الحمد لله وصلى الله على مصطفاه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد فهذه كلمات وجمع لنقولات عن علم الحديث والأثر مبينة فضله وعلو منزلته بين العلماء تسليةً لطالبيه وتنبيهاً لمبتغيه من الطلاب الأكارم " فطوبى لمن جد فيه وحصل منه على تنويه، يملك من العلوم النواصي، ويقرب من أطرافها البعيد القاصي، ومن لم يرضع من دره، ولم يخض في بحره ولم يقتطف من زهره، ثم تعرض للكلام في المسائل والأحكام _ فقد جار فيما حكم، وقال على الله ما لم يعلم. "
ولا أكثر عليك الكلام أيها المحب، وخذ مني قول من طب لمن حب وهذا أوان الشروع في المقصود :
● عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) أخرجه مسلم.
● قال علي بن المديني رحمه الله تعالى : (هم أهل الحديث، والذين يتعاهدون مذاهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذبون عن العلم،) شرف أصحاب الحديث (9).
● قال البخاري رحمه الله تعالى : (يعني أصحاب الحديث) شرف أصحاب الحديث ( 66).
● قال يزيد بن هارون وأحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى :( إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. ) شرف أصحاب الحديث (67).
● عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( اني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما: كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) مالك والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع
● عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه ( نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً، فحفظه حتى يبلغه كما سمعه، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) . أحمد والترمذي.
● قال ابن العربي في عارضة الأحوذي :( مامن أحدٍ يطلب الحديث إلا على وجهه نضرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم " نضر الله.. ").
● قال القاري رحمه الله تعالى :( ولولم يكن في طلب الحديث وحفظه وتبليغه فائدة سوى أن يستفيد بركة هذه الدعوة المباركة لكفى ذلك فائدةً وغنماً..).
● عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاةً) الترمذي وابن حبان.
● قال ابن حبان عقب هذا الحديث :( في الخبر بيان صحيح على أن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة أصحاب الحديث إذ ليس في هذه الأمة قوم أكثر صلاة منهم).
● قال الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث :( قال لنا أبو نعيم: هذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسْخاً وذِكْراً).
● قال الزهري رحمه الله تعالى :( لايطلب الحديث من الرجال إلا ذكرانها ولا يزهد فيه إلا إناثها.) المحدث الفاصل (31)
● قال الأعمش رحمه الله تعالى : ( لا أعلم قوما أفضل من قوم يطلبون هذا الحديث ويحيون هذه السنة. ) الإلماع (27)
● قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى :( الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الأرض) شرف أصحاب الحديث (89).
● روى أبو نعيم في الحلية عن سفيان الثوري قال: "إن هذا الحديث عز من أراد به الدنيا فدنيا، ومن أراد به الآخرة فآخرة".
ورواه ابن بشران في الأمالي والخطيب في شرف أصحاب الحديث بسند حسن عن عبد الله بن داود الخريبي.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان والخطيب في شرف أصحاب الحديث والذهبي في السير عن سهل بن عبد الله التستري: "من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة".
● قال الشافعي رحمه الله تعالى :( إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلاً من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) الحلية ( 9/109).وفي رواية أخرى عنه قال: أي الشافعي رحمه الله :( إذا رائت رجلاً من أصحاب الحديث فكأني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حيا) شرف أصحاب الحديث (86).
● قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :( أهل الحديث أفضل من تكلم في العلم. ) شرف أصحاب الحديث ( 92).
● قال الرامهرمزي: ( فقد شرف الله الحديث وفضل اهله وأعلى منزلته وحكمه على كل نحلة، وقدمه على كل علم، ورفع من ذكر من حمله وعني به، فهم بيضة الدين، ومنار الحجة،..... وكفى بالمحدث شرفا أن يكون اسمه مقرونا باسم النبي صلى الله عليه وسلم وذكره متصلا بذكره) المحدث الفاصل (161).
● قال ابن حبان رحمه الله عن أهل الحديث :( حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين وصانه من ثلب القادحين، جعلهم عند التنازع ائمة الهدى، وفي النوازل مصابيح الدجى، فهم ورثة الأنبياء ومأنس الأصفياء) الاحسان (101).
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى : ( وقد جعل الله تعالى أهل الحديث أركان الشريعة وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله في خليقته، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحجتهم قاهرة.
وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء ولا يلتفتون الي الآراء، يقبل منهم مارووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته وأوعية العلم وحملته.. ) شرف أصحاب الحديث ( 37).
● قال القاضي عياض رحمه الله :( فإن علم الكتاب والأثر أصل الشريعة الذي إليه انتماؤها، وأساس علومها الذي عليه ارتفع تفريع فروعها وبناؤها، وهو علم عذب المشرب، رفيع المطلب، متدفق الينبوع، متشعب الفصول والفروع) الإلماع (ص4).
● روى الخطيب عن أبي عبد الله الحاكم النيسابوري رحمه الله أنه قال:
(إن أصحاب الحديث خير الناس، وكيف لا يكونون كذلك، وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم، وجعلوا غذاءهم الكتابة، وسمرهم المعارضة، واسترواحهم المذاكرة، وخلوقهم المداد ... فعقولهم بلذاذة السنة غامرة، وقلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة، تَعَلُّمُ السنن سرورهم، ومجالس العلم حبورهم، وأهل السنة قاطبة إخوانهم، وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم)، [الرحلة إلى طلب الحديث ص: 221].
● قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( فلا ينتصر لشخص انتصارا مطلقاً عاماً إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لطائفة انتصارا مطلقاً عاما، إلا للصحابة رضي الله عنهم أجمعين فإن الهدى يدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دار ومع أصحابه دون أصحاب غيره) مجموع الفتاوى (5/262).
● قال أبو محمد المنيري رأيت أحمد الجرجاني في النوم بعد وفاته ، فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي بكثرة كتبي الحديث ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
طبقات الشافعية للسبكي - (ج1 ص١٨٠).
● قال صديق حسن خان رحمه الله تعالى ( اعلم أن أنف العلوم الشريفة ومفتاحها، ومشكاة الأدلة السمعية ومصباحها، وعمدة المناهج اليقينية ورأسها، ومبنى شرائع الإسلام وأساسها، ومستند الروايات الفقهية كلها، ومأخد الفنون الدينية دقها وجلها، وأسوة جملة من الأحكام وأسها... هو علم الحديث الشريف الذي تعرف به جوامع الكلم، وتنفجر منه ينابيع الحكم وتدور عليه رحى الشرع بالأسر، وهو ملاك نهى وأمر، ولولاه لقال من شاء ما شاء، وخبط الناس خبط عشواء، وركبوا متن عمياء. ) الحطة في ذكر الصحاح الستة (64).
وقال ايضاً:( أي صديق حسن خان) في كتابه ( نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار) بعد أن سا ق أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و الاكثار منها- قال (ص161):
(( لاشك في أن أكثر المسلمين صلاة عليه صلى الله عليه وسلم هم أهل الحديث و رواة السنة المطهرة، فأن من وظائهم في العلم الشريف التصلية عليه أمام كل حديث، ولا يزال لسانهم رطبا بذكره صلى الله عليه وسلم, وليس كتاب من كتب السنة ولا ديوان من دواوين الحديث- على اختلاف أنواعها، من (الجوامع) و (المسانيد) و (المعاجم) و (الأجزاء) وغيرها -إلا وقد أشتمل على الألف الاحاديث، حتى أقصرها حجم كتاب((الجامع الصغير)) للسيوطى عشرة آلاف حديث, وقس على ذلك سائرا لصحف النبوية فهذه العصابة الناجية والجماعة الحديثية أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ويوم القيامة, وأسعدهم بشفا عته صلى الله عليه وسلم - بأبي هو و أمي -ولا يساويهم في هذه الفضيلة أحد من الناس إلا من جاء بأفضل مماجأووا به, ودونه خرط القتاد, فعليك ياباغى الخير ! وطالب النجاة بلا ضمير !أن تكون محدثا أو متطفلا على المحدثين, وألا فلا تكن...فليس فيما سوى ذلك من عائد تعود إليك )) ثم قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله بقوله, قلت:وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني من هؤلاء المحدثين الذين هم أولى الناس برسوله صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا الكتاب من الأدلة على ذلك، ورحم الله الإمام أحمد إمام السنة الذي أنشد:
دين النبي محمد أخبار
نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله
فالرآى ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثرى الهدى
والشمس بازغة لها أنوار
فهذه نقولات يسيرة وغيرها كثير جداً لمن أراد فليراجع تحفة الأحوذي ومقدمة شرح ابن ماجه للشيخ العلامة محمد علي آدم حفظه الله وشرف أصحاب الحديث وغيرها.
وأختم بهذه الأبيات
انشد الحافظ ابو طاهر السلفي لنفسه :
يا قاصدا علم الحديث يذمه ** اذ ضل عن طرق الهداية وهمه
ان العلوم كما علمت كثيرة ** واجلها فقه الحديث وعلمه
من كان طالبه وفيه تيقظ *** فأتم سهم في المعالي سهمه
لولا الحديث واهله لم يستقم ** دين النبي وشذ عنا حكمه
واذا استراب بقولنا متحذلق *** فأضل فهم في البسيطة فهمه
قال ابو الوفا : صدق ابو طاهر , ولله دره.
عبدالله بن محمد الحساني
صباح الأحد 27/ربيع الثاني 1437
أما بعد فهذه كلمات وجمع لنقولات عن علم الحديث والأثر مبينة فضله وعلو منزلته بين العلماء تسليةً لطالبيه وتنبيهاً لمبتغيه من الطلاب الأكارم " فطوبى لمن جد فيه وحصل منه على تنويه، يملك من العلوم النواصي، ويقرب من أطرافها البعيد القاصي، ومن لم يرضع من دره، ولم يخض في بحره ولم يقتطف من زهره، ثم تعرض للكلام في المسائل والأحكام _ فقد جار فيما حكم، وقال على الله ما لم يعلم. "
ولا أكثر عليك الكلام أيها المحب، وخذ مني قول من طب لمن حب وهذا أوان الشروع في المقصود :
● عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) أخرجه مسلم.
● قال علي بن المديني رحمه الله تعالى : (هم أهل الحديث، والذين يتعاهدون مذاهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذبون عن العلم،) شرف أصحاب الحديث (9).
● قال البخاري رحمه الله تعالى : (يعني أصحاب الحديث) شرف أصحاب الحديث ( 66).
● قال يزيد بن هارون وأحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى :( إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. ) شرف أصحاب الحديث (67).
● عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( اني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما: كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) مالك والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع
● عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه ( نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً، فحفظه حتى يبلغه كما سمعه، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) . أحمد والترمذي.
● قال ابن العربي في عارضة الأحوذي :( مامن أحدٍ يطلب الحديث إلا على وجهه نضرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم " نضر الله.. ").
● قال القاري رحمه الله تعالى :( ولولم يكن في طلب الحديث وحفظه وتبليغه فائدة سوى أن يستفيد بركة هذه الدعوة المباركة لكفى ذلك فائدةً وغنماً..).
● عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاةً) الترمذي وابن حبان.
● قال ابن حبان عقب هذا الحديث :( في الخبر بيان صحيح على أن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة أصحاب الحديث إذ ليس في هذه الأمة قوم أكثر صلاة منهم).
● قال الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث :( قال لنا أبو نعيم: هذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسْخاً وذِكْراً).
● قال الزهري رحمه الله تعالى :( لايطلب الحديث من الرجال إلا ذكرانها ولا يزهد فيه إلا إناثها.) المحدث الفاصل (31)
● قال الأعمش رحمه الله تعالى : ( لا أعلم قوما أفضل من قوم يطلبون هذا الحديث ويحيون هذه السنة. ) الإلماع (27)
● قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى :( الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الأرض) شرف أصحاب الحديث (89).
● روى أبو نعيم في الحلية عن سفيان الثوري قال: "إن هذا الحديث عز من أراد به الدنيا فدنيا، ومن أراد به الآخرة فآخرة".
ورواه ابن بشران في الأمالي والخطيب في شرف أصحاب الحديث بسند حسن عن عبد الله بن داود الخريبي.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان والخطيب في شرف أصحاب الحديث والذهبي في السير عن سهل بن عبد الله التستري: "من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة".
● قال الشافعي رحمه الله تعالى :( إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلاً من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) الحلية ( 9/109).وفي رواية أخرى عنه قال: أي الشافعي رحمه الله :( إذا رائت رجلاً من أصحاب الحديث فكأني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حيا) شرف أصحاب الحديث (86).
● قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :( أهل الحديث أفضل من تكلم في العلم. ) شرف أصحاب الحديث ( 92).
● قال الرامهرمزي: ( فقد شرف الله الحديث وفضل اهله وأعلى منزلته وحكمه على كل نحلة، وقدمه على كل علم، ورفع من ذكر من حمله وعني به، فهم بيضة الدين، ومنار الحجة،..... وكفى بالمحدث شرفا أن يكون اسمه مقرونا باسم النبي صلى الله عليه وسلم وذكره متصلا بذكره) المحدث الفاصل (161).
● قال ابن حبان رحمه الله عن أهل الحديث :( حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين وصانه من ثلب القادحين، جعلهم عند التنازع ائمة الهدى، وفي النوازل مصابيح الدجى، فهم ورثة الأنبياء ومأنس الأصفياء) الاحسان (101).
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى : ( وقد جعل الله تعالى أهل الحديث أركان الشريعة وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله في خليقته، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحجتهم قاهرة.
وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء ولا يلتفتون الي الآراء، يقبل منهم مارووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته وأوعية العلم وحملته.. ) شرف أصحاب الحديث ( 37).
● قال القاضي عياض رحمه الله :( فإن علم الكتاب والأثر أصل الشريعة الذي إليه انتماؤها، وأساس علومها الذي عليه ارتفع تفريع فروعها وبناؤها، وهو علم عذب المشرب، رفيع المطلب، متدفق الينبوع، متشعب الفصول والفروع) الإلماع (ص4).
● روى الخطيب عن أبي عبد الله الحاكم النيسابوري رحمه الله أنه قال:
(إن أصحاب الحديث خير الناس، وكيف لا يكونون كذلك، وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم، وجعلوا غذاءهم الكتابة، وسمرهم المعارضة، واسترواحهم المذاكرة، وخلوقهم المداد ... فعقولهم بلذاذة السنة غامرة، وقلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة، تَعَلُّمُ السنن سرورهم، ومجالس العلم حبورهم، وأهل السنة قاطبة إخوانهم، وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم)، [الرحلة إلى طلب الحديث ص: 221].
● قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( فلا ينتصر لشخص انتصارا مطلقاً عاماً إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لطائفة انتصارا مطلقاً عاما، إلا للصحابة رضي الله عنهم أجمعين فإن الهدى يدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دار ومع أصحابه دون أصحاب غيره) مجموع الفتاوى (5/262).
● قال أبو محمد المنيري رأيت أحمد الجرجاني في النوم بعد وفاته ، فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي بكثرة كتبي الحديث ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
طبقات الشافعية للسبكي - (ج1 ص١٨٠).
● قال صديق حسن خان رحمه الله تعالى ( اعلم أن أنف العلوم الشريفة ومفتاحها، ومشكاة الأدلة السمعية ومصباحها، وعمدة المناهج اليقينية ورأسها، ومبنى شرائع الإسلام وأساسها، ومستند الروايات الفقهية كلها، ومأخد الفنون الدينية دقها وجلها، وأسوة جملة من الأحكام وأسها... هو علم الحديث الشريف الذي تعرف به جوامع الكلم، وتنفجر منه ينابيع الحكم وتدور عليه رحى الشرع بالأسر، وهو ملاك نهى وأمر، ولولاه لقال من شاء ما شاء، وخبط الناس خبط عشواء، وركبوا متن عمياء. ) الحطة في ذكر الصحاح الستة (64).
وقال ايضاً:( أي صديق حسن خان) في كتابه ( نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار) بعد أن سا ق أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و الاكثار منها- قال (ص161):
(( لاشك في أن أكثر المسلمين صلاة عليه صلى الله عليه وسلم هم أهل الحديث و رواة السنة المطهرة، فأن من وظائهم في العلم الشريف التصلية عليه أمام كل حديث، ولا يزال لسانهم رطبا بذكره صلى الله عليه وسلم, وليس كتاب من كتب السنة ولا ديوان من دواوين الحديث- على اختلاف أنواعها، من (الجوامع) و (المسانيد) و (المعاجم) و (الأجزاء) وغيرها -إلا وقد أشتمل على الألف الاحاديث، حتى أقصرها حجم كتاب((الجامع الصغير)) للسيوطى عشرة آلاف حديث, وقس على ذلك سائرا لصحف النبوية فهذه العصابة الناجية والجماعة الحديثية أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ويوم القيامة, وأسعدهم بشفا عته صلى الله عليه وسلم - بأبي هو و أمي -ولا يساويهم في هذه الفضيلة أحد من الناس إلا من جاء بأفضل مماجأووا به, ودونه خرط القتاد, فعليك ياباغى الخير ! وطالب النجاة بلا ضمير !أن تكون محدثا أو متطفلا على المحدثين, وألا فلا تكن...فليس فيما سوى ذلك من عائد تعود إليك )) ثم قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله بقوله, قلت:وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني من هؤلاء المحدثين الذين هم أولى الناس برسوله صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا الكتاب من الأدلة على ذلك، ورحم الله الإمام أحمد إمام السنة الذي أنشد:
دين النبي محمد أخبار
نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله
فالرآى ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثرى الهدى
والشمس بازغة لها أنوار
فهذه نقولات يسيرة وغيرها كثير جداً لمن أراد فليراجع تحفة الأحوذي ومقدمة شرح ابن ماجه للشيخ العلامة محمد علي آدم حفظه الله وشرف أصحاب الحديث وغيرها.
وأختم بهذه الأبيات
انشد الحافظ ابو طاهر السلفي لنفسه :
يا قاصدا علم الحديث يذمه ** اذ ضل عن طرق الهداية وهمه
ان العلوم كما علمت كثيرة ** واجلها فقه الحديث وعلمه
من كان طالبه وفيه تيقظ *** فأتم سهم في المعالي سهمه
لولا الحديث واهله لم يستقم ** دين النبي وشذ عنا حكمه
واذا استراب بقولنا متحذلق *** فأضل فهم في البسيطة فهمه
قال ابو الوفا : صدق ابو طاهر , ولله دره.
عبدالله بن محمد الحساني
صباح الأحد 27/ربيع الثاني 1437
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق