الثلاثاء، 17 يوليو 2018

هل مرعي الكرمي على السلفية المحضة؟

*هل كان مرعي الكرمي على السلفية المحضة*؟
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فهذه بعض النقولات اليسيرة من كتاب أقوال الثقات لمرعي الكرمي الحنبلي تبين أنه لم يكن على السلفية المحضة بل كان مفوضاً ومخلطاً لعقيدة السلف بعقيدة الأشاعرة وشأنه شأن بعض متأخري الحنابلة الذين انتشر لديهم مثل هذا،  وهذا مشتهر منتشر بين أهل العلم أن مرعي بن يوسف الكرمي والسفاريني وغيرهم رحمهم الله ليسوا ممن يحكون القول الصحيح للسلف ، وإنما لديهم خلط وهو الأخذ بطريقة متأخري الأشعرية الذين يجمعون بين التفويض والتأويل، يقول الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية :" ولهذا شيخ الإسلام انتبه لقوة هذا المعنى في الرد في المبتدعة الصفاتية والجهمية وغيرهم، فقرَّرَهُ في كتابه التدمرية كما تعلمون.

إذاً فتفويض المعنى، المعنى أصلاً متفاوت فإذا فوضنا المعنى معناه أننا لا نعلم أي قدر من المعنى، وهذا لاشك أنه نفي وجهالة بجميع دلالات النصوص على الأمور الغيبية، وهذا باطل؛ لأنَّ القرآن حجة، وجعله الله دالاً على ما يجب له  وما يتّصف به ربنا  من نعوت الجلال والجمال والكمال.

التفويض يحتاج إلى مزيد بسط؛ لكن يمكن أن ترجعوا إليه في مظانه، *وكثير من العلماء فهم وظنْ أنَّ مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية والسلف هو التفويض، حتى إنهم ينقلون كلام شيخ الإسلام ويحملونه على التفويض مثل السَفَّارِيني ومثل مرعي بن يوسف في أقاويل الثقات* ، وجماعة من المتأخرين ينقلون كلام شيخ الإسلام وفهموا أنَّ مذهب الإمام أحمد ومذهب شيخ الإسلام ومذهب السلف الذي هو أسلم أنه التفويض، وهذا ليس بصحيح "
📍 وسأذكر عشرة نقول من كتاب أقوال الثقات تبين ذلك اكتفاء بهذا العدد لمن أرادَ الإنصاف:
1- قال مرعي في كتابه أقوال الثقات في (ص 120) :" ومن المتشابه الإستواء في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله( ثم استوى على العرش )وهو مذكور في سبع آيات من القرآن

*فأما السلف فإنهم لم يتكلموا في ذلك بشيء جريا على عادتهم في المتشابه من عدم الخوض فيه مع تفويض علمه إلى الله تعالى والإيمان به* "


2- قال أيضاً في ( ص 65): "وجمهور أهل السنة - منهم السلف وأهل الحديث - على الإيمان بها *وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها* " 

3-  قال في (ص 61) : " إن مذهب السلف هو عدم الخوض في مثل هذا ، والسكوت عنه ، *وتفويض علمه إلى الله تعالى* "
4- قال في (ص 65)  : "  وفي ص 200 ينقل عن البيهقي قوله : "  .. التفويض أسلم " ، ثم يُتبعه بقوله : " قلتُ : وبمذهب السلف أقول ، وأدين الله تعالى به ، وأسأله سبحانه الموت عليه "

5- قال في (ص 118) بعد أن ذكر الخلاف في معنى الكرسي:
" واعلم أن هذه الأحاديث ونحوها تروى كما جاءت *ويفوض معناها إلى الله*..... "

6- قال في صفحة (149): " ومن *المتشابه اليد* في قوله تعالى " يد الله فوق أيديهم " " لما خلقت بيديَّ " " بل يداه مبسوطتان " " مما عملت أيدينا " " قل إن الفضل بيد الله " *وتأويله أن المراد باليد القدرة*. "

7- وقال في صفحة 173 :" *ومن المتشابه الساق*  في قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق "

8- وهنا يُجيز التأويل ! فينقل عن ابن الهمام الحنفي كما في (ص 132) قوله عن صفة الاستواء : "  *أما كون الاستواء بمعنى الاستيلاء على العرش مع نفي التشبيه فأمر جائز* ... – إلى أن قال – إذا خيف على العامة عدم فهم الاستواء إلا بالاتصال ونحوه من لوازم الجسمية ، فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء "  !!

9- قال في  ( ص181) بعد ذكره لمعاني بعض الصفات " ولا ريب أن السلف قد تصوروا في نفوسهم مثل هذه الأجوبة فرأوها متناقضة متهافتة فسكتوا عنها ولم يتفوهوا بها لعلمهم بفسادها *وفوضوا العلم فيها إلى الله تعالى*،  مع أنهم أكثر  علماً منا بيقين "

10- قال في (ص 197) : " فمذهب السلف في هذا وأمثاله: *السكوت عن الخوض في معناه،  وتفويض علمه إلى الله تعالى*، كما مرت الإشارة إليه في أول الكتاب ".

🔸 فهذه نقولات يسيرة وأمثالها في كتابه كثير فأقل أحوال الكتاب أن يترك ولا ينظر فيه والناظر في كتابه رحمه الله يجد أنه  يخلط بين مذهب السلف في الصفات تفويض الكيفية ، ومذهب المفوضة  تفويض المعنى ، وهو مذهب كثير من الأشاعرة.
🔸 وثناء الشيخ مرعي على شيخ الإسلام ابن تيمية والسلف وكذلك انتسابه لمذهب أحمد ليس حجة في تبرئته مما كتبه من خلط ومثله السفاريني وابن الزاغوني ونحوهم.
🔸 كتبت هذا بعد نشر الشيخ علي الحلبي مرة أخرى أن مرعي الكرمي عقيدته نقية سلفية وهذا خطأ عظيم على العقيدة السلفية وتصفح الكتاب يبين خلاف ذلك وقد أكثر في رده من الشتم لمن رد عليه في ذلك ومثل هذا لا يحل القضية ولا يخدم العلم في شيء بل الشتم يحسنه كل أحد.
🔸 وقد رأيتُ كذلك من المتعصبين للشيخ سباً في بعض المجموعات واتهامي بأني تكفيري ولا أطلب منهم غير الإنصاف الذي يطالبون به الناس صباح مساء فإن كان كلامي خطأ فليردوا هذا الخطأ رداً علمياً بذكر نقولات من كتاب مرعي الكرمي تبين خلاف المكتوب أعلاه وإن كان صواباً فالبر بالشيخ أن ينصح ليرجع لا رمي المخالف باتهامات باطلة وتهم من نسج الخيال، قال البخاري رحمه الله: 2443 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، سَمِع َأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ". فهذا بيننا والله الموفق لارب سواء.
عبدالله الحساني.
الثلاثاء 27 رمضان 1439

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق