الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فما يمر به الناس هذه الأيام من غلاء في السلع بين وظاهر ولا يخفى على أحد وكلنا يرجو الله تعالى أن يخفف هذا الغلاء وأن يعين على معرفة أسبابه وذهابه.
🔸 وفي هذه المدلهمات التي تمر بالأمة والغلاء الذي تعيشه يخرج أصحاب البدع لتحريك الأمة للخروج على حكامها وكذلك يخرجون للطعن على أهل السنة بكل صفاقة وسوء أدب.
🔸 ولم يكن الواحد يتخيل أن يرى ما يراه الآن من دعاة السرورية من السخرية بمن يدعو الناس للصبر على جور الحكام، وكذلك يسخرون ممن يأمر الناس بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى ويسخرون ممن جعل الغلاء الحاصل له أسباب منها انتشار الشرك وعامة الذنوب.
🔸 وكنا نظن كذلك أن هذه الأفعال الصبيانية قد تكون من غلمان الخوارج ومن رضع من ثديهم من جهلة المسلمين ولكن يبدو أن الدكتور السروري كذلك يلغي أدلة الشرع والواقع ويصير مثل سفهاء القوم.
🔸أقول هذا بعد كتابة الدكتور علاء الدين عثمان في صفحته في الفيس بوك كلاماً فيه سخرية ممن يأمر الناس بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى، وكأن هذا الدكتور لم يقرأ القرآن يوماً ولم ينظر في السنة ساعة.
🔸وكأن الدكتور لم يقرأ قوله تعالى: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [آل عمران: ١٦٥]، وقوله تعالى:﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾
[الأعراف: ٩٦]، وقوله تعالى :﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾
[الروم: ٤١] وهذه الآيات واضحة الدلالة في أن الذنوب سبب للبلاء وأن التوبة سبب لرفع البلاء ونزول الرخاء ولكن القوم صم عمي بكم عنها وعن فهمها.
🔸وأما المذكور في السنة فأكثر من أن يحصر في أن الذنوب سبب للبلاء وأن التوبة سبب لرفعه ومن ذلك الغلاء الحاصل، فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنْتُ عَاشِرَ عَشْرَةِ رَهْطٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسُ خِصَالٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: مَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ حَتَّى أَعْلَنُوا بِهَا إِلَّا ابْتُلُوا بِالطَّوَاعِينِ وَالْأَوْجَاعِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَا نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا *ابْتُلُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ*، وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ فَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَا خَفَرَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَعْمَلْ أَئِمَّتُهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» فالسنين وشدة المئونة وجور السلطان سببها ذنب ارتكبه بعض المسلمين وهذا كلام الصادق المصدوق هل نتركه لتنظير منظر أو فلسفة متفلسف لا والله!!
🔸وكذلك في المسند بسند جيد عن ميمونة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد الزنا فأوشك أن يعمهم الله بعذاب. " ففشو أولاد الزنا سبب للعذاب العام الذي ينزل بالأمة ومن ذلك الغلاء الحاصل واليوم قد انتشرت هذه الرذيلة جداً في الأمة حتى أن أبناء الزنى لهم ديار تأويهم هذا غير من يموت وغير من لا يعرف أنه ابن سفاح وإن كان فشو الزنا مؤذن بالعذاب فكيف بانتشار الشرك في الأمة؟ كيف بانتشار دعاء غير الله؟ كيف بانتشار السحر والدجل؟ كيف بانتشار ترك الصلاة؟ كيف بانتشار الإلحاد والردة عن دين الله؟ أفلا يعقل القوم!!
🔸وكذلك أخرج الأمام أحمد في الزهد بسند صحيح عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ قُبْرُصُ فُرِّقَ بَيْنَ أَهْلِهَا، فَبَكَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ جَالِسًا وَحْدَهُ يَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا يُبْكِيكَ فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا جُبَيْرُ، *مَا أَهْوَنُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَضَاعُوا أَمْرَه*ُ، بَيْنَمَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ لَهُمُ الْمُلْكُ، تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى. فإضاعة أمر الله تعالى سبب للهوان على الله عز وجل كما قاله هذا الصحابي الفقيه رضي الله عنه، وهذا جزء يسير من ادلة متكاثرة فيها تقرير هذا الأصل العظيم لذلك فدعاة أهل السنة والجماعة يرون أن التوبة إلى الله من أسباب ذهاب الغلاء وأن انتشار المعاصي سبب للغلاء وهذا أصل أصيل لا محيد عنه أبداً.
🔸 وكذلك مما يعتقد أهل السنة والجماعة أن نصح الحكام يكون سراً بين الناصح وبين الحاكم والأصل في ذلك ما أخرجه أحمد في المسند وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني رحمه الله
عن عياض بن غنم رضي الله عنه قال : قال رسول الله: من أراد أن ينصح لذي سلطان في أمر فلا يبده علانية ، وليأخذ بيده, فإن قبل منه فذاك, وإلا كان قد أدى الذي عليه.
🔸 فهذه نصوص شرعية لن يتركها أهل السنة والجماعة لتشغيب مشغب والله الموفق والمرجو أن يذهب عنا الغلاء والفتن والمحن وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني
🔸 أما بعد: فما يمر به الناس هذه الأيام من غلاء في السلع بين وظاهر ولا يخفى على أحد وكلنا يرجو الله تعالى أن يخفف هذا الغلاء وأن يعين على معرفة أسبابه وذهابه.
🔸 وفي هذه المدلهمات التي تمر بالأمة والغلاء الذي تعيشه يخرج أصحاب البدع لتحريك الأمة للخروج على حكامها وكذلك يخرجون للطعن على أهل السنة بكل صفاقة وسوء أدب.
🔸 ولم يكن الواحد يتخيل أن يرى ما يراه الآن من دعاة السرورية من السخرية بمن يدعو الناس للصبر على جور الحكام، وكذلك يسخرون ممن يأمر الناس بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى ويسخرون ممن جعل الغلاء الحاصل له أسباب منها انتشار الشرك وعامة الذنوب.
🔸 وكنا نظن كذلك أن هذه الأفعال الصبيانية قد تكون من غلمان الخوارج ومن رضع من ثديهم من جهلة المسلمين ولكن يبدو أن الدكتور السروري كذلك يلغي أدلة الشرع والواقع ويصير مثل سفهاء القوم.
🔸أقول هذا بعد كتابة الدكتور علاء الدين عثمان في صفحته في الفيس بوك كلاماً فيه سخرية ممن يأمر الناس بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى، وكأن هذا الدكتور لم يقرأ القرآن يوماً ولم ينظر في السنة ساعة.
🔸وكأن الدكتور لم يقرأ قوله تعالى: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [آل عمران: ١٦٥]، وقوله تعالى:﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾
[الأعراف: ٩٦]، وقوله تعالى :﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾
[الروم: ٤١] وهذه الآيات واضحة الدلالة في أن الذنوب سبب للبلاء وأن التوبة سبب لرفع البلاء ونزول الرخاء ولكن القوم صم عمي بكم عنها وعن فهمها.
🔸وأما المذكور في السنة فأكثر من أن يحصر في أن الذنوب سبب للبلاء وأن التوبة سبب لرفعه ومن ذلك الغلاء الحاصل، فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنْتُ عَاشِرَ عَشْرَةِ رَهْطٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسُ خِصَالٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: مَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ حَتَّى أَعْلَنُوا بِهَا إِلَّا ابْتُلُوا بِالطَّوَاعِينِ وَالْأَوْجَاعِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَا نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا *ابْتُلُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ*، وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ فَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَا خَفَرَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَعْمَلْ أَئِمَّتُهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» فالسنين وشدة المئونة وجور السلطان سببها ذنب ارتكبه بعض المسلمين وهذا كلام الصادق المصدوق هل نتركه لتنظير منظر أو فلسفة متفلسف لا والله!!
🔸وكذلك في المسند بسند جيد عن ميمونة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد الزنا فأوشك أن يعمهم الله بعذاب. " ففشو أولاد الزنا سبب للعذاب العام الذي ينزل بالأمة ومن ذلك الغلاء الحاصل واليوم قد انتشرت هذه الرذيلة جداً في الأمة حتى أن أبناء الزنى لهم ديار تأويهم هذا غير من يموت وغير من لا يعرف أنه ابن سفاح وإن كان فشو الزنا مؤذن بالعذاب فكيف بانتشار الشرك في الأمة؟ كيف بانتشار دعاء غير الله؟ كيف بانتشار السحر والدجل؟ كيف بانتشار ترك الصلاة؟ كيف بانتشار الإلحاد والردة عن دين الله؟ أفلا يعقل القوم!!
🔸وكذلك أخرج الأمام أحمد في الزهد بسند صحيح عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ قُبْرُصُ فُرِّقَ بَيْنَ أَهْلِهَا، فَبَكَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ جَالِسًا وَحْدَهُ يَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا يُبْكِيكَ فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا جُبَيْرُ، *مَا أَهْوَنُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَضَاعُوا أَمْرَه*ُ، بَيْنَمَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ لَهُمُ الْمُلْكُ، تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى. فإضاعة أمر الله تعالى سبب للهوان على الله عز وجل كما قاله هذا الصحابي الفقيه رضي الله عنه، وهذا جزء يسير من ادلة متكاثرة فيها تقرير هذا الأصل العظيم لذلك فدعاة أهل السنة والجماعة يرون أن التوبة إلى الله من أسباب ذهاب الغلاء وأن انتشار المعاصي سبب للغلاء وهذا أصل أصيل لا محيد عنه أبداً.
🔸 وكذلك مما يعتقد أهل السنة والجماعة أن نصح الحكام يكون سراً بين الناصح وبين الحاكم والأصل في ذلك ما أخرجه أحمد في المسند وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني رحمه الله
عن عياض بن غنم رضي الله عنه قال : قال رسول الله: من أراد أن ينصح لذي سلطان في أمر فلا يبده علانية ، وليأخذ بيده, فإن قبل منه فذاك, وإلا كان قد أدى الذي عليه.
🔸 فهذه نصوص شرعية لن يتركها أهل السنة والجماعة لتشغيب مشغب والله الموفق والمرجو أن يذهب عنا الغلاء والفتن والمحن وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق