الأربعاء، 1 مارس 2017

خاطرة عن الهوى

لحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فيقول الله ﴿وَأَنِ احكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِع أَهواءَهُم وَاحذَرهُم أَن يَفتِنوكَ عَن بَعضِ ما أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيكَ فَإِن تَوَلَّوا فَاعلَم أَنَّما يُريدُ اللَّهُ أَن يُصيبَهُم بِبَعضِ ذُنوبِهِم وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ لَفاسِقونَ﴾ [المائدة: ٤٩]
مسالك الهوى وأبواب الضلالة كثيرة جداً ولا تنحصر بحد وقل من ينتبه لها ومن أضر هذه المسالك أن يتكلم المتبوع انتصاراً للنفس ثم يعتقد الاتباع أن هذا هو دين الله الذي أنزله وشرع الله الذي فرضه وهذه المسالك أكثرها تكون في علماء الضلالة ولا يبرأ من كان من أهل الحق من هذه المسالك الخسيسة فعلى المسلم أن يراقب الله ويتقيه في كل ما يأتي وما يذر.
 🔸 وبعض الناس شعاره ماقال الشاعر :
ألا لا يجهلهن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فإذا تُكُلِّم فيه حشد النصوص وجيش الجيوش للكلام فيمن تحدث فيه بل تجد الاتباع يكتبون ويبدون ويعيدون ويظهرون أن من تكلم في متبوعهم فساده قديم وعامة من أخذ عنهم على هذا الفساد فهو وارث له من شيوخه الأقدمين وآبائه الأولين ودونك بعض من تحدثت فيه اللجنة الدائمة في مسائل الإيمان فعمد لعلماء نجد منذ عهد الإمام محمد بن عبدالوهاب مروراً بأبنائه وأحفاده وتلاميذهم ليخرج منها قاعدة مفادها أن الخلل قديم والخطأ متوارث فما وجد من عمومات إلا وأخرجها فرِحاً بها ولو انتصح وراجع نفسه كما طلب منه العلماء لكفى المؤمنين النزاع والشقاق.

قال المعلمي في التنكيل  (2/196) ( متحدثاً عن هذا الضرب من الهوى ) :
" أفرض أن رجل تحبه و آخر تبغضه تنازعا في قضية فاستفتيت فيها و لا تستحضر حكمها و تريد أن تنظر ألا يكون هواك في موافقة الذي تحبه ؟

أفرض أنك و عالماً تحبه و آخر تكرهه أفتى كل منكم في قضية و أطلعت على فتويي صاحبيك فرأيتهما صواباً ، ثم بلغك أن عالماً آخر أعترض على واحدة من تلك الفتاوى و شدد النكير عليها أتكون حالك واحدة سواء كانت هي فتواك أم فتوى صديقك أم فتوى مكروهك ؟

أفرض أنك تعلم من رجل منكراً و تعذر نفسك في عدم الإنكار عليه ، ثم بلغك أن عالماً أنكر عليه و شدد النكير ، أيكون استحسانك لذلك سواء فيما إذا كان المنكر صديقك أم عدوك ، و المنكر عليه صديقك أم عدوك ؟

فتش نفسك تجدك مبتلى بمعصية أو نقص في الدين ، و تجد من تبغضه مبتلى بمعصية أو نقص آخر ليس في الشرع بأشدمما أنت مبتلى به؟ فهل تجد إستشناعك ما هو عليه مساوياً لإستشناعك ما أنت عليه ، و تجد مقتك نفسك مساوياً لمقتك إياه ؟
وبالجملة فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى "
🔸والمخرج من هذه المسالك بتقوى الله من المتبوع واتباع الأموات ما أمكن من الأتباع مع تقوى الله عز وجل والله الموفق لا رب سواه

عبدالله بن محمد الحساني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق