الحمدلله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
🔸 أما بعد: فقد تركت الفيس بوك قبل مدة وبالأمس أراني أحد الإخوان منشوراً في الفيس لأحد مرتادي الفيس ومشاهيره يتحدث فيه عن أن ( مزمل فقيري صافح علي الحلبي) ثم رأيت بعض المنشورات التي تكذب هذا الأمر من جماعة مزمل فقيري، وبعض آخر يتحدث في الطرف الآخر عن وقوع هذا الأمر
وحروباً ونقاشات،
وطعوناً ومجادلات،
وأزماناً تهدر في مثل هذه الحالات، وجر لأمور أخرى من أخواتها وبابها واحد يساق لها الشباب المسكين وهذه الحادثة التي رأيت هي جزء من الجو العام الذي تعيشه المجموعات اليوم فإنك لا تكاد تجد منشغل بالعلم والعمل والدعوة على الطريق السديد الذي سار عليه أهل العلم الكبار والنقص في باب العلم والدعوة ظاهر للعيان فهذه المجموعات على اختلافها تتجادل وإن شئت قل تتقاتل وكم من أبواب العلم العظيمة التي كانت من أوضح الواضحات قديماً قد جهلت لدى شبابهم بل شيبهم فإنك تجد التقصير في بابي *العقيدة والفقه* ظاهراً للعيان وسل إن شئت من شئت من شباب هذه المجموعات والمقدمين لديهم عن الله الذي خلقوا لأجل عبادته ومعرفته سلهم عن إحصاء اسماء الله بحيث يورد لك الواحد كل اسماء الله بمعانيها التي تحتملها،؟ بل سلهم عن بعضها ودعك من جميعها.!؟
بل سلهم عن شبهات الأشاعرة في العلو الذي هو من أظهر الأمور؟ أورِد عليهم شبهات الأشاعرة في الحكم على حديث الجارية بالاضطراب متناً وسنداً هل يستطيعون ردها؟
بل أورد عليهم شبهات الأشاعرة في نفي صفات الله الخبرية وما يوردونه على كل صفة لله تعالى فهل يستطيعون ردها؟
بل أورد عليهم شبهات الصوفية في باب دعاء غير الله والتوسل وما يوردونه من شبهات كحديث يا عباد الله أمسكوا وأثر خدرت رجل ابن عمر وحديث الأعرابي ونحوها من شبهاتهم فهل تجد رداً حاضراً لديهم؟
بل أورد عليهم شبهات الصوفية في باب الربوبية وما يوردونه من شبهات في هذا الباب فهل تجد رداً حاضراً لديهم؟
أما باب العلم من حيث التأصيل والتحصيل فالأمر أشد وأنكى والأفضل أن يترك الأمر مستوراً وأن يترك الثوب على غرة، ويقر الطير علي وكناتها فالتقصير ظاهر والجهل بادي ومن له قلب سيتحسر على ما نعيشه من إعراض عن العلم حفظاً وفهماً بل وتدريساً فإن هذه الفتن قد أخذت الناس إليها وصرفت القلوب عن العلم النافع مما يبشر بزيادة الجهل والنزاع والصراع وما يراه الناظر من الحيلولة بين الناس وبين العلم نذير شؤم فالعارف بالله وأمره ينبغي أن يزداد كل يومٍ معرفة بالله لا معرفة بالنزاع والصراع والقيل والقال. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" إنَّ العَابِدَ للَّهِ والعَارِفَ باللَّهِ في كُلِّ يَومٍ بَل في كُلِّ سَاعَةٍ بَل في كُلِّ لَحظَةٍ =
*يَزدَادُ عِلمًا باللَّهِ ، وبَصِيرَةً في دِينِهِ وعُبُودِيَّتِهِ* ،
بِحَيثُ يَجِدُ ذَلِكَ في طَعَامِهِ وشَرَابِهِ ونَومِهِ ويَقَظَتِهِ وقَولِهِ وفِعلِهِ ، *ويَرَى تَقصِيرَهُ في حُضُورِ قَلبِهِ في المَقَامَاتِ العَالِيَةِ* وإعطَائِهَا حَقَّهَا فَهُوَ يَحتَاجُ إلى =
الإستِغفَارِ آنَاءَ اللَّيلِ وأطرَافَ النَّهَارِ ؛
بَل هُوَ مُضطَرٌّ إلَيهِ دَائِمًا في الأقوَالِ والأحوَالِ ، في الغوَائِبِ والمَشَاهِدِ ؛
لِمَا فِيهِ مِن المَصَالِحِ وجَلبِ الخَيرَاتِ وَدَفعِ المَضَرَّاتِ ،
وطَلَبِ الزِّيَادَةِ في القُوَّةِ في الأعمَالِ القَلبِيَّةِ والبَدَنِيَّةِ اليَقِينِيَّةِ الإيمَانِيَّةِ ».
مَجمُوع الفتَاوى (١١ / ٦٩٦).
ويتبين هنا أهمية هداية الله وتثبيته، قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" إنَّ العَبدَ لا يَستَغنِي عَن تَثبِيتِ اللَّهِ لَهُ طُرفَةَ عَينٍ ،
فَإِن لَم يُثَبِتهُ وإِلَّا زَالَت سَمَاءُ إيمَانِهِ وأرضِهِ عَن مَكَانِهِمَا ،
وقَد قَالَ تَعَالَى لأكرَمِ خَلقِهِ عَلَيهِ عَبدِهِ ورَسُولِهِ - ﷺ - : { ولَولا أن ثَبَتنَاكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إلَيهِم شَيئًا قَلِيلاً }.
وَقَالَ تَعالَى لأكرَمِ خَلقِهِ - ﷺ - : { إِذ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلائِكَةِ أنِّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الذِينَ آمَنُوا }.
وفِي الصَحِيحَينِ مِن حَدِيثِ البَجَلِي قَالَ : " وهُوَ يَسألُهُم ويُثَبِتُهُم ".
وقَالَ تَعالَى لِرَسُولِهِ - ﷺ - : { وكُلاً نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ }.
*فَالخَلقُ كُلهُم قِسمَانِ = مُوفَقٌ بِالتَثبِيتِ ، ومَخذُولٌ بِتَركِ التَثبِيت*ِ "
أعلامُ المُوقَعِين ( ١ / ١٦٣).
وكذلك يتبين أهمية الاعتصام بالسنة وهدي السلف من حيث عدم الجدال في الدين وكثرة القيل والقيل ومن حيث أن اختزال الشرع الذي نراه في هذه المجموعات لا علاقة له بالسنة ولا علاقة له بمنهج السلف قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: « وعَامَّةُ هَذِهِ الضَّلالاتِ إنَّمَا تَـطَرق مَن لَم يَعتَصِم بِالكِتَابِ والسُّنَّةِ ، كَمَا كَانَ الزُّهرِيُّ يَقُولُ :
كَانَ عُلَمَاؤنَا يَقُولُونَ : " الإعتِصَامُ بِالسُّنَّةِ هُوَ النَّجَاةُ ".
وقَالَ مَالِكٌ : " السُّنَّةُ سَفِينَةُ نُوحٍ مَن رَكِبَهَا نَجَا ومَن تَخَلَّفَ عَنهَا غَرِقَ ".
وذَلِكَ أنَّ السُّنَّةَ ، والشَّرِيعَةَ ، وَالمِنهَاجَ هُوَ الصرَاطُ المُستَقِيمُ الذِي يُـوَصِّـلُ العِبَادَ إلَى اللَّهِ ،
وَالرَّسُولُ هُوَ الدَّلِيلُ الهَادِي فِي هَذَا الصِرَاطِ ».
مَجمُوعُ الفتَاوى (٤ / ٥٧)
ومن فتح الله بصيرته ونور قلبه علم تمام العلم أن اقتطاع الناس عن المعارف الإيمانية وانشغالهم بما لا يعنيهم إنما هو من الخذلان
قال معروف الكرخي رحمه الله:
" كلامُ العبدِ فيما لا يُعنِيه ،
خِذلانٌ من اللهِ له " . طبقات الحنابلة ( ٢/ ٤٨١ )
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
« أشَدُّ مَا يَكُونُ مِنْ الحَسرَةِ والبَلاءِ أن يُفتَحَ للعَبدِ طَرِيقُ النَّجَاةِ والفَلاحِ ،
حتَى إذَا ظَنَّ أنَّـهُ نَاجٍ ورَأى مَنازِلَ السُعدَاءِ ؛
*اقتُطِعَ عَنهُم ، وضُرِبَت عَلَيهِ الشَّقوَة ، نَعوذُ باللَّهِ مِنْ غَضَبهِ وعِقَـابِه* ».
بدَائِــعُ التَفسِير ( ٣ / ١٢٩)
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى:
" لا يَصلُحُ الرجلُ حتى يترُكَ ما لا يعنيه ، ويشتغلَ بما يعنيه ، فإذا كان كذلك ؛ يُوشـكُ أن يفتـحَ ﷲ قلبَـه ".
ترتيب المدارك ( ١ / ٢٠٩)
فعيب عليك ياطالب العلم ويا أيها المسلم أن ترضى بالدون، ومالا يعود عليك بالنفع دعك أن تنشغل بما يضرك، قال ابن القيم رحمه الله تعالى « وَصدَقَ القَائِلُ :
وَلم أرَّ فِي عُيُوبِّ النَّاسِ عَيبًا ... كَنقصِ القَادرِينَ عَلى التَّمَامِ
*فَثَبتَ أنَّه لَا شَيء أقَبَحُ بالإنسَانِ مِن أن يَكُون غَافِلاً عَن الفَضَائِل الدِّينِيَّةِ ، والعُلومِ النَافِعَةِ ، والأعَمالِ الصَّالِحَةِ* ؛
فَمن كَانَ كَذَلِك فَهُوَ من =
*الهَمَجِ الرِعَاع الَّذِين يُكَدِرُون المَاءِ ، ويُغَلُونَ الأسعَارِ ، إن عَاشَ عَاشَ غَير حَمِيدٍ ، وإن مَاتَ مَاتَ غَير فَقِيد*ٍ ، فَقدَهُم رَاحَةً للبلادِ والعِبَادِ ، ولا تَبكِي عَلَيهِمُ السَّمَاء ، وَلَا تَستَوحِشُ لَهُم الغَبرَاءَ ».
مُفتَاحُ دَارِ السعَادَةِ (١ / ١١٠)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى كذلك: "مَن أرَاد اللَّهُ بِه خَيرًا =
فَتحَ لَهُ بَابَ الذُّلِ والإنكِسَارِ ،
ودَوَامِ اللَّجَأ إلى اللَّهِ تعَالى ،
والإفتِقَارِ إلَيهِ ،
ورُؤية عيُوب نَفسهِ ، وجَهلهَا ، وظُلمَها ، وعُدوَانِها ،
ومُشَاهدَة فَضِّلِ رَبهِ ،
وإحسَانِه ، ورَحمَتِه ، و جُودِه ، وبِرِّه ، وغِنَاه ، وحَمدِّه ".
الوَابِّلُ الصَيِّب ( صـ ١٠)
وَاختَـر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعـلُو بِـهِ
أَو مُت كَرِيمًا تَحتَ ظِلِّ القَسطَلِ
فَالمَـوتُ لا يُنجِيـكَ مِن آفَاتِـهِ
حِصـنٌ وَلَـو شَيَّدتَـهُ بِالجَنـدَلِ
مَوتُ الفَتى فِي عِـزَّةٍ خَيرٌ لَـهُ
مِن أَن يَبِيتَ أَسِيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
🔸أما التقصير في باب الدعوة إلى الله فبين وظاهر وهاهي أطراف الخرطوم الشمالية وريفه الجنوبي فيه مناطق لم يزرها من يدعو إلى الله سواء كان سنياً أو بدعياً فإلى الله المشتكى وهو المستعان.
🔸 وماذكرته أعلاه هو من باب التمثيل وإلا فإن انشغال الناس بمالا ينفع كثير ونصيحتي هنا للعقلاء ممن اختزل دينه كله في عدة أمور وإلا فكثافة الطبع وغشاوة القلوب التي خيمت على الناس تدل على أن القوم يرتضون مايعيشونه الآن.
الحساني
🔸 أما بعد: فقد تركت الفيس بوك قبل مدة وبالأمس أراني أحد الإخوان منشوراً في الفيس لأحد مرتادي الفيس ومشاهيره يتحدث فيه عن أن ( مزمل فقيري صافح علي الحلبي) ثم رأيت بعض المنشورات التي تكذب هذا الأمر من جماعة مزمل فقيري، وبعض آخر يتحدث في الطرف الآخر عن وقوع هذا الأمر
وحروباً ونقاشات،
وطعوناً ومجادلات،
وأزماناً تهدر في مثل هذه الحالات، وجر لأمور أخرى من أخواتها وبابها واحد يساق لها الشباب المسكين وهذه الحادثة التي رأيت هي جزء من الجو العام الذي تعيشه المجموعات اليوم فإنك لا تكاد تجد منشغل بالعلم والعمل والدعوة على الطريق السديد الذي سار عليه أهل العلم الكبار والنقص في باب العلم والدعوة ظاهر للعيان فهذه المجموعات على اختلافها تتجادل وإن شئت قل تتقاتل وكم من أبواب العلم العظيمة التي كانت من أوضح الواضحات قديماً قد جهلت لدى شبابهم بل شيبهم فإنك تجد التقصير في بابي *العقيدة والفقه* ظاهراً للعيان وسل إن شئت من شئت من شباب هذه المجموعات والمقدمين لديهم عن الله الذي خلقوا لأجل عبادته ومعرفته سلهم عن إحصاء اسماء الله بحيث يورد لك الواحد كل اسماء الله بمعانيها التي تحتملها،؟ بل سلهم عن بعضها ودعك من جميعها.!؟
بل سلهم عن شبهات الأشاعرة في العلو الذي هو من أظهر الأمور؟ أورِد عليهم شبهات الأشاعرة في الحكم على حديث الجارية بالاضطراب متناً وسنداً هل يستطيعون ردها؟
بل أورد عليهم شبهات الأشاعرة في نفي صفات الله الخبرية وما يوردونه على كل صفة لله تعالى فهل يستطيعون ردها؟
بل أورد عليهم شبهات الصوفية في باب دعاء غير الله والتوسل وما يوردونه من شبهات كحديث يا عباد الله أمسكوا وأثر خدرت رجل ابن عمر وحديث الأعرابي ونحوها من شبهاتهم فهل تجد رداً حاضراً لديهم؟
بل أورد عليهم شبهات الصوفية في باب الربوبية وما يوردونه من شبهات في هذا الباب فهل تجد رداً حاضراً لديهم؟
أما باب العلم من حيث التأصيل والتحصيل فالأمر أشد وأنكى والأفضل أن يترك الأمر مستوراً وأن يترك الثوب على غرة، ويقر الطير علي وكناتها فالتقصير ظاهر والجهل بادي ومن له قلب سيتحسر على ما نعيشه من إعراض عن العلم حفظاً وفهماً بل وتدريساً فإن هذه الفتن قد أخذت الناس إليها وصرفت القلوب عن العلم النافع مما يبشر بزيادة الجهل والنزاع والصراع وما يراه الناظر من الحيلولة بين الناس وبين العلم نذير شؤم فالعارف بالله وأمره ينبغي أن يزداد كل يومٍ معرفة بالله لا معرفة بالنزاع والصراع والقيل والقال. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" إنَّ العَابِدَ للَّهِ والعَارِفَ باللَّهِ في كُلِّ يَومٍ بَل في كُلِّ سَاعَةٍ بَل في كُلِّ لَحظَةٍ =
*يَزدَادُ عِلمًا باللَّهِ ، وبَصِيرَةً في دِينِهِ وعُبُودِيَّتِهِ* ،
بِحَيثُ يَجِدُ ذَلِكَ في طَعَامِهِ وشَرَابِهِ ونَومِهِ ويَقَظَتِهِ وقَولِهِ وفِعلِهِ ، *ويَرَى تَقصِيرَهُ في حُضُورِ قَلبِهِ في المَقَامَاتِ العَالِيَةِ* وإعطَائِهَا حَقَّهَا فَهُوَ يَحتَاجُ إلى =
الإستِغفَارِ آنَاءَ اللَّيلِ وأطرَافَ النَّهَارِ ؛
بَل هُوَ مُضطَرٌّ إلَيهِ دَائِمًا في الأقوَالِ والأحوَالِ ، في الغوَائِبِ والمَشَاهِدِ ؛
لِمَا فِيهِ مِن المَصَالِحِ وجَلبِ الخَيرَاتِ وَدَفعِ المَضَرَّاتِ ،
وطَلَبِ الزِّيَادَةِ في القُوَّةِ في الأعمَالِ القَلبِيَّةِ والبَدَنِيَّةِ اليَقِينِيَّةِ الإيمَانِيَّةِ ».
مَجمُوع الفتَاوى (١١ / ٦٩٦).
ويتبين هنا أهمية هداية الله وتثبيته، قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" إنَّ العَبدَ لا يَستَغنِي عَن تَثبِيتِ اللَّهِ لَهُ طُرفَةَ عَينٍ ،
فَإِن لَم يُثَبِتهُ وإِلَّا زَالَت سَمَاءُ إيمَانِهِ وأرضِهِ عَن مَكَانِهِمَا ،
وقَد قَالَ تَعَالَى لأكرَمِ خَلقِهِ عَلَيهِ عَبدِهِ ورَسُولِهِ - ﷺ - : { ولَولا أن ثَبَتنَاكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إلَيهِم شَيئًا قَلِيلاً }.
وَقَالَ تَعالَى لأكرَمِ خَلقِهِ - ﷺ - : { إِذ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلائِكَةِ أنِّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الذِينَ آمَنُوا }.
وفِي الصَحِيحَينِ مِن حَدِيثِ البَجَلِي قَالَ : " وهُوَ يَسألُهُم ويُثَبِتُهُم ".
وقَالَ تَعالَى لِرَسُولِهِ - ﷺ - : { وكُلاً نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ }.
*فَالخَلقُ كُلهُم قِسمَانِ = مُوفَقٌ بِالتَثبِيتِ ، ومَخذُولٌ بِتَركِ التَثبِيت*ِ "
أعلامُ المُوقَعِين ( ١ / ١٦٣).
وكذلك يتبين أهمية الاعتصام بالسنة وهدي السلف من حيث عدم الجدال في الدين وكثرة القيل والقيل ومن حيث أن اختزال الشرع الذي نراه في هذه المجموعات لا علاقة له بالسنة ولا علاقة له بمنهج السلف قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: « وعَامَّةُ هَذِهِ الضَّلالاتِ إنَّمَا تَـطَرق مَن لَم يَعتَصِم بِالكِتَابِ والسُّنَّةِ ، كَمَا كَانَ الزُّهرِيُّ يَقُولُ :
كَانَ عُلَمَاؤنَا يَقُولُونَ : " الإعتِصَامُ بِالسُّنَّةِ هُوَ النَّجَاةُ ".
وقَالَ مَالِكٌ : " السُّنَّةُ سَفِينَةُ نُوحٍ مَن رَكِبَهَا نَجَا ومَن تَخَلَّفَ عَنهَا غَرِقَ ".
وذَلِكَ أنَّ السُّنَّةَ ، والشَّرِيعَةَ ، وَالمِنهَاجَ هُوَ الصرَاطُ المُستَقِيمُ الذِي يُـوَصِّـلُ العِبَادَ إلَى اللَّهِ ،
وَالرَّسُولُ هُوَ الدَّلِيلُ الهَادِي فِي هَذَا الصِرَاطِ ».
مَجمُوعُ الفتَاوى (٤ / ٥٧)
ومن فتح الله بصيرته ونور قلبه علم تمام العلم أن اقتطاع الناس عن المعارف الإيمانية وانشغالهم بما لا يعنيهم إنما هو من الخذلان
قال معروف الكرخي رحمه الله:
" كلامُ العبدِ فيما لا يُعنِيه ،
خِذلانٌ من اللهِ له " . طبقات الحنابلة ( ٢/ ٤٨١ )
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
« أشَدُّ مَا يَكُونُ مِنْ الحَسرَةِ والبَلاءِ أن يُفتَحَ للعَبدِ طَرِيقُ النَّجَاةِ والفَلاحِ ،
حتَى إذَا ظَنَّ أنَّـهُ نَاجٍ ورَأى مَنازِلَ السُعدَاءِ ؛
*اقتُطِعَ عَنهُم ، وضُرِبَت عَلَيهِ الشَّقوَة ، نَعوذُ باللَّهِ مِنْ غَضَبهِ وعِقَـابِه* ».
بدَائِــعُ التَفسِير ( ٣ / ١٢٩)
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى:
" لا يَصلُحُ الرجلُ حتى يترُكَ ما لا يعنيه ، ويشتغلَ بما يعنيه ، فإذا كان كذلك ؛ يُوشـكُ أن يفتـحَ ﷲ قلبَـه ".
ترتيب المدارك ( ١ / ٢٠٩)
فعيب عليك ياطالب العلم ويا أيها المسلم أن ترضى بالدون، ومالا يعود عليك بالنفع دعك أن تنشغل بما يضرك، قال ابن القيم رحمه الله تعالى « وَصدَقَ القَائِلُ :
وَلم أرَّ فِي عُيُوبِّ النَّاسِ عَيبًا ... كَنقصِ القَادرِينَ عَلى التَّمَامِ
*فَثَبتَ أنَّه لَا شَيء أقَبَحُ بالإنسَانِ مِن أن يَكُون غَافِلاً عَن الفَضَائِل الدِّينِيَّةِ ، والعُلومِ النَافِعَةِ ، والأعَمالِ الصَّالِحَةِ* ؛
فَمن كَانَ كَذَلِك فَهُوَ من =
*الهَمَجِ الرِعَاع الَّذِين يُكَدِرُون المَاءِ ، ويُغَلُونَ الأسعَارِ ، إن عَاشَ عَاشَ غَير حَمِيدٍ ، وإن مَاتَ مَاتَ غَير فَقِيد*ٍ ، فَقدَهُم رَاحَةً للبلادِ والعِبَادِ ، ولا تَبكِي عَلَيهِمُ السَّمَاء ، وَلَا تَستَوحِشُ لَهُم الغَبرَاءَ ».
مُفتَاحُ دَارِ السعَادَةِ (١ / ١١٠)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى كذلك: "مَن أرَاد اللَّهُ بِه خَيرًا =
فَتحَ لَهُ بَابَ الذُّلِ والإنكِسَارِ ،
ودَوَامِ اللَّجَأ إلى اللَّهِ تعَالى ،
والإفتِقَارِ إلَيهِ ،
ورُؤية عيُوب نَفسهِ ، وجَهلهَا ، وظُلمَها ، وعُدوَانِها ،
ومُشَاهدَة فَضِّلِ رَبهِ ،
وإحسَانِه ، ورَحمَتِه ، و جُودِه ، وبِرِّه ، وغِنَاه ، وحَمدِّه ".
الوَابِّلُ الصَيِّب ( صـ ١٠)
وَاختَـر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعـلُو بِـهِ
أَو مُت كَرِيمًا تَحتَ ظِلِّ القَسطَلِ
فَالمَـوتُ لا يُنجِيـكَ مِن آفَاتِـهِ
حِصـنٌ وَلَـو شَيَّدتَـهُ بِالجَنـدَلِ
مَوتُ الفَتى فِي عِـزَّةٍ خَيرٌ لَـهُ
مِن أَن يَبِيتَ أَسِيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
🔸أما التقصير في باب الدعوة إلى الله فبين وظاهر وهاهي أطراف الخرطوم الشمالية وريفه الجنوبي فيه مناطق لم يزرها من يدعو إلى الله سواء كان سنياً أو بدعياً فإلى الله المشتكى وهو المستعان.
🔸 وماذكرته أعلاه هو من باب التمثيل وإلا فإن انشغال الناس بمالا ينفع كثير ونصيحتي هنا للعقلاء ممن اختزل دينه كله في عدة أمور وإلا فكثافة الطبع وغشاوة القلوب التي خيمت على الناس تدل على أن القوم يرتضون مايعيشونه الآن.
الحساني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق