الثلاثاء، 17 يوليو 2018

الرد على القبوري الخنجر

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فقد كتب صلاح الدين الخنجر مقالاً اسماه (الذل والهوان لبني وهبان) والخنجر مصاب بمس من جنون اسمه الوهابية مخلوط بجهل وسَفَه ومن كان حاله مثله لا يصلح معه الجدال الذي فيصله الحجة بالحجة والدليل بالدليل فهو لا يرفع بالأدلة رأساً وليس من طالبي الحق ومريدي الشرع وإنما أمثاله في الأمة يحتاجون لعراجين النخل يدق بها رأسهم حتى يذهب مابهم من مس.
🔸 وليس في مقاله هذا وعامة ما يكتبه غير الجهل والمهاترات والسب والطعن واللمز مع استخدام اللغة السوقية والعامية القبيحة وفوق هذا كله فهو داعية شركٍ فيها مريد من الناس أن يرجعوا للتعلق بالقبور بعد أن تركوها وأن يكونوا متصوفة بعد أن نبذوها.
🔸 ولكَم تمنيت أن يكون الخنجر غير هذه الصورة القذرة ولكنه رضي لنفسه بالذل والهوان ولا يصلح معه وأمثاله من السِفلة غير مخاطبتهم بلغتهم ومجاراتهم في طريقتهم وليس الخنجر مبتدع هذه الطريقة وانما هو وارث لأسلافه كابن حجر الهيتمي والنبهاني وعثمان بن منصور وأضرابهم وقد قال أحد أئمتنا وهو  الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله كلاماً ينطبق على الخنجر قاله في رده على *عثمان بن منصور*:
فهذا الرجل *مولع بمسبة أهل العلم، وعيبهم وتجهيلهم؛* ومن عادة أهل البدع *إذا أفلسوا من الحجة، وضاقت عليهم السبل، تروحوا إلى عيب أهل السنة وذمهم، ومدح أنفسهم*؛ والواجب أن يتكلم الإنسان بعلم وعدل، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط} الآية  .
وهذا الرجل يحمل خشبته منذ سنين، ولا يجد من يصلبه، وأهل السنة والحديث في كل مكان وزمان، هم محنة أهل الأرض، يمتاز أهل السنة والجماعة بمحبتهم، والثناء عليهم، ويعرف أهل البدع والاختلاف، بعيبهم وشنايتهم.
(الدرر السنية ٤/١٠٢)
🔸 والخنجر في مقاله أراد أن يصل لعدة أمور :
1- أن يجعل الدعوة السلفية هي المملكة العربية السعودية.
2- أن المملكة الآن محاربة للدعوة السلفية عن طريق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
3- أن الدعوة السلفية الآن منبوذة في العالم ساقطة فيه.
أما جعله للدعوة السلفية أنها المملكة العربية السعودية فهذا يدل على جهله ومكره وخبثه فالدعوة السلفية كانت قبل قيام الدولة السعودية وقبل غيرها فلا ترتبط هذه الدعوة بدولة أو غيرها فهي قديمة بقدم الإسلام فإن حقيقة الدعوة السلفية *العمل بالكتاب والسنة على فهم الصحابة ومن بعدهم من الأئمة المرضيين* فهي قبل أي دولة أو مِصر والخنجر يعلم ذلك ولكنه يتعامى عن ذلك عامداً ولا ينكر أحد نصر الدولة السعودية للدعوة السلفية وقيامها بشرع الله ونبذها للشرك والبدع والخرافة منذ وقت الملك المؤسس إلى هذا اليوم وحصول هنَّات وبعض المنكرات لا يعني كفرانهم بالدعوة السلفية وماذكره الخنجر من وجود هذه المنكرات يعتبر نقص في هذه الدولة المباركة ونرجو الله أن يمن ويوفق ويعين على تركها ولكن أصول الإسلام العظام لا زالت قائمة وظاهرة،  فهذه الدولة منذ قيامها وإلى يومنا تحارب الشرك والبدع والخرافة قال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب والإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمها الله في بيان المنهاج الذي قامت عليه هذه الدولة :

أما ما نحن عليه من الدين؟ فعلى دين الإسلام، الذي قال الله فيه: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} .

وأما ما دعونا الناس إليه؟ *فندعوهم إلى التوحيد، الذي قال الله فيه خطابا لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} ، وقوله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا}.*

وأما ما نهينا الناس عنه؟ *فنهيناهم عن الشرك، الذي قال الله فيه: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار} . وقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم على سبيل التغليظ، وإلا فهو منزه، هو وإخوانه عن الشرك: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} ، وغير ذلك من الآيات* " .الدرر السنية (١/٩٥) فهذه هي الدعوة السلفية والدولة السعودية دعوة للتوحيد ونبذ للشرك من أول قيامها إلى يومنا هذا ولله الحمد فلا تجد هناك قبراً يزار ولا شيخاً يدعى ويستغاث به ولا تجد طرق صوفية فليس هناك في العلن طرق صوفية وإن كان لديهم نشاط ففي الخفاء ولله الحمد كالمجرم المتستر بجريمته بل في الحرمين ليس هناك شيخاً واحداً من مشايخ الصوفية بل المشايخ الذين يدرسون هناك هم السلفيون والكتب التي تدرس هي الكتب السلفية بل لا يظهر الملك السعودي في كثير من الأحيان إلا ومعه أحد مشايخ الدعوة السلفية الكبار بل حتى الأمير الذي تتبجح أنه يحارب الدعوة السلفية في آخر سفر له خارج المملكة كان صاحبه فيه الشيخ العلامة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب  وأحد علماء الدعوة السلفية ولما رجع بعد أيام يسيرة زار العلامة صالح الفوزان حفظه الله ورعاه لذلك إما أنك ممسوس أو أنك تتعاطى شيء يذهب بعقلك أيها الخنجر ولا يبعد الثانية فمقالك لا يخلو من الاستشهاد بأغاني حسين شندي ونحوه من الفنانين.
🔸 أما باقي كلامه في المقال فساقط وكذب والخنجر يعلم ذلك والدعوة السلفية ولله الحمد تسير سيراً حثيثاً لا يخفى على الخنجر ولن تقف هذه الدعوة من التمدد حتى قيام الساعة فهي منصورة بنصر الله ومؤيدة بتوفيق الله والحقيقة أن الصوفية هي التي تحتضر ولا أدل على ذلك من تناقص أعداد الناس في احتفالاتهم البدعية وأذكارهم الشركية.
🔸 وعلى كل حال فلسنا في السعودية ولا يسرنا ماذكرته من معاصي وهذه المعاصي ليست هي الخلاف والنزاع بيننا فخلافنا معك هل العبادة هي حق الله وحده كما يعتقد المسلمون أم أنها  ليست له وحده كما يعتقد الصوفية ويدعون إليه في مديحهم الذي يمدحونه؟  وهل المتصرف في الكون هو الله وحده كما يعتقد المسلمون أم أنه ليس وحده المتصرف في الكون كما يعتقد الصوفية؟ وأنت ممن يعتقد أن شيوخكم يتصرفون في المطر مع الله نعوذ بك اللهم من الخذلان!!
خلافنا معكم في هذا نريد ربط الناس بالله ويريدون ربطهم بشيوخكم يقول عبدالرحيم البرعي:

*دعني أصاحب سادتي وأماشي دوما على رغم الحسود الواشي*

*وأزورهم في كل حين طالبا بركاتهم وأنا لديهم خاشي*

*ما مسني سوء وجئت رحابهم إلا وعني ذاهب متلاشي*

*هم عدتي عند الشدائد كلها هم موئلي في كل خطب فاشي*

*أرجو بهم نصرا وإكراما غدا واليوم تيسيرا لأمر معاشي*

*لذ بالرجال العارفين بربهم كالجيلي والبدوي والدقلاشي*

*والمقتفين على هدى من ربهم آثارهم كالتوم والكباشي*
فدعوتكم وثنية لا اتفاق بيننا وبينكم حتى تتركوا الشرك بالله وما ذكرته من وجود تيار يريد التقارب معكم فهؤلاء ليسوا منا ولسنا منهم فأصل أصول الدعوة السلفية تولي أهل الإيمان والتبرؤ من أهل الشرك والكفران.
🔸 وقبل الختام هاك هذه الأبيات التي سطرها الاستاذ أيوب صديق في وصف الخنجر وصاحب له آخر من قصيدة له طويلة :
أُخيَّا رضاعِ الشتمِ لا ثمَ مهرباً 
بأن تشعرا عجزاً فبالشتم تجأرا
ولن تقبلا رأياً وإن جاء ناصعاً 
من الحق مثل البدر في الليل أزهرا
ولن تقبلا قولاً وإن كان مُنزلاً 
إذا لم يكُ البرعيُّ للقول مصدرا
لِواذاً بركين الكِبر نصراً لباطلٍ
وذو الكِبر ما أشقاه حظاً وأعسرا
فقد كان ذا البرعيُّ حَلاجَ عصرنا 
فلجَّ غلـواً فاسـتزاد وأكـثرا
كِلا أمرَ دينكما له كي تلاقيا
بأُخراكما منه الأسى والتحسرا
فذكرهما بالموتِ يا صاحِ واعظاً
إذا كان ذو الأهواء يُشفى تذكـُّرا
أظل لهذا الصنفِ دوماً محارباً 
لعليَ الـقى اللهَ ذنبي مُكـفِـرا

و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

عبدالله الحساني.
ليلة الثلاثاء 22 شعبان 1439

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق