الأربعاء، 30 أغسطس 2017

دفع افتراء سفيان الخنجر على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (1)

الحمد لله وصلى الله على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فقد وقفت على رسالة صغيرة في الطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كتبها رجل مطموس في عقله يدعى سفيان الراجل الخنجر وهو صوفي حاقد على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وحاقد على غيره وفي هذه الرسالة اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بتهم باطلة وتلفظ بألفاظ شنيعة لا تشبه الإسلام وأهله بله أهل العلم ولكن نحن في زمان اتخاذ الجهال (رؤساء) وتطاول الأقزام على الأعلام،  وبكلامه هذا يضر نفسه ولا يلحق شيخ الإسلام من ذلك  شيء،  لأن الله تعالى قد جعل لشيخ الإسلام لسان صدق في الأمة وحال هذا الخنجر:
🔸كناطح صخرة يوما ليفلقها  ** فلم يضرها ولكن أوهى قرنه الوعل.
ويقال عن شيخ الإسلام :
🔸إن يحسدوك فلا تعبأ بقائلهم ** هم الغثاء وأنت السيد البطل
ولا ينتقص مثل هذا الجبل الهمام والشيخ الإمام إلا ناقص متهم في دينه.
🔸وأجرأ من رائت بظهر غيب ** على عيب الرجال ذوو العيوب
🔸ولولا مخافة أن يتأثر من لا معرفة عنده  ويقع في نفسه مثل هذا الكلام لما كتبت هذه الكلمات لسقوطها عند كل ذي علم ومعرفة وإنصاف.

 🔸يقول هذا المبتدع الجاهل :( نسلط الضوء من خلال هذه السطور على مدرسة شيخ الجماعات الإرهابية ابن تيمية،  وهكذا جعلت العنوان من غير أن أقول شيخ الإسلام حتى لا يوافق لفظي كلام الوهابية) انتهى كلامه.
🔸 يقال: إنه شيخ الإسلام وإن رغمت أنف الخنجر وأنوف المتصوفة وهذا اللقب له رحمه الله سارت به الركبان وتناقله الناس سلفاً عن خلف وليس هو من كلام الوهابية (كما يسميهم هذا الكذوب الحقود) بل هو قديم لشيخ الإسلام وقد أطلقه عليه العلماء الأكابر فلا التفات بعدهم للمتردية والنطيحة من أمثال هذا الخنجر.
🔸 وقد ألَّف الشيخ ابن ناصر الدين الدمشقي كتاباً سماه " الرد الوافر " وقد ذكر فيه خمساً وثمانين إماماً من أئمة المسلمين كلهم وصف ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام " ، ونقل أقوالهم من كتبهم بذلك ولما قرأ الحافظ بن حجر رحمه الله هذا الكتاب – " الرد الوافر " - كتب عليه تقريظاً مثبتا في أول الرد الوافر فهل يلتفت بعد ذلك لمثل هذا الدَعِي؟  كلا والله.
🔸 قال الحافظ ابن حجر عن شيخ الإسلام :

"  ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السارة ، التي انتفع بها الموافق والمخالف : لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته ، فكيف وقـد شهـد لـه بالتقدم في العلوم والتمييز في المنطوق والمفهوم أئمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلاً عن الحنابلة "
الدرر الكامنة (1 /168-169).
🔸 قال  السخاوي في الجواهر والدرر :
" وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس ، وتلقيبه بشيخ الاسلام في عصره باق الى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدا كما كان بالأمس ، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره أو تجنب الإنصاف ، مما أكثر غلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره ، فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنّه وفضله .
ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرجل الا ما نبّه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه أنه لم يوجد في الاسلام من اجتمع في جنازته لمّا مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين ، وأشار الى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدا ، شهدها ما بين مئي ألوف ، ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان ببغداد بل أضعاف ذلك لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته .
وأيضا فجميع من كان ببغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد وكان أمير بغداد وخليفة الوقت إذ ذاك في غاية المحبة له والتعظيم ، بخلاف ابن تيمية.
ومع حضور هذا الجمع العظيم فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته لا بجمع سلطان ولا غيره .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنتم شهود الله في الأرض ".

🔸 بل حتى المتصوفة يطلقون عليه شيخ الإسلام لعلمهم باستحقاقه بذلك ولا ينازع في ذلك إلا مطموس الفطرة حاقد
🔸قال الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله ( وهو من أعلام الصوفية ومقدميهم)  :
ابن تيمية ، الشيخ ، الإمام ، العلامة ، الحافظ ، الناقد ، الفقيه ، المجتهد ، المفسر البارع ، شيخ الإسلام ، علَم الزهاد ، نادرة العصر ، تقي الدين أبو العباس أحمد المفتي شهاب الدين عبد الحليم بن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني .
أحد الأعلام ، ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة ، وسمع ابن أبي اليسر ، وابن عبد الدائم ، وعدّة .
وعني بالحديث ، وخرَّج ، وانتقى ، وبرع في الرجال ، وعلل الحديث ، وفقهه ، وفي علوم الإسلام ، وعلم الكلام ، وغير ذلك .
وكان من بحور العلم ، ومن الأذكياء المعدودين ، والزهاد ، والأفراد ، ألَّف ثلاثمائة مجلدة ، وامتحن وأوذي مراراً .
مات في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة .
" طبقات الحفاظ " ( ص 516 ، 517 ) .
🔸 وهؤلاء جميعهم قبل الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد أطلقوا هذا اللفظ لكن من يخبر هذا الخنجر المسموم بالجهل؟
🔸ثم قال الخنجر ( فالرجل متهم في عقيدته بالتجسيم والتشبيه....  وهذا كلام ابن حجر الهيتمي ( كتبها الصوفي الهيثمي)  والعسقلاني والسبكي)
🔸أما القول بأن ابن تيمية رحمه الله مجسم أو مشبه فهذا كذلك من الافتراء والكذب على شيخ الإسلام رحمه الله يكذبه المكتوب في مصنفاته بل هو رحمه الله من أكثر من رد على المجسمة والمشبهة ونقل كلام السلف في ذمهم وكلامه في ذلك امتلأت به مصنفاته.
🔸 يقول رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية :
" وَمِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ:
 الْإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ.
 وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مِنْ غَيْرِ: تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.
 بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] .
 فَلَا يَنْفُونَ عَنْهُ: مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ.
 وَلَا يُحَرِّفُونَ: الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه
 وَلَا يُلْحِدُونَ فِي: أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَآيَاتِهِ.
وَلَا يُمَثِّلُونَ: صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ.
لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ؛ لَا سَمِيَّ لَهُ، وَلَا كُفُوَ لَهُ، وَلَا نِدَّ لَهُ، وَلَا يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. ".
🔸وقال رحمه الله في الفتوى الحموية :
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث.
قال الإمام أحمد رضي الله عنه: « لا يُوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث » .
ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل
 ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجي، بل معناه يُعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه، [لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق في بيان العلم وأنصح الخلق في البيان والتعريف والدلالة والإرشاد] .
وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته، ولا في أفعاله "
الفتوى الحموية (265)
🔸 فهذا بعض كلامه يبين كذب وافتراء هذا المبتدع وكذب من نقل عنهم من المبتدعة، وهذه مصنفاته رحمه الله دونكم هل فيها ما ذكرتموه أم أنه الكذب والظلم ولا غرو أن يكذب المبتدع على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد هتك ستورهم وفضحهم رحمه الله على رؤوس الأشهاد في حياته وبقيتْ كتبه فيها الرد على بدعهم.
🔸 أما استشهاده بكلام ابن حجر الهيتمي والعسقلاني والسبكي بطعنه في شيخ الإسلام فليس بشيء أما ابن حجر العسقلاني فقد تقدم ثناءه على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولو طعن فيه فيحاكم طعنه لموازين أهل العلم وأما الهيتمي والسبكي فصوفيان قبوريان دفعهما الحقد والهوى للكلام في شيخ الإسلام ودونك كلام عالم محقق من علماء الأحناف يبين لك شأن السبكي والهيتمي وسبب طعنهما في شيخ الإسلام :
🔸قال الألوسي رحمه الله تعالى :
" فانظر إلى ابن حجر كيف ادعى الإجماع على اجتهاد السبكي  لكونه على منهجه ومسلكه  في الابتداع واتباع الهوى "
غاية الأماني (1/97)
🔸 وقال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وإني أبشرك أيها المبتدع أن جميع كتب شيخ الإسلام وأصحابه ستطبع قريبا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، حيث يظهر بها زيغ الملحدين، وافتراء السبكي وابن حجر ( الهيتمي ) وأضرابهما من المتبعين لهواهم ، الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين."
غاية الأماني (1/62)
🔸 وقال الألوسي رحمه الله تعالى :
" وأما ما نسب النبهاني إلى الشيخ من القول بالجهة فهو من افتراءات السبكي وابن حجر  المكي وغيرهما من أعدائه وخصومه ، والنبهاني قلدهم في هذا القول تقليدا أعمى كما هو ديدنه وعادته، وكتب الشيخ طافحة من تنزيه الله تعالى عن الجهة والجسمية، ومدار كلامه على ما ثبت بالكتاب والسنة وأقوال السلف  "
غاية الأماني (1/559).
🔸 وقال الألوسي رحمه الله تعالى :
" أن ما قاله خصماء الشيخ تقي الدين منبعث عن محض هوى لم تقتضه مناظرة ولم يبعث عليه دليل، ولاسيما ما ذكره السبكي وولده، وابن حجر  المكي، وأتباعهم ومقلدوهم، فكل أحد يعلم أن ما نسبوه إليه افتراء، وما قدحوه به مجرد شتم للشيخ تقي الدين استوجبه إبطال الشيخ لما تهواه نفوس هؤلاء من البدع والأهواء "
غاية الأماني (2/294)..
🔸هذا بعض الرد على هذا الجاهل ويتبعه مقال آخر لدفع باطله إن شاء الله ويسر وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والله الموفق لا رب سواه.
عبدالله الحساني.
الاثنين 6 - 12 - 1438

هناك تعليق واحد:

  1. دُِه جْاُهلُ لُيَسِ الُا وَرَحُمٌ الُلُُه الُشِيٌَخ بّنَ تْيَمٌيَُه

    ردحذف