الثلاثاء، 28 فبراير 2017

علو الله جل وعلا على خلقه معلوم بالاضطرار من دين الإسلام



الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
🔸 أما بعد: فمن أظهر مسائل الشرع إثبات علو الله على خلقه ولا أعرف مسألة أظهر منها إلا وجود الله تعالى وهذه المسألة (علو الله)  دل عليها الشرع والعقل والفطرة. قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (5/121) :" قَدْ وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ " بِالْعُلُوِّ وَالِاسْتِوَاءِ عَلَى الْعَرْشِ وَالْفَوْقِيَّةِ " فِي كِتَابِهِ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ حَتَّى قَالَ بَعْضُ أَكَابِرِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ : فِي الْقُرْآنِ " أَلْفُ دَلِيلٍ " أَوْ أَزْيَدُ : تَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَالٍ عَلَى الْخَلْقِ وَأَنَّهُ فَوْقَ عِبَادِهِ "
فهذه أدلة القرآن فقط فكيف بأدلة القرآن والسنة والإجماع والفطرة، لذلك فقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن الأدلة على العلو بلغت ألفي دليل فقال في النونية :
ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻟﻘﻮﻟﻨﺎ * ﺃﻟﻔﺎً ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﺍﻟﻔﺎﻥ
ﻋﻘﻼ ﻭﻧﻘﻼ ﻣﻊ ﺻﺮﻳﺢ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻷ * ﻭﻟﻰ ﻭﺫﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻛﻞ ﻳﺪﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ * ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺒﺎﻳﻦ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ.
🔸وهذه بعض الإشارات في هذه المسألة العظيمة أوضح فيها بعض الحقائق مدعومة بنقولات لأهل العلم تعين المسلم على معرفة عقيدته :
🔸 بعض الأدلة من القرآن على إثبات العلو:
1- ﻗﻮﻟـﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻳَﺨَﺎﻓُﻮﻥَ ﺭَﺑَّﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﻓَﻮْﻗِﻬِﻢْ ‏) ‏[ ﺍﻟﻨﺤﻞ : 50 ‏] . وهذه الأية تتحدث عن الملائكة.
2- ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺳَﺒِّﺢْ ﺍﺳْﻢَ ﺭَﺑِّﻚَ ﺍﻷَﻋْﻠَﻰ ‏) ‏[ ﺍﻷﻋﻠﻰ : 1 ‏] .
3- ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﻭَﻫﻮَ ﺍﻟْﻘَﺎﻫِﺮُ ﻓَﻮْﻕَ ﻋِﺒَﺎﺩِﻩ (ِ ‏[ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ : 18 ‏] .
4-ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺃَﺃَﻣِﻨﺘُﻢْ ﻣَﻦْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﺃَﻥْ ﻳَﺨْﺴِﻒَ ﺑِﻜُﻢْ ﺍﻷَﺭْﺽَ ‏) ‏[ ﺍﻟﻤﻠﻚ 16: ‏]
5- ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻳَﺼْﻌَﺪُ ﺍﻟْﻜَﻠِﻢُ ﺍﻟﻄّﻴّﺐُ ﻭَﺍﻟْﻌَﻤَﻞُ ﺍﻟﺼّﺎﻟِﺢُ ﻳَﺮْﻓَﻌُﻪُ ‏) ‏[ ﻓﺎﻃﺮ : 10 ‏].
6- ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺇﻧﻲ ﻣﺘﻮﻓﻴﻚ ﻭﺭﺍﻓﻌﻚ ﺇﻟﻲ ‏) ‏[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 55: ‏]
7 - ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺗﻌﺮﺝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻴﻪ ‏) ‏[ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺝ 4: ‏]
8 - ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﻳﺪﺑﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﻳﻌﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ‏) ‏[ ﺍﻟﺴﺠﺪﺓ 5: ‏]
ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺘﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
9- ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺗﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ‏) ‏[ ﻏﺎﻓﺮ : 2 ‏]
10 - ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ‏) ‏[ ﻓﺼﻠﺖ : 2 ‏]
ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
11- ﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺇﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ‏) ‏[ ﻳﻮﻧﺲ : 3 ‏]
12 - ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻤﺪ ﺗﺮﻭﻧﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ‏) ‏[ ﺍﻟﺮﻋﺪ : 2 ‏]
13 - ﻭﻗﻮﻟـﻪ : ‏( ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺳﺘﻮﻯ ‏) ‏[ ﻃﻪ : 5 ‏]
ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﻋﻦ ﻓﺮﻋﻮ ﺃﻧﻪ ﺭﺍﻡ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻴﻄّﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻴﻜﺬﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ .
14-‏( ﻭﻗﺎﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻳﺎ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻟﻲ ﺻﺮﺣﺎ ﻟﻌﻠﻲ ﺃﺑﻠﻎ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ‏( 36 ‏) ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻓﺄﻃّﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺇﻧﻲ ﻷﻇﻨﻪ ﻛﺎﺫﺑﺎ ‏) ‏[ ﻏﺎﻓﺮ ‏]
فسحقاً لأناس كذبوا بأمر صدق به أكفر البشر
🔸 اﻷﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻣﻨﻬﺎ :

1- ﺣـﺪﻳﺚ :  (ﺃﻻ ﺗﺄﻣﻨﻮﻧﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻣﻴﻦ ﻣَﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ؟ !)  . ﺭﻭﺍﻩ : ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ  ، ﻭﻣﺴﻠﻢ ‏ .
2- ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻲ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺗﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﺎً ﻟﻲ ﻗِﺒَـﻞَ ﺃﺣﺪ ﻭ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﻴﺔ ، ﻓﺎﻃّـﻠﻌﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺬﻳﺐ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺑﺸﺎﺓ ﻣﻦ ﻏﻨﻤﻬﺎ ، ﻭ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﺁﺩﻡ ﺁﺳﻒ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺳﻔﻮﻥ ، ﻟﻜﻨﻲ ﺻﻜﻜﺘﻬﺎ ﺻﻜّـﺔ ﻓﺄﺗﻴﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻌﻈّﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲّ .
ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻓﻼ ﺃﻋﺘﻘﻬﺎ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺍﺋﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ .
ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﻧﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻗﺎﻝ : ﺃﻋﺘﻘﻬﺎ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ . ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
3- ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺃﻥ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺨﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﻘﻮﻝ : ﺯﻭﺟﻜﻦ ﺃﻫﺎﻟﻴﻜﻦ، ﻭﺯﻭﺟﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻡ ﻥ ﻓﻮﻕ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﺎﻭﺍﺕ . ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ : ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻜﺤﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ . ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺯﻭﺟﻨﻴﻚ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻋﺮﺷﻪ .
4 - ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ؛ ( ﻳﺘﻌﺎﻗﺒﻮﻥ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻼﺋﻜﺔٌ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ , ﻭﻣﻼﺋﻜﺔٌ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ , ﻭﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ . ﺛﻢ ﻳﻌﺮﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻓﻴﻜﻢ ﻓﻴﺴﺄﻟﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻋﻠﻢُ ﺑﻬﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻛﺘﻢ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺗﺮﻛﻨﺎﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﺼﻠﻮﻥ , ﻭﺃﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﺼﻠﻮﻥ)  ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
5 - ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏( ﻣﻦ ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻌﺪﻝ ﺗﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﻃﻴﺐ , ﻻ
ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻄﻴﺐ ..... ‏) ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ
6 - ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏( ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ , ﻓﺘﺄﺑﻲ ﻋﻠﻴﻪ , ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺳﺎﺧﻄﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻬﺎ ‏) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ

7 - ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﺃﻧﻪ ترﺩﺩ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ
8 - ﻭﻋﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺃﺭﻙ ﺗﺼﻮﻡ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﻡ ﺷﻌﺒﺎﻥ؟ ﻗﺎﻝ ‏( ﺫﻟﻚ ﺷﻬﺮ ﻳﻐﻔﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﺐ ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺷﻬﺮ ترﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ...... ‏) ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ
9 - ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ : ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ‏( ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻮﻥ ﻳﺮﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﺍﺭﺣﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺮﺣﻤﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ‏) .
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ

🔸 ذكر اجماع المسلمين على علو الله عز وجل:
ذكر جماعة من أهل العلم اجماع الأمة على علوه سبحانه وأكتفي بذكر بعضها للإشارة على هذا الأمر :
قال ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ رحمه الله :
ﻗﺎﻝ : " ﻛﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮﻭﻥ ﻧﻘﻮﻝ : ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻮﻕ ﻋﺮﺷﻪ ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ "
ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻟﻠﺬﻫﺒﻲ 137 ﻭﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻟﻠﺒﻴﻬﻘﻲ ، ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ (13/417).
قال ابن بطة رحمه الله :
ﺑﺎﺏ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ ﺑﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻣﺤﻴﻂ ﺑﺨﻠﻘﻪ
ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ ﻓﻮﻕ ﺳﻤﻮﺍﺗﻪ ﺑﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻣﺤﻴﻂ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ , ﻭﻻ ﻳﺄﺑﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺤﻞ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺤﻠﻮﻟﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﺯﺍﻏﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻬﻮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﻤﺮﻗﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﺍﺗﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻪ ﻣﻜﺎﻥ ."
ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ (3/ 136)
قال أبو عثمان الصابوني :
‏( وعلماء_الأمة وأعيان الأئمة من السلف رحمهم الله لم يختلفوا في أن الله تعالى على عرشه، وعرشه فوق سماوته  )
‏* إعتقاد السلف وأصحاب الحديث (ص176)
قال شيخ الإسلام  ابن تيمية رحمه الله :
" وجواب هذا أن يقال القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة بعد تدبر ذلك كالعلم بالأكل والشرب في الجنة والعلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب والعلم بأن الله بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير والعلم بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما بل نصوص العلو قد قيل إنها تبلغ مئين من المواضع والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين متواترة موافقة لذلك فلم يكن بنا حاجة إلى نفي ذلك من لفظ معين قد يقال إنه يحتمل التأويل ولهذا لم يكن بين الصحابة والتابعين نزاع في ذلك كما تنطق بذلك كتب الآثار المستفيضة المتواترة في ذلك وهذا يعلمه من له عناية بهذا الشأن أعظم مما يعلمون أحاديث الرجم والشفاعة والحوض والميزان وأعظم مما يعلمون النصوص الدالة على خبر الواحد والإجماع والقياس وأكثر مما يعلمون النصوص الدالة على الشفعة وسجود السهو ومنع نكاح المرأة على عمتها وخالتها ومنع ميراث القاتل ونحو ذلك مما تلقاه عامة الأمة بالقبول ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين .  "
درء تعارض العقل و النقل (7/27)

🔸 ذكر كلام أهل العلم في كفر منكر العلو:
 إنكار العلو كفر بالله عز وجل لذلك يجد الناظر في كتب أئمة الإسلام المصنفة في أصول الدين عند ذكرهم للجهمية وتكفيرهم لهم أن مما كُفّروا به إنكارهم لعلو الله عز وجل،  وكذلك فإن علو الله عز وجل معلوم بالاضطرار من دين الإسلام وعندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم اختبار الجارية لمعرفة إيمانها سألها بقوله: ( أين الله)  فلما أجابت بأنه في السماء حكم عليها بالإيمان.
قال عبدالله بن الإمام أحمد في كتابه السنة :
٤١ - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ: " وَذُكِرَ، هَؤُلَاءِ الْجَهْمِيَّةُ، قَالَ: «إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ أَنْ يَقُولُوا لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ» فنفي العلو هي قول الجهمية الكفار
  قال عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة :
٢٢ - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ كَيْفَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَعْرِفَ، رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: عَلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ، وَلَا نَقُولُ كَمَا تَقُولُ الْجَهْمِيَّةُ إِنَّهُ هَاهُنَا فِي الْأَرْضِ "

 قال عبدالله بن الإمام أحمد في كتابه السنة :
٦٥ - حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ دَلُّوَيْهِ، سَمِعْتُ يَحْيَىَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيَّ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ، يَقُولُ: «كَلَّمْتُ بِشْرَ الْمَرِيسِيَّ وَأَصْحَابَ بِشْرٍ فَرَأَيْتُ آخِرَ كَلَامِهِمْ يَنْتَهِي أَنْ يَقُولُوا لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ» وبشر المريسي كافر ونفي العلو مما كفر به
قال عبد الله بن أحمد في السنة 168 - حدثني أبو الحسن بن العطار محمد بن محمد قال : سمعت محمد بن مصعب العابد ، يقول : « من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك لا يعرفك ، أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سماوات ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة »
قال الهروي في ذم الكلام 1315 - ((ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم ومشائخنا))

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/396) :" أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ تَمِيْمٍ اللَّبْلِيُّ ببَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْحٍ بِهَرَاةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَفَّافُ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ إِمْلاَءً، قَالَ:
مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللهَ - تَعَالَى - يَعْجَبُ، وَيَضْحَكُ ، وَيَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُوْلُ: (مَنْ يَسْأَلُنِي، فَأُعْطِيَهُ ) ، فَهُوَ زِنْدِيْقٌ كَافِرٌ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقه، وَلاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلاَ يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ المُسْلِمِيْنَ"

قال الحاكم في معرفة علوم الحديث 161 - سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : « من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته ، فهو كافر بربه يستتاب ، فإن تاب ، وإلا ضربت عنقه ، وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون ، والمعاهدون بنتن ريح جيفته  ، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين ، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم »

 قال شيخ الإسلام الرد على البكري (2/494) :" و لهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية و النفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم أنا لو وافقتكم كنت كافرا لأني أعلم أن قولكم كفر و أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال وكان هذا خطابا لعلمائهم و قضاتهم و شيوخهم وأمرائهم و أصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح و المعقول الصريح الموافق له وكان هذا خطابنا".

قال ابن الحنبلي في الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة (2/451) : "فهؤلاء الأصناف كلها جهمية وهم كفار زنادقة"
والنقل في هذا الباب أكثر من أن يحصر وهذه إشارة كافية لمن تدبرها والله الموفق لا رب سواه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

عبدالله بن  محمد  الحساني
20/2/1438

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق