*جماعة واحدة لا جماعات*
الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه.
🔸 أما بعد: فقد أنعم الله على عباده أن أكمل لهم دينهم وأرتضاه لهم ومقتضى هذا الإكمال والرضا أن هذا الدين صالح لكل وقت ومكان يوجد فيه مسلمون وكذلك كل ما يقرب إلى الله والدار الآخرة فهو موجود في الشرع إما نصاً او استنباطاً قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"ومالم يكن من الواجبات ولا من المستحبات، ولم يأمر اللهُ به ورسولُه لا أمرَ إيجاب ولا استحباب، ولا فَضَّلَه اللهُ ورسولُه بالترغيبِ فيه، فليس من الأعمال الصالحة، وليس من العبادات التي يتقَرَّبُ بها إلى الله"جامع المسائل (1/98)، وكذلك ينبغي أن تفهم نصوص الشرع على حسب فهم المتقدمين لها وعملهم قال الشاطبي رحمه الله تعالى :
" يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه الأولون، وما كانوا عليه في العمل به؛ فهو أحرى بالصواب، وأقوم في العلم والعمل ". الموافقات (289/3)، وفي عموم أبواب الشرع ينبغي أن يكون النظر لحقائق الأمور بعيداً عن بهارجها وبعيداً عن العواطف غير المنضبطة بالشرع وإلا دخلت البدع يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
"تُسرع البدع والأهواء إلى قلوبٍ فيها لينٌ وليس عندها تحصينٌ بالعلم النافع، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أتاكم أهل اليمن هم أرقُّ أفئدةً، وألْينُ قلوباً) وهذا ظاهره المدح لهم، وفيه ما يُشير إلى أنه تُسْرِع فيهم الأهواء؛ لأجل رقة تلك الأفئدة، فالفؤاد الرقيق أو العاطفي أو المتحمس أو الكثير الوجل والخوف قد يأتيه أهل الأهواء فيجرفونه، وأما العلم فإنه يورث خشية العلماء، وليست خشية العبادة الجهلة."
الطريق إلى النبوغ العلمي (305)، وكذلك ينبغي أن يكون الهم والمقصود عند النزاع والاختلاف هو معرفة حكم الله ومراده، قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "
ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﻤﻪ ﻭﻣﻘﺼﺪﻩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﻠﺎﻑ, ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ, ﻭﻳﺤﺘﺮﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ, ﻭﻳﻮﻗﺮﻫﻢ, ﻭﻟﻮ ﺃﺧﻄﺆﻭﺍ, ﻟﻜﻦ ﻟﺎ ﻳﺘﺨﺬﻫﻢ ﺃﺭﺑﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ; ﻫﺬﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻃﺮﺍﺡ ﻛﻠﺎﻣﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻮﻗﻴﺮﻫﻢ ﻓﻬﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﻢ ﺃﺭﺑﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ: ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ, ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻟﻪ. ﻗﻴﻞ: ﻫﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ.
ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ, ﻭﺃﻧﻔﻊ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ: ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ; ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ, ﻭﻳﻘﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺈﺟﻤﺎﻝ, ﻭﻳﺪﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ." مجموعة الرسائل و المسائل النجدية (1/12) وهذه الأمور ينبه عليها لكثرة المموهين الملبسين الذين يكتمون الحق وهم يعلمون قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إذا وقع الاستفصال والاستفسار ، انكشفت الأسرار ، وتبين الليل من النهار، وتميز أهل الإيمان واليقين من أهل النفاق المدلسين، الذين لبسوا الحق بالباطل، وكتموا الحق وهم يعلمون" . التسعينية (1-217).
وبعد ما تقدم ذكره فمن المهم جداً لأهل الإسلام أن يجتمعوا وأن يكون بينهم من يدعوهم للاجتماع قال الشيخ العلامة صالح آل الشيخ- حفظه الله -: " لهذا الواجب على كل مخلص أن يسعى إلى أن يجمع الناس على كلمة سواء، *فيها تحكيم الكتاب والسنة، واتباع طريقة السلف وإلغاء الأسماء، وعدم إحداث التعصبات التي قد تثير الناس وتفرق عن الاجتماع*،وكل ناصح لابد أن يسعى في ذلك " شرح فضل الإسلام ص(264) وهذا الاجتماع من صفات أهل السنة والجماعة يقول العلامة ابن باز -رحمه الله - :
ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال:
«افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة- يعني:
كلها في النار إلا واحدة، وهم أتباع موسى عليه السلام- وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة-
والمعنى: أن كلها في النار إلا واحدة، وهم التابعون لعيسى عليه السلام-
قال: وستفترق هذه الأمة- يعني: أمة محمد ﷺ- على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة»
قيل: يا رسول الله؟
من هي الفرقة الناجية؟ قال: "الجماعة"، وفي لفظ: «ما أنا عليه وأصحابي».
*هذه هي الفرقة الناجية، الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول ﷺ واستقاموا عليه، وساروا على نهج الرسول ﷺ ونهج أصحابه*،
وهم أهل السنة والجماعة،
وهم أهل الحديث الشريف السلفيون الذين تابعوا السلف الصالح، وساروا على نهجهم في العمل، وقال البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى :
" أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نجم بالشر ناجمها، وهجم ليفتك بالخير والعلم هاجمها."
آثار البشير الإبراهيمي، (ج٣ ص٢٦٥.)
وقال رحمه الله تعالى :
" الأحزاب كالميزاب، جَمَع الماء كدرًا، وفرَّقه هدرًا، فلا الزلالَ جَمَع، ولا الأرض نَفَع. "
آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (3/ 265).
يقول البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى كذلك موصياً الشباب :
العلمَ العلمَ أيّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب، ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب، في المجامع صخّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتنّنكم عنه مُنزوٍ في خنقه، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم. «عيون البصائر»: (350-351). فتأمل هذا أيها المسلم ودعك من بنيات الطريق فإن العمر قصير والله الموفق لا رب سواه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني
ليلة الخميس 3 شعبان 1439
الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه.
🔸 أما بعد: فقد أنعم الله على عباده أن أكمل لهم دينهم وأرتضاه لهم ومقتضى هذا الإكمال والرضا أن هذا الدين صالح لكل وقت ومكان يوجد فيه مسلمون وكذلك كل ما يقرب إلى الله والدار الآخرة فهو موجود في الشرع إما نصاً او استنباطاً قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"ومالم يكن من الواجبات ولا من المستحبات، ولم يأمر اللهُ به ورسولُه لا أمرَ إيجاب ولا استحباب، ولا فَضَّلَه اللهُ ورسولُه بالترغيبِ فيه، فليس من الأعمال الصالحة، وليس من العبادات التي يتقَرَّبُ بها إلى الله"جامع المسائل (1/98)، وكذلك ينبغي أن تفهم نصوص الشرع على حسب فهم المتقدمين لها وعملهم قال الشاطبي رحمه الله تعالى :
" يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه الأولون، وما كانوا عليه في العمل به؛ فهو أحرى بالصواب، وأقوم في العلم والعمل ". الموافقات (289/3)، وفي عموم أبواب الشرع ينبغي أن يكون النظر لحقائق الأمور بعيداً عن بهارجها وبعيداً عن العواطف غير المنضبطة بالشرع وإلا دخلت البدع يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
"تُسرع البدع والأهواء إلى قلوبٍ فيها لينٌ وليس عندها تحصينٌ بالعلم النافع، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أتاكم أهل اليمن هم أرقُّ أفئدةً، وألْينُ قلوباً) وهذا ظاهره المدح لهم، وفيه ما يُشير إلى أنه تُسْرِع فيهم الأهواء؛ لأجل رقة تلك الأفئدة، فالفؤاد الرقيق أو العاطفي أو المتحمس أو الكثير الوجل والخوف قد يأتيه أهل الأهواء فيجرفونه، وأما العلم فإنه يورث خشية العلماء، وليست خشية العبادة الجهلة."
الطريق إلى النبوغ العلمي (305)، وكذلك ينبغي أن يكون الهم والمقصود عند النزاع والاختلاف هو معرفة حكم الله ومراده، قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "
ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﻤﻪ ﻭﻣﻘﺼﺪﻩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﻠﺎﻑ, ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ, ﻭﻳﺤﺘﺮﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ, ﻭﻳﻮﻗﺮﻫﻢ, ﻭﻟﻮ ﺃﺧﻄﺆﻭﺍ, ﻟﻜﻦ ﻟﺎ ﻳﺘﺨﺬﻫﻢ ﺃﺭﺑﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ; ﻫﺬﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻃﺮﺍﺡ ﻛﻠﺎﻣﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻮﻗﻴﺮﻫﻢ ﻓﻬﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﻢ ﺃﺭﺑﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ: ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ, ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻟﻪ. ﻗﻴﻞ: ﻫﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ.
ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ, ﻭﺃﻧﻔﻊ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ: ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ; ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ, ﻭﻳﻘﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺈﺟﻤﺎﻝ, ﻭﻳﺪﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ." مجموعة الرسائل و المسائل النجدية (1/12) وهذه الأمور ينبه عليها لكثرة المموهين الملبسين الذين يكتمون الحق وهم يعلمون قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إذا وقع الاستفصال والاستفسار ، انكشفت الأسرار ، وتبين الليل من النهار، وتميز أهل الإيمان واليقين من أهل النفاق المدلسين، الذين لبسوا الحق بالباطل، وكتموا الحق وهم يعلمون" . التسعينية (1-217).
وبعد ما تقدم ذكره فمن المهم جداً لأهل الإسلام أن يجتمعوا وأن يكون بينهم من يدعوهم للاجتماع قال الشيخ العلامة صالح آل الشيخ- حفظه الله -: " لهذا الواجب على كل مخلص أن يسعى إلى أن يجمع الناس على كلمة سواء، *فيها تحكيم الكتاب والسنة، واتباع طريقة السلف وإلغاء الأسماء، وعدم إحداث التعصبات التي قد تثير الناس وتفرق عن الاجتماع*،وكل ناصح لابد أن يسعى في ذلك " شرح فضل الإسلام ص(264) وهذا الاجتماع من صفات أهل السنة والجماعة يقول العلامة ابن باز -رحمه الله - :
ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال:
«افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة- يعني:
كلها في النار إلا واحدة، وهم أتباع موسى عليه السلام- وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة-
والمعنى: أن كلها في النار إلا واحدة، وهم التابعون لعيسى عليه السلام-
قال: وستفترق هذه الأمة- يعني: أمة محمد ﷺ- على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة»
قيل: يا رسول الله؟
من هي الفرقة الناجية؟ قال: "الجماعة"، وفي لفظ: «ما أنا عليه وأصحابي».
*هذه هي الفرقة الناجية، الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول ﷺ واستقاموا عليه، وساروا على نهج الرسول ﷺ ونهج أصحابه*،
وهم أهل السنة والجماعة،
وهم أهل الحديث الشريف السلفيون الذين تابعوا السلف الصالح، وساروا على نهجهم في العمل، وقال البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى :
" أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نجم بالشر ناجمها، وهجم ليفتك بالخير والعلم هاجمها."
آثار البشير الإبراهيمي، (ج٣ ص٢٦٥.)
وقال رحمه الله تعالى :
" الأحزاب كالميزاب، جَمَع الماء كدرًا، وفرَّقه هدرًا، فلا الزلالَ جَمَع، ولا الأرض نَفَع. "
آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (3/ 265).
يقول البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى كذلك موصياً الشباب :
العلمَ العلمَ أيّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب، ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب، في المجامع صخّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتنّنكم عنه مُنزوٍ في خنقه، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم. «عيون البصائر»: (350-351). فتأمل هذا أيها المسلم ودعك من بنيات الطريق فإن العمر قصير والله الموفق لا رب سواه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله الحساني
ليلة الخميس 3 شعبان 1439
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق