الحمد لله وصلى الله وسلم على مصطفاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد :فقد شكى صاحبي بالأمس من تغير الناس وعدم مبالاتهم بأمر الأخوة فكم يجتهد مع بعض أصحابه في إيصال الخير، والتفقد لهم، والسؤال عن أحوالهم، والقيام بكل ما يمكنه القيام به لأجله ولكنه تفكر في جمعٍ منهم فلم يجد منهم خيراً ولا وصلاً بأقل وسائله بل بعضهم يستكثر أن يتصل ولو انقطع عنهم مدة ليست باليسيرة وهذا خلل واضح وجهل بيّن بحقوق الإخوان وتغييب تام لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا ومعاملاتنا وعدم مراعاة لهذه العبادة العظيمة الحب في الله ،
روى الإمام مالك في موطئه [ 1711 ] :
"عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني أنه قال : دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شاب براق الثنايا وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه وصدروا عن قوله فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل فلما كان الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي قال فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت والله إني لأحبك لله فقال آلله فقلت آلله فقال آلله فقلت آلله فقال آلله فقلت آلله قال فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه وقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في."
ولست بصدد بيان فضل الحب في الله فالجميع يعرفه ولا يخفى على أحد من الناس وإنما أردت أن أذكر شيئاً من هدي من مضى ومن به يقتدى في القيام بحقوق الصحبة والبذل لمن أحبوه في الله وفرحهم بالظفر بأخٍ في الله ثم التنبيه على من ناح على حال أهل زمانه وأستمد العون من الله تعالى.
وليُعْلَم كذلك أن ليس كل من صافيته صفى لك وده فللصداقة حدود من ألَمّ بها استراح قال ابن حزم رحمه الله تعالى :
"حد الصداقة الذي يدور على طرفي محدوده هو أن يكون المرء يسوءه ما ساء الآخر، ويسره ما سره. فما سفل عن هذا فليس صديقاً ومن حمل هذه الصفة فهو صديق"
الأخلاق و السير
رسائله (1/361).
ونبدأ بذكر بعض أحوال السلف في هذا الأمر :
-قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/497) :" قَالَ يُوْسُفُ بنُ البُهْلُوْلِ الأَزْرَقُ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، قَالَ:
أَظَلَّ العِيْدُ رَجُلاً وَعِنْدَهُ مائَةُ دِيْنَارٍ لاَ يَملِكُ سِوَاهَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَدِيْقٌ يَسْتَرعِي مِنْهُ نَفَقَةً، فَأَنْفَذَ إِلَيْهِ بِالمائَةِ دِيْنَارٍ، فَلَمْ يَنشَبْ أَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ رُقْعَةٌ مِنْ بَعْضِ إِخْوَانِه يَذكُرُ أَنَّهُ أَيْضاً فِي هَذَا العِيْدِ فِي إِضَاقَةٍ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ بِالصُّرَّةِ بِعَيْنِهَا.
قَالَ: فَبَقِيَ الأَوَّلُ لاَ شَيْءَ عِنْدَهُ، فَاتَّفَقَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى الثَّالِثِ وَهُوَ صَدِيْقُه يَذْكُرُ حَالَه، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الصُّرَّةَ بِخَتْمِهَا.
قَالَ: فَعَرَفهَا، وَرَكِبَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ: خَبِّرْنِي، مَا شَأْنُ هَذِهِ الصُّرَّةِ؟
فَأَخْبَرَهُ الخَبَرَ، فَرَكِبَا مَعاً إِلَى الَّذِي أَرسَلَهَا، وَشَرَحُوا القِصَّةَ، ثُمَّ فَتَحُوهَا، وَاقتَسَمُوهَا.
قَالَ ابْنُ البُهْلُوْلِ: الثَّلاَثَةُ: يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ، وَآخَرُ نَسِيتُهُ."
إِسْنَادُهَا صَحِيْحٌ.
-قال ابْنُ عُيَيْنَةَ:
"قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: إِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي فِي الحَجِّ رَغبَةً لِقَاءُ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ."
سير أعلام النبلاء (5/302).
-قَالَ هِشَام بن عبدالملك :
"مَا بَقِيَ عَلَيَّ بِشَيْءٍ مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا إِلاَّ وَقَدْ نِلْتُه إِلاَّ شَيْئاً وَاحِداً، أَخٌ أَرْفَعُ مُؤْنَةَ التَّحَفُّظِ مِنْهُ."
سير أعلام النبلاء (5/352).
-قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ:
"بَعَثَ ابْنُ المُنْكَدِرِ إِلَى صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ بِأَرْبَعِيْنَ دِيْنَاراً، ثُمَّ قَالَ لِبَنِيْهِ: يَا بَنِيَّ! مَا ظَنُّكُم بِمَنْ فَرَّغَ صَفْوَانَ بنَ سُلَيْمٍ لِعبَادَةِ رَبِّه."
سير أعلام النبلاء (5/356).
-عَنْ عُثْمَانَ بنِ وَاقِدٍ، قَالَ:
"قِيْلَ لابْنِ المُنْكَدِرِ: أَيُّ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: الإِفضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: كَانَ سَيِّداً، يُطعِمُ الطَّعَامَ، وَيَجْتَمِعُ عِنْدَه القُرَّاءُ."
سير أعلام النبلاء (5/356).
- قَالَ ابْنُ المَاجِشُوْنِ:
"إِنَّ رُؤْيَةَ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ لَتَنْفَعُنِي فِي دِيْنِي."
سير أعلام النبلاء (5/360).
فهذه بعض النماذج تكفي في الإشارة لما أُريد بيانه وكما قيل: ( يكفي من القلادة ماحوى العنق).
أما من اشتكى حال أهل زمانه فكثير وهذه إشارات كذلك لذلك.
-قال أبو الدرداء -رضي الله عنه :
"وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقِلَهْ "
«زهد ابن المبارك» ( ص61)
-قال أبو هريرة – رضي الله عنه -:
"ذهب الناس وبقي النسناس، قيل له: وما النسناس؟
قال: الذين يشبهون الناس وليسوا بالناس."
زهد البيهقي( ص121).
-عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"رحم الله لبيداً إذ يقول:
ذَهَبَ الذينَ يُعَاشُ في أكنافِهِم***وَبَقِيتُ في خَلفً كجلدِ الأَجربِ
قالت عائشة: كيف لو أدرك زماننا هذا ؟
قال عروة: رحم الله عائشة، كيف لو أدركت زماننا هذا ؟
قال الزهري: رحم الله عروة، كيف لو أدرك زماننا هذا ؟
قال الزبيدي: رحم الله الزهري، كيف لو أدرك زماننا هذا ؟"
سير أعلام النبلاء (2/198).
-قال ابن عباس رضي الله عنه -:
"وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا !وذلك لا يجدي على أهله شيئاً"
«حلية الأولياء» (1/312).
-قال أبو نعيم في الحلية (6/ 388) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ، يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ:" وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَقَدْ حَلَّتِ الْعُزْلَةُ."
-قال ميمون بن مهران رحمه الله :
"لَوْ نُشِرَ فِيْكُم رَجُلٌ مِنَ السَّلَفِ، مَا عَرَفَ إِلاَّ قِبْلَتُكُم."
سير أعلام النبلاء (5/75).
- قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: «خَالَطْتُ النَّاسَ خَمْسِينَ سَنَةً فَمَا وَجَدْتُ رَجُلًا غَفَرَ لِي ذَنْبًا وَلَا وَصَلَنِي إِذَا قَطَعْتُهُ وَلَا سَتَرَ عَلَى عَوْرَةٍ , وَلَا ائْتَمَنْتُهُ إِذَا غَضِبَ فَالِاشْتِغَالُ بِهَؤُلَاءِ حَمَقٌ كَبِيرٌ».
الحلية (8/146).
وغيرها كثير حتى ألف أبوبكر بن خلف بن المرزبان كتاباً في ( فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب)
ومع ماذكر فالخير باق في الأمة ولايزال في الناس بقية من أهل الوفاء عرفوا الحق وحفظوا العهد ومن ابتلي بتغير اخوانه فليلجأ إلى الله وليلهج بذكره ففي الله عوض وهو المستعان وعليه التكلان والله الموفق لارب سواه .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله بن محمد الحساني
8 شعبان 1437
أما بعد :فقد شكى صاحبي بالأمس من تغير الناس وعدم مبالاتهم بأمر الأخوة فكم يجتهد مع بعض أصحابه في إيصال الخير، والتفقد لهم، والسؤال عن أحوالهم، والقيام بكل ما يمكنه القيام به لأجله ولكنه تفكر في جمعٍ منهم فلم يجد منهم خيراً ولا وصلاً بأقل وسائله بل بعضهم يستكثر أن يتصل ولو انقطع عنهم مدة ليست باليسيرة وهذا خلل واضح وجهل بيّن بحقوق الإخوان وتغييب تام لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا ومعاملاتنا وعدم مراعاة لهذه العبادة العظيمة الحب في الله ،
روى الإمام مالك في موطئه [ 1711 ] :
"عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني أنه قال : دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شاب براق الثنايا وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه وصدروا عن قوله فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل فلما كان الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي قال فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت والله إني لأحبك لله فقال آلله فقلت آلله فقال آلله فقلت آلله فقال آلله فقلت آلله قال فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه وقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في."
ولست بصدد بيان فضل الحب في الله فالجميع يعرفه ولا يخفى على أحد من الناس وإنما أردت أن أذكر شيئاً من هدي من مضى ومن به يقتدى في القيام بحقوق الصحبة والبذل لمن أحبوه في الله وفرحهم بالظفر بأخٍ في الله ثم التنبيه على من ناح على حال أهل زمانه وأستمد العون من الله تعالى.
وليُعْلَم كذلك أن ليس كل من صافيته صفى لك وده فللصداقة حدود من ألَمّ بها استراح قال ابن حزم رحمه الله تعالى :
"حد الصداقة الذي يدور على طرفي محدوده هو أن يكون المرء يسوءه ما ساء الآخر، ويسره ما سره. فما سفل عن هذا فليس صديقاً ومن حمل هذه الصفة فهو صديق"
الأخلاق و السير
رسائله (1/361).
ونبدأ بذكر بعض أحوال السلف في هذا الأمر :
-قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/497) :" قَالَ يُوْسُفُ بنُ البُهْلُوْلِ الأَزْرَقُ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، قَالَ:
أَظَلَّ العِيْدُ رَجُلاً وَعِنْدَهُ مائَةُ دِيْنَارٍ لاَ يَملِكُ سِوَاهَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَدِيْقٌ يَسْتَرعِي مِنْهُ نَفَقَةً، فَأَنْفَذَ إِلَيْهِ بِالمائَةِ دِيْنَارٍ، فَلَمْ يَنشَبْ أَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ رُقْعَةٌ مِنْ بَعْضِ إِخْوَانِه يَذكُرُ أَنَّهُ أَيْضاً فِي هَذَا العِيْدِ فِي إِضَاقَةٍ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ بِالصُّرَّةِ بِعَيْنِهَا.
قَالَ: فَبَقِيَ الأَوَّلُ لاَ شَيْءَ عِنْدَهُ، فَاتَّفَقَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى الثَّالِثِ وَهُوَ صَدِيْقُه يَذْكُرُ حَالَه، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الصُّرَّةَ بِخَتْمِهَا.
قَالَ: فَعَرَفهَا، وَرَكِبَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ: خَبِّرْنِي، مَا شَأْنُ هَذِهِ الصُّرَّةِ؟
فَأَخْبَرَهُ الخَبَرَ، فَرَكِبَا مَعاً إِلَى الَّذِي أَرسَلَهَا، وَشَرَحُوا القِصَّةَ، ثُمَّ فَتَحُوهَا، وَاقتَسَمُوهَا.
قَالَ ابْنُ البُهْلُوْلِ: الثَّلاَثَةُ: يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ، وَآخَرُ نَسِيتُهُ."
إِسْنَادُهَا صَحِيْحٌ.
-قال ابْنُ عُيَيْنَةَ:
"قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: إِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي فِي الحَجِّ رَغبَةً لِقَاءُ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ."
سير أعلام النبلاء (5/302).
-قَالَ هِشَام بن عبدالملك :
"مَا بَقِيَ عَلَيَّ بِشَيْءٍ مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا إِلاَّ وَقَدْ نِلْتُه إِلاَّ شَيْئاً وَاحِداً، أَخٌ أَرْفَعُ مُؤْنَةَ التَّحَفُّظِ مِنْهُ."
سير أعلام النبلاء (5/352).
-قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ:
"بَعَثَ ابْنُ المُنْكَدِرِ إِلَى صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ بِأَرْبَعِيْنَ دِيْنَاراً، ثُمَّ قَالَ لِبَنِيْهِ: يَا بَنِيَّ! مَا ظَنُّكُم بِمَنْ فَرَّغَ صَفْوَانَ بنَ سُلَيْمٍ لِعبَادَةِ رَبِّه."
سير أعلام النبلاء (5/356).
-عَنْ عُثْمَانَ بنِ وَاقِدٍ، قَالَ:
"قِيْلَ لابْنِ المُنْكَدِرِ: أَيُّ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: الإِفضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: كَانَ سَيِّداً، يُطعِمُ الطَّعَامَ، وَيَجْتَمِعُ عِنْدَه القُرَّاءُ."
سير أعلام النبلاء (5/356).
- قَالَ ابْنُ المَاجِشُوْنِ:
"إِنَّ رُؤْيَةَ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ لَتَنْفَعُنِي فِي دِيْنِي."
سير أعلام النبلاء (5/360).
فهذه بعض النماذج تكفي في الإشارة لما أُريد بيانه وكما قيل: ( يكفي من القلادة ماحوى العنق).
أما من اشتكى حال أهل زمانه فكثير وهذه إشارات كذلك لذلك.
-قال أبو الدرداء -رضي الله عنه :
"وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقِلَهْ "
«زهد ابن المبارك» ( ص61)
-قال أبو هريرة – رضي الله عنه -:
"ذهب الناس وبقي النسناس، قيل له: وما النسناس؟
قال: الذين يشبهون الناس وليسوا بالناس."
زهد البيهقي( ص121).
-عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"رحم الله لبيداً إذ يقول:
ذَهَبَ الذينَ يُعَاشُ في أكنافِهِم***وَبَقِيتُ في خَلفً كجلدِ الأَجربِ
قالت عائشة: كيف لو أدرك زماننا هذا ؟
قال عروة: رحم الله عائشة، كيف لو أدركت زماننا هذا ؟
قال الزهري: رحم الله عروة، كيف لو أدرك زماننا هذا ؟
قال الزبيدي: رحم الله الزهري، كيف لو أدرك زماننا هذا ؟"
سير أعلام النبلاء (2/198).
-قال ابن عباس رضي الله عنه -:
"وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا !وذلك لا يجدي على أهله شيئاً"
«حلية الأولياء» (1/312).
-قال أبو نعيم في الحلية (6/ 388) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ، يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ:" وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَقَدْ حَلَّتِ الْعُزْلَةُ."
-قال ميمون بن مهران رحمه الله :
"لَوْ نُشِرَ فِيْكُم رَجُلٌ مِنَ السَّلَفِ، مَا عَرَفَ إِلاَّ قِبْلَتُكُم."
سير أعلام النبلاء (5/75).
- قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: «خَالَطْتُ النَّاسَ خَمْسِينَ سَنَةً فَمَا وَجَدْتُ رَجُلًا غَفَرَ لِي ذَنْبًا وَلَا وَصَلَنِي إِذَا قَطَعْتُهُ وَلَا سَتَرَ عَلَى عَوْرَةٍ , وَلَا ائْتَمَنْتُهُ إِذَا غَضِبَ فَالِاشْتِغَالُ بِهَؤُلَاءِ حَمَقٌ كَبِيرٌ».
الحلية (8/146).
وغيرها كثير حتى ألف أبوبكر بن خلف بن المرزبان كتاباً في ( فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب)
ومع ماذكر فالخير باق في الأمة ولايزال في الناس بقية من أهل الوفاء عرفوا الحق وحفظوا العهد ومن ابتلي بتغير اخوانه فليلجأ إلى الله وليلهج بذكره ففي الله عوض وهو المستعان وعليه التكلان والله الموفق لارب سواه .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالله بن محمد الحساني
8 شعبان 1437
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق