الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم،.
🔸أما بعد: فقد أرسل إلي الصوفي صاحب المقال السابق مقالاً آخر بعنوان؛ (سلسلة الإغاثة في رد دعاوي التكفيريين الذين يكفرون المسلمين بالتوسل والإستغاثة): بقلم أ/ محمد عثمان محجوب. قال في مقاله :
"تخريج حديث مالك الدار الذي فيه الاستسقاء برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته،وبيان أنه من أصح الأسانيد،والرد على من ضعفه
*أخرج خرج ابن أبي شيبة في المصنّف (12/31-32) والبخاري في التاريخ الكبير (7/304) مختصرا والبيهقي في دلائل النبوّة (7/47) والخليلي في الإرشاد (1/314) كلهم من طريق أبي معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن مالك الدار عن مالك الدّار مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :" أصاب النّاس قحط في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا نبي الله استسق الله لأمّتك. فرأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ائت عمر، فأقرئه السّلام، وقل له : إنّكم
مُسْقَوْن، فعليك بالكَيّس، الكيّس، قال : فبكى عمر، وقال : يا ربّي ما آلو إلاّ ما عجزت عنه".
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/495): رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح، وقال ابن كثير في تاريخه (ج/ص: 7/ 105) اسناده صحيح .
قلت: وله طريق آخر مغاير أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (3/93-94).و
وأخرجه التقي السبكي في " شفاء السقام " وغيره، من حديث مالك الدار في استسقاء بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه في عهد عمر بالنبي صلى الله عليه وسلم. "
أولاً: الأثر الوارد في جهة والعنوان الموضوع في جهة أخرى فالأثر لا علاقة له بالتوسل ولا الاستغاثة وغاية مافيه أنه جاء لقبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال عنده للنبي صلى الله عليه وسلم سل الله لأمّتك (وفعله بدعة كما سيتبين بعد) ولم يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يستغث به عليه الصلاة والسلام والصوفية يخلطون بين التوسل والإستغاثة للتلبيس والتمويه على الاتباع وعلى من ينكر عليهم.
🔸 ودعاء غير الله المنتشر لدى المتصوفة كفر وشرك بالله عز وجل والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى
منها قوله تعالى {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 56 - 57]، وقوله: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]، وقوله في شأن الموتى والغائبين: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]، وقوله: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف: 5-6].
وقوله : {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3].
وغيرها كثير فهذا محكم في كتاب الله فهم يأتون بالأدلة الضعيفة والموضوعة في الاستغاثة ويجعلونها في دعاء غير الله فلينتبه لذلك.
🔸*ثانياً*: الكلام على روايات هذا الأثر وأسانيده:
وهنا كلام للعلامة صالح آل الشيخ فيه استنباط نفيس جداً، قال: (الحافظ ابن كثير ساق قبل رواية البيهقي رواية سيف وفيها أنَّ عمر رضي الله عنه صعد المنبر فقال للناس: أُنشدكم الله الذي هداكم للإسلام هل رأيتم مني شيئاً تكرهون؟ فقالوا: اللهم لا. وعمَّ ذلك فأخبرهم بقول المزني وهو بلال ابن حارث. ففطنوا ولم يفطن. فقالوا: إنّما استبطأك في الاستسقاء فاستسقي بنا. انتهى المقصود. وهذه الرواية مُبيّنة أنَّ قول نبي الله لعمر في رواية سيف: "عهدي بك وفي العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر…" هو ما فسرها صحابة رسول الله "ففطنوا ولم يفطن" عمر، كما جاء صريحاً، وهو إرشاده للإستسقاء. وفي هذا سرٌّ لطيف وهو أنَّ قول القائل "يا رسول الله استسقي الله لأمتك" مُنكر جرّه تباطؤ عمر عن طلب السقيا، وعدم الفزع إلى المشروع يجرُّ إلى وجود غير المشروع. فلذا قال نبي الله صلى الله عليه وسلم "عهدي بك وفي العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر…" أقول هذا مع ضعف الرواية، لأبيّن مقصد ابن كثير حين ساق الروايتين الضعيفتين. إذا تبين هذا عُلمَ فضل عِلم ابن كثير رحمه الله حيث جعل رواية البيهقي هي الثانية ورواية سيف المُفصّلة معنى الكيس هي الأولى، فتأمّل هذا، وتبيّن مقاصد الحفّاظ في أحكامهم ).
هذه مفاهيمنا.
ثم تحدث كذلك عن سند القصة فقال في نفس كتابه :
قال الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه هذه مفاهيمنا :
أن هذه الرواية التي ساقها الحافظ ابن كثير من رواية البيهقي في "دلائل النبوة" فيها علل يعلل بها المحدثون:
الأولى: عنعنة الأعمش، وهو مدلس، والمدلس لا يقبل من حديثه إلا ما قال فيه "حدثنا" و"أخبرنا" ونحوها، دون "قال" أو "عن"، إذ احتمال أنه أخذه عن ضعيف يهي الحديث بذكره، كما هو معلوم في "مصطلح الحديث"، مع أن الأعمش في الطبقة الثانية من المدلسين عند الحافظ وغيره. ( وقد حاول الصوفي جعل مسألة التدليس هي العلة الوحيدة للحديث ثم دفعها بإخراج الشيخين لروايات الأعمش وليس فيها تصريحاً بالسماع ومعلوم أن الشيخين إذا أخرجا لمدلس فإنه غالباً ما يكون مصرحاً بالسماع لأنهما ينتقيان من روايات المدلسين ولو دفعت هذه العلة فليست الوحيدة ).
الثانية: مالك الذي في إسناده والذي هو عمدة الرواية مجهول، وذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيها تعديلا ولا جرحا، فهو مجهول، والمجهول لا يقبل حديثه. وابن كثير إنما صحح الإسناد على طريقته في توثيق مجاهيل كبار التابعين كما يعلم من تتبع صنيعه في التفسير وغيره. وإذا كان مجهولا فلا علم لنا بتأريخ وفاته. ( وهو غير معلوم العدالة والضبط وهذان شرطان أساسيان في قبول روايته)
الثالثة: أن أبا صالح وهو ذكوان الراوي عن مالك لا يعلم سماعه ولا إدراكه لمالك، إذ لم نتبين وفاة مالك، سيما ورواه بالعنعنة فهو مظنة انقطاع لا تدليس.
الرابعة: أن تفرد مالك المجهول به رغم عظم الحادثة وشدة وقعها على الناس إذ هم في كرب شديد اسود معه لون عمر بن الخطاب، إن سببا يفك هذه الأزمة ويرشد إلى المخرج منها مما تتداعى همم الصغار فضلا عن الكبار لنقله وتناقله، كما في تناقلهم للمجاعة عام الرمادة، فإذا لم ينقلوه مع عظم سبب نقله دل على أن الأمر لم يكن كما رواه مالك، فلعله ظنه ظنا.
الخامسة : هب أن القصة صحيحة، فلا حجة فيها، لأن مدارها على رجل لم يسم، فهو مجهول أيضا، وتسميته بلالا في رواية سيف لا يساوي شيئا، لأن سيفا هذا – وهوابن عمر التميمي – متفق على ضعفه عند المحدثين، بل قال ابن حبان فيه: "يروي الموضوعات عن الأثبات، وقالوا: إنه كان يضع الحديث". فمن كان هذا شأنه لا تقبل روايته ولا كرامة، لا سيما عند المخالفة.
سادساً :أن رواية البخاري اقتصر فيها على قول عمر " ما آلو إلا ما عجزت عنه " [التاريخ الكبير 7/304 رقم 1295] . ولم يذكر مجيء الرجل إلى القبر. وهذه الزيادة دخلت في القصة وهي زيادة منكرة ومعارضة لما هو أوثق منها مما رواه البخاري في صحيحه في ترك جمهور الصحابة التوسل بالنبي إلى التوسل بالعباس.
سابعاً: استشهد الصوفي برواية عبدالرازق الصنعاني وهي مما يدل أيضاً على أن قصة مجيء الرجل إلى القبر ضعيفة فقال عبدالرزاق بن همام الصنعاني :عن معمر بن راشد عن أسماعيل أبي المقدام عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال : ((أصاب الناس سنة ، وكان رجل في بادية فخرج فصلى بأصحابه ركعتين ، واستسقى ثم نام ، فرأى في المنام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه ، وقال : اقرىء عمر السلام وأخبره أن الله قد استجاب لكم وكان عمر قد خرج فاستسقى أيضاً ، وأمره فليولف العهد وليشد العقد ، قال : فانطلق الرجل حتى أتى عمر فقال : استأذنوا لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فسمعه عمر فقال : من هذا المفتري على رسول الله ؟ فقال الرجل : لا تعجل علي يا أمير المؤمنين فأخبره الخبر ، فبكى عمر ))
وهذا الإسناد رجاله ثقات ...
وهذا الأثر يبين أن الرجل فعل المشروع وهو الخروج إلى الصحراء ثم الصلاة وطلب السقيا من الله تعالى ، ولم يأت القبر ، والذي رآه في المنام بعد فعل المشروع لا مانع منه من ناحية الشرع .
وهذا يدل على أن الرواية التي فيها أنه أتى القبر غير صحيحة.
ثامناً :3- ومما يؤيد أثر عبدالله بن عبيد بن عمير رواية سيف بن عمر عن سهل بن يوسف السلمي عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك قال : كان عام الرمادة في آخر سنة سبع عشرة وأول سنة ثماني عشرة ، أصاب أهل المدينة وما حولها جوع فهلك كثير من الناس حتى جعلت الوحوش تأوي إلى الأنس ، فكان الناس بذلك حتى أقبل بلال بن الحارث المزني فاستأذن على عمر فقال : أنا رسول الله إليك ، يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لقد عهدتك كيساً ، وما زلت على ذلك فما شأنك ؟ قال : متى رأيت هذا ؟ قال : البارحة ، فخرج فنادى في الناس الصلاة جامعة ، فصلى بهم ركعتين ثم قام ، فقال : أيها الناس أنشدكم الله هل تعلمون مني أمراً غيره خير منه ؟ فقالوا : اللهم لا ، فقال : إن بلال بن الحارث يزعم ذية و ذية . قالوا : صدق بلال فاستغث بالله ثم بالمسلمين ... وأخرج الناس إلى الاستسقاء فخرج وخرج معه العباس بن عبدالمطلب ماشياً فخطب وأوجز وصلى ثم جثا لركبته وقال : ((اللهم إياك نعبد وإياك نستعين ، اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا ... )) (3) .
فهذا الأثر وإن كان ضعيفاً لضعف سيف إلا أنه يدل على أن ما يتوهم من عبارة الحافظ في الفتح من أن الرجل الذي أتى القبر هو بلال بن الحارث المزني – كما رواه سيف في الفتوح – غير صحيح لأن الحافظ لم ينقل لنا لفظ الأثر عند سيف كما هو ، وفي الحقيقة الأثر يدل بوضوح وجلاء على ان بلالاً لم يأت القبر وإنما رأى رؤيا في المنام ، وهو يؤيد ما تقدم من أثر ابن عمير وبهذا تسقط دعوى أن الرجل الذي أتى القبر صحابي وأن الحافظ صححه .
🔸 ثالثاً: مخالفته من حيث المتن :
إن في الحديث المذكور أعلاه : أن الرجل الأعرابي أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الاستسقاء به . وهذا أمر مخالف لما عليه الصحابة أجمعون . لأن الصحابه كانوا إذا أرادوا أن يستسقوا فعلوا أحد الأمرين : إما أن يصلوا صلاة الاستسقاء ، أو يتوسلوا بدعاء أحد منهم كما فعل عمر بالعباس رضي الله عنهما . ولكن إتيان القبر مخالف لعمل الصحابة بالاتفاق .
قال عبد السلام آل عبد الكريم البرجس رحمه الله في تحقيقه ل (الصواعق المُرسلة الشهابية: ص 173): (أنَّ هذه القصة منكرة المتن، لمخالفتها ما ثبت في الشرع من استحباب إقامة صلاة الاستسقاء في مثل هذه الحالات. ولمخالفتها ما اشتهر وتواتر عن الصحابة والتابعين، إذ ما جاء عنهم أنّهم كانوا يرجعون إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره من الأموات عند نزول النوازل واشتداد القحط يستدفعونها بهم وبدعائهم وشفاعتهم. بل كانوا يرجعون إلى الله واستغفاره وعبادته، وإلى التوبة النصوح، قال تعالى: (وأنْ لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً..) وقال تعالى: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يُرسل السماء عليكم مدراراً..) وقال تعالى: (ولو أنَّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض…).وفي كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 2/280 بإسناد صححه الحافظ ابن حجر في الإصابة 10/382 عن سليم بن عامر الخبائري قال:ـ إنَّ السماء قحطت، فخرج معاوية وأهل دمشق يستسقون، فلما قعد معاوية على المنبر قال: "أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فناداه الناس، فأقبل يتخطى الناس، فأمره معاوية فصعد على المنبر، فقعد عند رجليه، فقال معاوية: (اللهم إنّا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنّا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشي، يا يزيد ارفع يدك إلى الله، فرفع يديه، ورفع الناس أيديهم، فما كان أوشك أنْ فارت سحابة في الغرب كأنها ترس، وهبت ريح، فسقتنا حتى كاد الناس أنْ لا يبلغوا منازلهم).
وأبلغ من هذا فعل عمر بن الخطاب الذي كان بجوار قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيعدل عنه إلى التوسل بالعباس لكونه حيّاً قادراً ـ أخرجه البخاريوهذا الأثر مع ضعفه ونكارته، قد خالف هذه الوقائع الصحيحة الثابتة عن خير القرون بأجمعهم. فلو كان ما تضمنه هذا الأثر صحيحاً لفعلوه ولو مرّة لبيان الجواز، ومن المعلوم أنَّ المضطر يتعلق بأدنى ما يجده لكشف ضرّه، فلما لم يفعلوا ذلك مع وجود الدافع تبيّن بطلان هذا الأثر وسقوطه) أهـ.
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في كتابه: [الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية: ص196] رداً على من يحتجّون بهذا الحديث: (وليس فيه دلالة على جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، والتوسل به، والإلتجاء إليه، والاستغاثة به بل هو من جنس المنامات التي لا يعتمد عليها في الأحكام، ولا يثبت بها حكم شرعي) .
🔸 وقد أجاد المعلمي اليماني رحمه الله في بيان حال الرؤى حيث قال :
"قد صح عن النبي أن الرؤيا منها ما هو حق ومنها ما هو من حديث النفس ومنها ماهو من الشيطان وتضافرت الأدلة على أن الرؤيا الحق تكون غالبا على خلاف ظاهرها حتى رؤيا الأنبياء عليهم السلام كرؤيا يوسف إذ رأى الكواكب والشمس والقمر وتأويلها أبواه وإخوته وكرؤيا النبي درعا حصينا فأولها المدينة وبقرا تنحر فأولها بمن يقتل من أصحابه وسوارين من ذهب فأولهما بمسيلمة والأسود العنسي وغير ذلك كثير فمن رأى النبي على صفته التي كان عليها فرؤياه حق ولكن إذا رآه فعل أو قال شيئا فذلك القول او الفعل يحتاج إلى تعبير فقد تراه يأمرك بشئ ويكون تعبيره أنه ينهاك عنه وعكس ذلك ولهذا أجمع الأئمة على عدم الاحتجاج بالرؤيا..."
رسالة في تحقيق البدعة( ٢٧)
قال عبد السلام آل عبد الكريم رحمه الله :
"فإنْ قيل: إنَّ وجه الاحتجاج بالقصة عدم إنكار عمر على ذلك الرجل مجيئه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. قيل: من أين لكم أنّه أخبر عمر بهذا الاستسقاء؟ فالروايات التي بين أيدينا ليس فيها إلاّ الإخبار بالرؤيا. فمن زعم غير ذلك فعليه الإثبات.
وقد رأيت جواباً لبعضهم يقول فيه: " وأما إخباره عمر فلا نُسلّم أنّه أخبره باستسقائه بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولعلّه أخبره بالرؤيا فقط، أو ببعضها وهو قوله: "قل له عليك بالكيس الكيس" والفعل الماضي في الإثبات بلسان العرب بمنزلة النكرة في الإثبات، فكما لا يعم قولنا: حصل منا إخبار، كذلك لا يعمم قولنا: أخبرنا……)أهـ.
[الصواعق المرسلة الشهابية: 172-173].
🔸 رابعاًختم الصوفي رسالته بفحش من القول وهُجر من الكلام ورمي لأهل السنة بأنهم تكفيريون وغيرها من الجهالات التي هي حجة العاجز ومعتمد الضعيف وهذا هو الميدان الذي يحسنه الصوفية ولكن بيننا وبينهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والله الموفق لا رب سواه وصلى الله على مصطفاه.
عبدالله بن محمد الحساني.
ليلة الأربعاء 9/6/1438
شكرن جزاك الله الخير ان تكتب رسل صفر وتنشرها للمسلسمين بيستفيد يجعل الله لك في ميزان حسناتك
ردحذف