الحمد لله وصلى الله وسلم على مصطفاه وعلى آله وصحبه ومن والاه
🔸أما بعد: فقد نشرت المجموعات المسماة بالسادة المكاشفية على الفيس بوك والتليجرام منشوراً لتجويز دعاء غير الله وحالهم كحال غيرهم من الصوفية أنهم جمعوا بين أمرين:
1- قلة الفهم.
2- قلة العلم.
وهذا على ما انضاف إليهما من اتباع الهوى فقد تركوا عشرات الأدلة الصحيحة الصريحة التي تنهي عن دعاء غير الله وأن الدعاء والاستغاثة عبادة لا تصرف لغير الله عمدوا إلى أثر موضوع ومكذوب على الصحابة لتمرير باطلهم.
🔸قالوا في رسالتهم: " الدليل على أن نداء العبد الصالح في غير حضرته ليس شركاً ولا معصية "
وهذا العنوان الموضوع خطأ في ذاته فقد دل القرآن والسنة والإجماع على تحريم دعاء غير الله، والتصريح بأن ذلك من الشرك الذي لا يغفره الله قال تعالى: ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين)
وقال تعالى: ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت *فإنك إذًا من الظالمين*.)
وقال تعالى: ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم *تدعون من دون الله* قالوا ضلوا عنا *وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين* )
فهذه الآيات واضحة الدلالة على أن دعاء غير الله كفر به سبحانه وعليه فما كتبه هؤلاء الصوفية مخالف لصريح القرآن.
قال تعالى:( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) وقوله { أَحَداً} نكرة في سياق النهي شملت جميع ما يدعى من دون الله، سواء كان المدعو من دون الله صنماً أو ولياً أو شجرةً أو قبراً أو جنياً، أو غير ذلك، لإن دعاء غير الله هو الشرك الأكبر، والذنب الذي لا يغفر.
🔸 ثم أورد الصوفي كلاماً لابن كثير في البداية والنهاية ليستدل به على باطله ونص كلامه :
"وحمل خالد بن الوليد (رضي الله عنه) حتى جاوزهم وسار لجبال مسيلمة (الكذاب) وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله ثم رجع ثم وقف بين الصفين ودعا وقال: أنا ابن الوليد أنا ابن عامر وزيد، ثم نادى بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ: (يا محمداه)
وهذا الذي نقله الصوفي من البداية والنهاية لابن كثير لا يصح ولا يثبت وابن كثير رحمه الله أورده من غير إسناد وقد أوردها مسندة ابن جرير الطبري في تاريخه فقال ابن جرير الطبري في تاريخه (2/513) كتب إلى السرى عن شعيب عن سيف عن الضحاك بن يربوع عن أبيه عن رجل من بنى سحيم قد شهدها مع خالد قال:
لما اشتد القتال وكانت يومئذ سجالا انما تكون مرة على المسلمين ومرة على الكافرين فقال خالد ايها الناس امتازوا لنعلم بلاء كل حى ولنعلم من اين نؤتى فامتاز اهل القرى والبوادى وامتازت القبائل من اهل البادية وأهل الحاضر فوقف بنو كل أب على رايتهم فقاتلوا جميعا
فقال أهل البوادى يومئذ الان يستحر القتل في الاجزع الاضعف
فاستحر القتل في اهل القرى وثبت مسيلمة ودارت رحاهم عليه فعرف خالد انها لا تركد الا بقتل مسيلمة ولم تحفل بنو حنيفة بقتل من قتل منهم
ثم برز خالد حتى إذا كان امام الصف دعا إلى البراز وانتمى وقال انا ابن الوليد العود انا ابن عامر وزيد ونادى بشعارهم يومئذ ( وكان شعارهم يومئذ يا محمداه ) فجعل لا يبرز له أحد إلا قتله وهو يرتجز أنا ابن أشياخ وسيفي السخت * أعظم شئ حين يأتيك النفت ولا يبرز له شئ إلا أكله .
*هذه الرواية يحتج بها عباد القبور وموطن حجتهم* ( وكان شعارهم يا محمداه ) ،
هذه الرواية موضوعة لا تصلح للإحتجاج في شيء من أبواب الدين لا في العقيدة ولا في غيرها فإن في سندها *سيف بن عمر التميمي وهو كذاب متهم بالزندقة*.
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/255): (روى مطيّن عن يحيى: فَلْس خير منه. وقال أبوداود: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: متروك.
وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة.
وقال ابن عدي: *عامة حديثه منكر*..) اهـ.
وفي سند الخبر *الضحاك بن يربوع لم يوثقه معتبر وتكلم الأزدي فيه لذا ذكره الذهبي في الميزان*
*والرجل من بني سحيم مجهول*
فهذه ثلاث علل تدل على أن هذا الخبر موضوع ومكذوب لذلك لا يصح الاستدلال به على جواز دعاء غير الله تعالى
🔸ثم قال الصوفي :" *أحبابنا الكرام شعار الصحابة في حروب المرتدين كان* *"يا محمداه"* *فهذا دليل واضح من فعل الصحابة الكرام انه يجوز الاستغاثة برسول الله بعد وفاته عليه الصلاة والسلام،*
*والاستغاثة ليس معناها العبادة، المسلم لا يعبد إلا الله، ولكن لا بأس لو استغاث بالرجل الصالح كسيدنا النبيّ على معنى انه يطلب من الله النصر ببركته صلى الله عليه وسلم لمكانته عند الله تعالى...*
وهذا الكلام لي معه عدة تعليقات يسيرة :
1- تقدم بيان أن القصة مكذوبة لذلك لا يصح أن يبنى عليها حكماً شرعياً.
2- أما قوله الاستغاثة ليس معناها العبادة فحق أريد به باطل فالاستغاثة ليست هي العبادة بالمطابقة ولكنها من العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل قال تعالى: ﴿إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ﴾ فالاستغاثة وطلب الغوث عبادة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة بدرفإن الاستغاثة هي طلب الغوث عند حصول شدة -غالباً-
3- والاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه ليست شركاً، وإنما هي من باب إعانة الخلق بعضهم لبعض، وهذا من الأسباب التي ينبغي للمسلم الأخذ بها في حياته إذا أصابته نائبة أو خاف شيئاً، والطفل عندما يبكي يستغيث بأمه من هذا الوجه ومنه قول الله تعالى :( فاستغاثه الذي من شيعته) .
4- أما الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يملكه ولا يقدر عليه فهي شرك مخرج من الملة لأن الاستغاثة دعاء، والدعاء عبادة، والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله قال سبحانه ( وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ*وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
5- الصوفية يريدونها جاهلية شركية لذلك حال المشركين الأوائل أفضل منهم في باب الاستغاثة ودعاء غير الله.، يقول البرعي :
إن ناب خطب في البلاد نزيل ** فقل يا ولي الله اسماعيل.
وقال أيضاً :
استاذك يافقير ** كون عنده ذليل حقير
له اتبع كالصغير ** لا تميل ابداً لغير
كن ثابت عندهو ** لا تضحك عندهو
في كربك أندهو ** بتغيثك جندهو
🔸اسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يكف دعاة الشرك عن دعوتهم.
الحساني
http://t.me/Elhassani1
🔸أما بعد: فقد نشرت المجموعات المسماة بالسادة المكاشفية على الفيس بوك والتليجرام منشوراً لتجويز دعاء غير الله وحالهم كحال غيرهم من الصوفية أنهم جمعوا بين أمرين:
1- قلة الفهم.
2- قلة العلم.
وهذا على ما انضاف إليهما من اتباع الهوى فقد تركوا عشرات الأدلة الصحيحة الصريحة التي تنهي عن دعاء غير الله وأن الدعاء والاستغاثة عبادة لا تصرف لغير الله عمدوا إلى أثر موضوع ومكذوب على الصحابة لتمرير باطلهم.
🔸قالوا في رسالتهم: " الدليل على أن نداء العبد الصالح في غير حضرته ليس شركاً ولا معصية "
وهذا العنوان الموضوع خطأ في ذاته فقد دل القرآن والسنة والإجماع على تحريم دعاء غير الله، والتصريح بأن ذلك من الشرك الذي لا يغفره الله قال تعالى: ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين)
وقال تعالى: ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت *فإنك إذًا من الظالمين*.)
وقال تعالى: ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم *تدعون من دون الله* قالوا ضلوا عنا *وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين* )
فهذه الآيات واضحة الدلالة على أن دعاء غير الله كفر به سبحانه وعليه فما كتبه هؤلاء الصوفية مخالف لصريح القرآن.
قال تعالى:( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) وقوله { أَحَداً} نكرة في سياق النهي شملت جميع ما يدعى من دون الله، سواء كان المدعو من دون الله صنماً أو ولياً أو شجرةً أو قبراً أو جنياً، أو غير ذلك، لإن دعاء غير الله هو الشرك الأكبر، والذنب الذي لا يغفر.
🔸 ثم أورد الصوفي كلاماً لابن كثير في البداية والنهاية ليستدل به على باطله ونص كلامه :
"وحمل خالد بن الوليد (رضي الله عنه) حتى جاوزهم وسار لجبال مسيلمة (الكذاب) وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله ثم رجع ثم وقف بين الصفين ودعا وقال: أنا ابن الوليد أنا ابن عامر وزيد، ثم نادى بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ: (يا محمداه)
وهذا الذي نقله الصوفي من البداية والنهاية لابن كثير لا يصح ولا يثبت وابن كثير رحمه الله أورده من غير إسناد وقد أوردها مسندة ابن جرير الطبري في تاريخه فقال ابن جرير الطبري في تاريخه (2/513) كتب إلى السرى عن شعيب عن سيف عن الضحاك بن يربوع عن أبيه عن رجل من بنى سحيم قد شهدها مع خالد قال:
لما اشتد القتال وكانت يومئذ سجالا انما تكون مرة على المسلمين ومرة على الكافرين فقال خالد ايها الناس امتازوا لنعلم بلاء كل حى ولنعلم من اين نؤتى فامتاز اهل القرى والبوادى وامتازت القبائل من اهل البادية وأهل الحاضر فوقف بنو كل أب على رايتهم فقاتلوا جميعا
فقال أهل البوادى يومئذ الان يستحر القتل في الاجزع الاضعف
فاستحر القتل في اهل القرى وثبت مسيلمة ودارت رحاهم عليه فعرف خالد انها لا تركد الا بقتل مسيلمة ولم تحفل بنو حنيفة بقتل من قتل منهم
ثم برز خالد حتى إذا كان امام الصف دعا إلى البراز وانتمى وقال انا ابن الوليد العود انا ابن عامر وزيد ونادى بشعارهم يومئذ ( وكان شعارهم يومئذ يا محمداه ) فجعل لا يبرز له أحد إلا قتله وهو يرتجز أنا ابن أشياخ وسيفي السخت * أعظم شئ حين يأتيك النفت ولا يبرز له شئ إلا أكله .
*هذه الرواية يحتج بها عباد القبور وموطن حجتهم* ( وكان شعارهم يا محمداه ) ،
هذه الرواية موضوعة لا تصلح للإحتجاج في شيء من أبواب الدين لا في العقيدة ولا في غيرها فإن في سندها *سيف بن عمر التميمي وهو كذاب متهم بالزندقة*.
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/255): (روى مطيّن عن يحيى: فَلْس خير منه. وقال أبوداود: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: متروك.
وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة.
وقال ابن عدي: *عامة حديثه منكر*..) اهـ.
وفي سند الخبر *الضحاك بن يربوع لم يوثقه معتبر وتكلم الأزدي فيه لذا ذكره الذهبي في الميزان*
*والرجل من بني سحيم مجهول*
فهذه ثلاث علل تدل على أن هذا الخبر موضوع ومكذوب لذلك لا يصح الاستدلال به على جواز دعاء غير الله تعالى
🔸ثم قال الصوفي :" *أحبابنا الكرام شعار الصحابة في حروب المرتدين كان* *"يا محمداه"* *فهذا دليل واضح من فعل الصحابة الكرام انه يجوز الاستغاثة برسول الله بعد وفاته عليه الصلاة والسلام،*
*والاستغاثة ليس معناها العبادة، المسلم لا يعبد إلا الله، ولكن لا بأس لو استغاث بالرجل الصالح كسيدنا النبيّ على معنى انه يطلب من الله النصر ببركته صلى الله عليه وسلم لمكانته عند الله تعالى...*
وهذا الكلام لي معه عدة تعليقات يسيرة :
1- تقدم بيان أن القصة مكذوبة لذلك لا يصح أن يبنى عليها حكماً شرعياً.
2- أما قوله الاستغاثة ليس معناها العبادة فحق أريد به باطل فالاستغاثة ليست هي العبادة بالمطابقة ولكنها من العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل قال تعالى: ﴿إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ﴾ فالاستغاثة وطلب الغوث عبادة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة بدرفإن الاستغاثة هي طلب الغوث عند حصول شدة -غالباً-
3- والاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه ليست شركاً، وإنما هي من باب إعانة الخلق بعضهم لبعض، وهذا من الأسباب التي ينبغي للمسلم الأخذ بها في حياته إذا أصابته نائبة أو خاف شيئاً، والطفل عندما يبكي يستغيث بأمه من هذا الوجه ومنه قول الله تعالى :( فاستغاثه الذي من شيعته) .
4- أما الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يملكه ولا يقدر عليه فهي شرك مخرج من الملة لأن الاستغاثة دعاء، والدعاء عبادة، والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله قال سبحانه ( وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ*وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
5- الصوفية يريدونها جاهلية شركية لذلك حال المشركين الأوائل أفضل منهم في باب الاستغاثة ودعاء غير الله.، يقول البرعي :
إن ناب خطب في البلاد نزيل ** فقل يا ولي الله اسماعيل.
وقال أيضاً :
استاذك يافقير ** كون عنده ذليل حقير
له اتبع كالصغير ** لا تميل ابداً لغير
كن ثابت عندهو ** لا تضحك عندهو
في كربك أندهو ** بتغيثك جندهو
🔸اسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يكف دعاة الشرك عن دعوتهم.
الحساني
http://t.me/Elhassani1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق