلك : (ولقد قال لي أحد الأصدقاء الأدباء، في هذا الأسبوع، وهو يحاورني في شأن من شؤون الأمير عبد القادر: إنه يعدّ تسليم هذا الأمير ونجاته بنفسه غميزة في قيمته التاريخية بل في دينه، وكان من مقتضيات إمارته وزعامته وبطولته أن يقاتل حتى يموت، وأن لا يختم أعماله بهذه الخاتمة السيّئة التي سن بها لمن بعده سنة التسليم والرضى بالهجرة الاختيارية، ومن معاني هذا الرضى أنه حرص على الحياة.
هذا معنى كلامه ببعض ألفاظه، فقلت له: إنه لم يكن بدعًا من قادة الحرب في التسليم فقد اتبع سنة من قبله، أما أسباب تسليمه فنحن نعرف منها أشياء، ونظن به أشياء، هي الأشبه بحاله ومقامه، أما ما نعرفه فهو اختلال صفوفه، وخذلان كثير من المارقين له- ومنهم بعض مشايخ الزوايا الصوفية وبعض الأمراء من الجيران- خذلانًا تكون نتيجته اللازمة الاضطرار إلى قتالهم، ومعنى هذا أنه بين عدوين، ومضطرٌّ إلى الحرب في ميدانين.)
" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ". (5-119).
🔸 وقال :( وكنت على أثر رجوعي واجتماعي بهذا الأخ نتداول الرأي في هذا الموضوع ونضع مناهجه ونخطط خططه، ومعنا بعض الإخوان، فأجمعنا في معرض الرأي الفاصل على أننا أمام استعمارين يلتقيان عند غاية، أحدهما استعمار روحاني داخلي يقوم به جماعة من إخواننا الذين يصلون لقبلتنا باسم الدين، وغايتهم استغلال الأمة، ووسيلتهم صد الأمة عن العلم، حتى يستمرّ لهم استغلالها، وهؤلاء هم مشائخ الطرق الصوفية التي شوّهت محاسن الإسلام، والثاني استعمار مادي تقوم به حكومة الجزائر باسم فرنسا، وغايته استغلال الأمة، ووسيلته سد أبواب العلم في وجه الأمة حتى يتم لها استغلالها، والاستعماران يتقارضان التأييد، ويتبادلان المعونة، كل ذلك على حساب الأمة الجزائرية المسكينة، أولئك يضلّونها، وهؤلاء يذلّونها، وجميعهم يستغلّونها.
كنا نتّفق على هذا، ولكننا نجمل الرأي في أي الاستعمارين، يجب أن نبدأ بالهجوم عليه، ولم يكن من الصعب علينا الاتفاق على الهدف الأول للهجوم، فاتفقنا على أن نبدأ بالهجوم على الاستعمار الأول وهو الطرق الصوفية، لأنها هي مطايا الاستعمار الفرنسي في شمال أفريقيا ووسطها وغربها، ولولاها لم يتم له تمام .)
" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ". ( 5- 141)
🔸قال البشير الإبراهيمي رحمه الله كذلك :( اِبحثوا في تاريخ الاستعمار العام، واستقصوا أنواع الأسلحة التي فتك بها في الشعوب، تجدوا فتكها في استعمال هذا النوع الذي يسمّى "الطرق الصوفية"، وإذا خفي هذا في الشرق، أو لم تظهر آثاره جلية في الاستعمار الانكليزي، فإن الاستعمار الفرنسي ما رست قواعده في الجزائر وفي شمال أفريقيا على العموم وفي أفريقيا الغربية وفي أفريقيا الوسطى إلا على الطرق الصوفية وبواسطتها، ولقد قال قائد عسكري فرنسي معروف، كلمة أحاطت بالمعنى من جميع أطرافه قال: " إن كسب شيخ طريقة صوفية أنفع لنا من تجهيز جيش كامل، وقد يكونون ملايين، ولو اعتمدنا في إخضاعهم على الأموال والجيوش لما أفادتنا ما تفيده تلك الكلمة الواحدة من الشيخ، على أن الخضوع لقوّتنا لا تؤمن عواقبه لأنه ليس من القلب، أما كلمة الشيخ فإنها تجلب لنا القلوب والأبدان والأموال أيضًا ".
هذا معنى كلمة القائد الفرنسي وشرحها، ولعمري إنها لكلمة تكشف الغطاء عن حقيقة ما زال كثير من إخواننا الشرقيين منها في شك مريب، وهم لا يدرون أن أول من خرج عن جماعة الأمير عبد القادر الجزائري في أيام جهاده شيخ طريقة معروف، وأن من أكبر أسباب هزيمته استعانة فرنسا عليه بمشائخ الطرق الصوفية، وإعلان كثير من أتباعهم الخضوع لفرنسا، فهل نحتاج بعد هذا إلى دليل؟ وان تاريخ تلك الوقائع لم يزل مداده طريًا، وما زال الاستعمار بالجزائر يسمّي هؤلاء المشائخ "أحباب فرنسا ". " آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ".(5-143).
🔸وبعد هذا كله وغيره من هو مستر همفر حقيقة ومن أحق بهذه الفرية؟ فالصوفية يفترون على الشيخ محمدبن عبدالوهاب وأنه قد أخذ عقيدته من جاسوس يهودي اسمه همفر مع أن كتب الشيخ ليس فيها مخالفة للوحيين ولم يذكر الشيخ هذه العلاقة مع هذا اليهودي والصوفية يذكرون مودتهم للنصارى ورضا النصارى عنهم في الملأ كما فعل الأزيرق ومصنفاتهم كلها مخالفات للوحيين فهم أحق بفرية مستر همفر هذه.
🔸 اسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يبعد دعاة الشرك والبدع عن عامتهم والله الموفق لا رب سواه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني.
ليلة الأحد 28 - 11 - 1438
🔸 أما بعد: انتشر مقطع فيديو لمحمد المنتصر الأزيرق يحكي فيه أمام مجمع من الناس وحضور كبير للصوفية عند زيارة الجفري لهم تعاون صوفية السودان مع إدارة امريكا ورضا الأمريكان والغرب عنهم وأن أمريكا والغرب يرون التصوف هو النموذج المثالي الذي يتماشى معهم. وهذا نص كلامه في الفيديو المنتشر إذ يقول محمد المنتصر الأزيرق موجهاً خطابه للجفري: " قبل شهرين أخي الحبيب علي الجفري، كنت في وفد من صوفية السودان، منهم الخليفة الشيخ عبدالوهاب الكباشي، والشيخ الطيب الجد رئيس المجلس الأعلى للتصوف من خلفاء السودان حيث نوب شخصاً وآخرين . جلسنا مع الإدارة الأمريكية، البيت الأبيض الصف الأول، الكونجرس الصف الأول، الأمن القومي الصف الأول، الخارجية الأمريكية الصف الأول، ومراكز بحثية وكنائس في ورشة عنوانها: *مرتكزات التطرف الفكرية، كيف تحارب؟ كيف يصنع التطرف؟ مالاً وفكراً، ووضعنا على مائدة النقاش ما نعرف وما تعرف، من هو المتطرف؟ هذه الورشة خرجت بأن التصوف هو الإسلام المعتدل، وينبغي التعاون ما بين الغرب على مظلة التعايش السلمي بين الأديان ، على مظلة تبادل المصالح والمنافع، حتى نحقق السلام. " انتهى كلامه.
🔸 وهذا كلام مستشنع تمُجُّه نفس المسلم السوية ولكن من يعرف حقيقة الصوفية ومدى انحرافهم يعلم أن هذا الكلام ليس غريباً عليهم فهم قد جمعوا كل سوء وفي باب الكفار وجهادهم ضربوا بسهم في عدم جهادهم والحث عليه " وإذا كان الغزالي رحمه الله (المتوفى سنة 505هـ) الذي عاش في القرن الخامس، وهو العصر الذي غزا فيه الصليبيون بلاد المسلمين، واحتلوا كثيراً منها، وذبحوا الألوف الكثيرة من أهلها، وفعلوا بهم الأفاعيل، لم يذكر الجهاد في سبيل الله في كتابه إحياء علوم الدين، ولم يتطرق إليه أبداً وكأنه في كوكب آخر، لا يعيش بين المسلمين."
🔸 وتواطؤ الصوفية مع الكافر المحارب قديم وسأذكر ما فعلوه لتمكين الفرنسيين من بلاد الإسلام ذكر الجبرتي في مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس :
" وفيها ( أي سنة 1213) سأل صاري العسكر عن المولد ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف. فلم يقبل وقال: لابد من ذلك، وأعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم.... الخ ". وهنا قد يقول قائل ما مصلحة الفرنسيين من إقامة الموالد والعمل على استمرارها؟ والجواب أنها تبعد الناس عن دينهم الحق وهذا يعلمه الكافر المحتل وخفي على بعض المسلمين.
🔸 ذكر محمد البشير الابراهيمي ما تفعله فرنسا لاستمرار احتلالها للجزائر وكان منه : ( حماية الدجّالين والمضلّلين باسم الدين من شيوخ الطرق الصوفية، وقد جنت فرنسا من هؤلاء كل خير لنفسها، فقد كانوا مطاياها وجنودها الروحيين في احتلال الأوطان الإسلامية، ويقول بعض المغفلين إنهم هم الذين نشروا الإسلام في أواسط افريقيا وفي السودان، وهذا تخليط. فإن الذين نشروا الإسلام في تلك الأصقاع هم طائفة من أجدادهم الصالحين بمعونة التجّار، أما هؤلاء الأحفاد فما نشروا إلا الاستعمار الفرنسي .)
" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ". (5-79).
🔸 قال محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله كذلك : (ولقد قال لي أحد الأصدقاء الأدباء، في هذا الأسبوع، وهو يحاورني في شأن من شؤون الأمير عبد القادر: إنه يعدّ تسليم هذا الأمير ونجاته بنفسه غميزة في قيمته التاريخية بل في دينه، وكان من مقتضيات إمارته وزعامته وبطولته أن يقاتل حتى يموت، وأن لا يختم أعماله بهذه الخاتمة السيّئة التي سن بها لمن بعده سنة التسليم والرضى بالهجرة الاختيارية، ومن معاني هذا الرضى أنه حرص على الحياة.
هذا معنى كلامه ببعض ألفاظه، فقلت له: إنه لم يكن بدعًا من قادة الحرب في التسليم فقد اتبع سنة من قبله، أما أسباب تسليمه فنحن نعرف منها أشياء، ونظن به أشياء، هي الأشبه بحاله ومقامه، أما ما نعرفه فهو اختلال صفوفه، وخذلان كثير من المارقين له- ومنهم بعض مشايخ الزوايا الصوفية وبعض الأمراء من الجيران- خذلانًا تكون نتيجته اللازمة الاضطرار إلى قتالهم، ومعنى هذا أنه بين عدوين، ومضطرٌّ إلى الحرب في ميدانين.)
" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ". (5-119).
🔸 وقال :( وكنت على أثر رجوعي واجتماعي بهذا الأخ نتداول الرأي في هذا الموضوع ونضع مناهجه ونخطط خططه، ومعنا بعض الإخوان، فأجمعنا في معرض الرأي الفاصل على أننا أمام استعمارين يلتقيان عند غاية، أحدهما استعمار روحاني داخلي يقوم به جماعة من إخواننا الذين يصلون لقبلتنا باسم الدين، وغايتهم استغلال الأمة، ووسيلتهم صد الأمة عن العلم، حتى يستمرّ لهم استغلالها، وهؤلاء هم مشائخ الطرق الصوفية التي شوّهت محاسن الإسلام، والثاني استعمار مادي تقوم به حكومة الجزائر باسم فرنسا، وغايته استغلال الأمة، ووسيلته سد أبواب العلم في وجه الأمة حتى يتم لها استغلالها، والاستعماران يتقارضان التأييد، ويتبادلان المعونة، كل ذلك على حساب الأمة الجزائرية المسكينة، أولئك يضلّونها، وهؤلاء يذلّونها، وجميعهم يستغلّونها.
كنا نتّفق على هذا، ولكننا نجمل الرأي في أي الاستعمارين، يجب أن نبدأ بالهجوم عليه، ولم يكن من الصعب علينا الاتفاق على الهدف الأول للهجوم، فاتفقنا على أن نبدأ بالهجوم على الاستعمار الأول وهو الطرق الصوفية، لأنها هي مطايا الاستعمار الفرنسي في شمال أفريقيا ووسطها وغربها، ولولاها لم يتم له تمام .)
" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ". ( 5- 141)
🔸قال البشير الإبراهيمي رحمه الله كذلك :( اِبحثوا في تاريخ الاستعمار العام، واستقصوا أنواع الأسلحة التي فتك بها في الشعوب، تجدوا فتكها في استعمال هذا النوع الذي يسمّى "الطرق الصوفية"، وإذا خفي هذا في الشرق، أو لم تظهر آثاره جلية في الاستعمار الانكليزي، فإن الاستعمار الفرنسي ما رست قواعده في الجزائر وفي شمال أفريقيا على العموم وفي أفريقيا الغربية وفي أفريقيا الوسطى إلا على الطرق الصوفية وبواسطتها، ولقد قال قائد عسكري فرنسي معروف، كلمة أحاطت بالمعنى من جميع أطرافه قال: " إن كسب شيخ طريقة صوفية أنفع لنا من تجهيز جيش كامل، وقد يكونون ملايين، ولو اعتمدنا في إخضاعهم على الأموال والجيوش لما أفادتنا ما تفيده تلك الكلمة الواحدة من الشيخ، على أن الخضوع لقوّتنا لا تؤمن عواقبه لأنه ليس من القلب، أما كلمة الشيخ فإنها تجلب لنا القلوب والأبدان والأموال أيضًا ".
هذا معنى كلمة القائد الفرنسي وشرحها، ولعمري إنها لكلمة تكشف الغطاء عن حقيقة ما زال كثير من إخواننا الشرقيين منها في شك مريب، وهم لا يدرون أن أول من خرج عن جماعة الأمير عبد القادر الجزائري في أيام جهاده شيخ طريقة معروف، وأن من أكبر أسباب هزيمته استعانة فرنسا عليه بمشائخ الطرق الصوفية، وإعلان كثير من أتباعهم الخضوع لفرنسا، فهل نحتاج بعد هذا إلى دليل؟ وان تاريخ تلك الوقائع لم يزل مداده طريًا، وما زال الاستعمار بالجزائر يسمّي هؤلاء المشائخ "أحباب فرنسا ". " آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي ".(5-143).
🔸وبعد هذا كله وغيره من هو مستر همفر حقيقة ومن أحق بهذه الفرية؟ فالصوفية يفترون على الشيخ محمدبن عبدالوهاب وأنه قد أخذ عقيدته من جاسوس يهودي اسمه همفر مع أن كتب الشيخ ليس فيها مخالفة للوحيين ولم يذكر الشيخ هذه العلاقة مع هذا اليهودي والصوفية يذكرون مودتهم للنصارى ورضا النصارى عنهم في الملأ كما فعل الأزيرق ومصنفاتهم كلها مخالفات للوحيين فهم أحق بفرية مستر همفر هذه.
🔸 اسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يبعد دعاة الشرك والبدع عن عامتهم والله الموفق لا رب سواه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني.
ليلة الأحد 28 - 11 - 1438
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق