الجمعة، 25 أغسطس 2017

الرد على صلاح الدين الخنجر في كلامه حول حذف بعض المقررات الدراسية (1)

الحمد لله وصلى الله على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸أما بعد: فقد كتب صلاح الدين الخنجر مقالا في التعليق على مسألة حذف بعض الدروس من المقررات التعليمية وكعادته في الكتابة فإن مقاله جمع بين أمرين :
1- الجهل .
2- السب والشتم .
ومما يؤسف له أن يكون الخنجر وأمثاله من حملة الرسالة العالمية ( الدكتوراة ) ويدرس طلاب الجامعات وهو بهذه الأخلاق والضحالة العلمية  فرجل يزعم أن من يسأل الله نزول المطر لا يجيبه الله ،  واذا سأل شيوخ الخنجر نزول المطر ودفع لهم مالا أجابوه لذلك . لا يستحق أن يعطى شهادة ويدرس في جامعة ويؤتى به في وسائل الإعلام ولكن الأمر كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا  الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ". قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : " السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ". أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
  وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ". فهذان الحديثان ينطبقان على الخنجر وأضرابه من دعاة الضلالة والجهل والخرافة .
🔸ذكر  الخنجر في بيانه هذا عدة جهالات وهي :
1- أن تقسيم التوحيد لثلاث ليس له مستند شرعي من كلام الله.
2 - أن أول من قسم التوحيد هو شيخ الاسلام ولم يوجد هذا قبله وأن ابن تيمية رحمه الله هو صاحب الفكرة والنشأة لتقسيم التوحيد .
3- وصفه لشيخ الإسلام بالابتداع وسمى شيخ الاسلام شرخ الاسلام ووصفه رحمه الله بالضال المضل .
4 - أن هذا التقسيم أقرب لعقائد اليهود والنصارى .
5- أن أهل السنة والجماعة ( يسميهم الخنجر بالوهابية ) يبيحون الدماء ويكفرون الأخيار . ( الغماري )
6- أن أهل السنة سيخرجون على الحاكم وهم كذبة في مسألة السمع والطاعة  .
7- أن ماحذفته الوزارة ليس هو التوحيد وانما هي افكار الوهابية ( كما زعم).
مع تخلل كلامه بالسب والشتم وكتابته بلغة دارجية أقرب للغة الشوارع مما يبين كذلك أن الرجل بعيد عن العلم.
🔸وهذه وقفات مع الخنجر في كلامه هذا أكتبها مستعيناً بالله تبييناً لخطأ الخنجر ونصحاً له ولعامة المسلمين والله المسئول أن يعين ويوفق لكل خير:
1- قوله أن تقسيم التوحيد لثلاث ليس له مستند شرعي: وكلامه هذا إما أنه يدل على جهله بالشرع أو جهله بهذا التقسيم أو تجاهله لهذا الأمر وإلا فالأدلة على ذلك كثيرة جداً وقبل ورود الأدلة لابد من معرفة هذه الأنواع الثلاثة وماهو مقصود أهل العلم بها.
فالمراد بتوحيد الربوبية: الاعتقاد الجازم بأنَّ الله وحده الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لشئون خلقه كلها لا شريك له في ذلك.
والمراد بتوحيد الألوهية: إفراد الله بأفعال العباد التي يتقرب بها كالصلاة والزكاة والحج والدعاء والخوف والرجاء وغيرها
والمراد بتوحيد الأسماء والصفات: الإيمان الجازم بأسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة، وإثباتها دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل.
ثم الأدلة على هذه الأقسام أكثر من أن تحصر وهذه إشارات :
فمن أدلة توحيد الربوبية قول الله تعالى: {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ،وقوله: {أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، وقوله: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ}، وقوله: {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} ، وقوله: {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، وقوله: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} ، وغيرها من الآيات.

ومن أدلة توحيد الألوهية قوله تعالى: {الحَمْدُ للهِ} ؛ لأنَّ الله معناه المألوه المعبود، وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، وقوله: {يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ وَالذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقوله: {فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلاَ للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} ، وقوله: {قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِن دُونِهِ} ، وقوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ

لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} ، وغيرها من الآيات.

ومن أدلة توحيد الأسماء والصفات قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، وقوله: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى} ، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} ، وقوله: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى} ، وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وغيرها من الآيات .

ومن الآيات التي جمعت أقسام التوحيد الثلاثة قول الله تبارك وتعالى في سورة مريم: {رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}.
🔸فهذه بعض الأدلة على هذا التقسيم الذي أنكره الخنجر ودافعه في هذا الإنكار الجهل والهوى لأنه إذا علم المسلمون هذا التقسيم فإنهم سيعملون ضلال هذا الخنجر وأن دعواه بتصرف الأولياء في الكون بإنزال المطر لم يقلها المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.  ثم انكم تجعلون للطهارة وغيرها شروطاً وسنناً ومندوبات وبعض المذكور في هذه التقسيمات لا دليل عليه لا من كتاب أو سنة ومع هذا لا تنكرونه وتنكرون تقسيم التوحيد مع كثرة أدلته فقاتل الله الهوى!!؟
2- أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو أول من قسم التوحيد ولا يوجد هذا التقسيم قبله :
 وهذا القول يدل على جهله كذلك وتدليسه وتلبيسه فإن التقسيم مذكور في كلام جماعة من المتقدمين على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اكتفي بذكر اثنين فقط قبل ابن تيمية رحمه الله تعالى بزمان بعيد :
1- إمام الأحناف أبو حنيفة النعمان (ت150هـ) قال في كتابه الفقه الأبسط (ص51) : "والله يدعى من أعلى لا من أسفل؛ لأنَّ الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء".

فقوله: "يدعى من أعلى لا من أسفل …" فيه إثبات العلو لله، وهو من توحيد الأسماء والصفات.
وقوله: "من وصف الربوبية" فيه إثبات توحيد الربوبية.
وقوله: "والألوهية" فيه إثبات توحيد الألوهية.
2-  أبو  عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المتوفى سنة 387هـ.. فقد قال رحمه الله في كتابه "الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة" ما نصه:
" ... وذلك أنَّ أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء:
أحدها: أن يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مبايناً لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعاً.
والثاني: أن يعتقد وحدانيته ليكون مبايناً بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.
والثالث: أن يعتقده موصوفاً بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفاً بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه.
إذ قد علمنا أنَّ كثيراً ممن يقر به ويوحده بالقول المطلق قد يلحد في صفاته فيكون إلحاده في صفاته قادحاً في توحيده.
ولأنَّا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث والإيمان بها.
فأمَّا دعاؤه إياهم إلى الإقرار بربانيته ووحدانيته فلسنا نذكر هذا هاهنا لطوله وسعة الكلام فيه، ولأنَّ الجهمي يدعي لنفسه الإقرار بهما وإن كان جحده للصفات قد أبطل دعواه لهما ." .. "الإبانة لابن بطة.
وهذا التقسيم مذكور في كلام أبي يوسف يعقوب بن ابراهيم وكذلك في كلام ابن مندة وغيرهما من المتقدمين ولكن هل للخنجر قابلية لأن يقرأ؟  وهل إذا قرأ سيفهم؟  وهل إذا فهم سيقبل ولا يكابر؟  اللهم إني أعوذ بك من هوى متبع.
🔸وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني
الأحد 27- 11- 1438

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق