الاثنين، 27 فبراير 2017

صلة الرحم

الحمدلله وصلى الله وسلم على مصطفاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم:
  اما بعد فهذه كلمات جمعتها تتعلق بأمر صلة الرحم والتحذير من قطيعتها لما رأيت تهاوناً في هذا الأمر من بعض المسلمين، ومادعاني أكثر لجمعها أخ حبيب إلي * رائت له تهاوناً واضح وليس لي غير الجمع هنا وجميع الأحاديث التي سأوردها هي من كتب العلامة الألباني رحمه الله تعالى الا حديثاً واحداً فقط والله الموفق :

 1_ما ورد بشأن صلة الرحم وقطعها :
*في القرآن:
أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى وهم الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (البقرة:83) .

وقال تعالى : (( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) (البقرة:177) .

وقال تعالى : (( يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)) (البقرة:215) .

وقال تعالى : (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ . وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) (لأنفال:74ـ 75) .

وقال تعالى : (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )) (النساء:36) .

وقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) (النحل:90).

وقال تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً * وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً )) (الإسراء:27) .

وقال تعالى : (( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه وأولئك هم المفلحون)) .

كما أنه سبحانه عظم قدر الأرحام فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) (النساء:1).

وقال سبحانه وتعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)) (محمد:23).

وقال سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)) (الرعد:25).
*في السنة :
- عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله،ولا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصل الرحم)) البخاري-الفتح3(1396)  ، ومسلم (14) .

*في الصحيحين ان أسماء رضي الله عنها قالت: قدمت علي أمي و هي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قدمت علي أمي و هي راغبة.  أ فأصل أمي؟  قال: ( نعم صلي أمك).  قال ابن حجر رحمه الله عند شرحه لهذا الحديث: ( قال الخطابي: وفيه أن الرحم الكافرة توصل من المال ونحوه كما توصل المسلمة.)

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة  ( صحيح ) _ أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده 2757 حدثنا إسحاق بن سعيد قال حدثني أبي قال كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فسأله من أنت قال فمت له برحم بعيدة فألان له القول فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . . ( فذكره ) . والحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد 73 دون قصة الرجل وزاد وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها . ( صحيح )
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا ةالآخرة . وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار ] . ( صحيح )
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ قال الله أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته ] . ( صحيح ) _

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا _ مع ما يدخر له في الآخرة _ من البغي وقطيعة الرحم)  . ( صحيح ) .

  *( بادروا بالأعمال خصالا ستا إمرة السفهاء وكثرة الشرط وقطيعة الرحم وبيع الحكم واستخفافا بالدم ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم)  . ( صحيح ) .

* (إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن يصل من وصلها ويقطع من قطعها) . ( صحيح ) . ( شجنة بتثليث الشين المعجمة الشعبة من كل شيء كما في المعجم الوسيط . وفي الترغيب وقال أبو عبيد يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق والحجزة بضم الحاء المهملة موضع شد الإزار من الوسط . ويقال أخذ بحجزته التجأ إليه واستعان به كما في المعجم ) .

* عن ابي ذر قال: ( أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع 1 _ أمرني بحب المساكين والنو منهم . 2 _ وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي . 3 _ وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت . 4 _ وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا . 5 _ وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مرا . 6 _ وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم . 7 _ وأمرني أن أكثر من قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فإنهن من كنز تحت العرش . ( وفي رواية فإنها كنز من كنوز الجنة )) . صحيح .

*( إن الرحم شجنة من الرحمن عز وجل واصلة لها لسان ذلق تتكلم بما شاءت فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله ] . عن عبد الله بن عمرو _ بالوهط _ قال عطف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعه فقال فذكره . ( وإسناده جيد ) . وله شواهد كثيرة تقدم بعضها برقم 1602 . وراجع لشواهده تخريج الحلال والحرام 405 . ( الشجنة الشعبة من كل شيء كما في الوسيط وهي بالضم والكسر كما في النهاية وفي الترغيب 226/3 قال أبو عبيد يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق .


* (إن الله عز وجل لما خلق الخلق قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن [ فقال مه ] قالت هذا مقام العائذ [ بك ] من القطيعة قال [ نعم ] أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك [ قالت بلى يارب ] قال فذاك [ لك ] اقرؤا إن شئتم [ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم . أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ] )


ما هي الرحم التي تجب صلتها وتحرم قطيعتها؟
اختلف العلماء في حد الرحم التي تجب صلتها وتحرم قطيعتها على قولين:
الأول: قالوا بأن الرحم التي تجب صلتها خاصة بكل رحم محرم بحيث لو كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى حرمت مناكحتها وعلى هذا القول لا يدخل أولاد الأعمام ولا أولاد الأخوال في الأرحام.
الثاني: قالوا بأن الرحم تطلق على الأقارب الذين يجمعك وإياهم نسب واحد سواء كان ذا محرم أم بينك وبينه توارث أم لا وهذا هو الصواب الذي رجحه النووي والقرطبي وابن حجر وغيرهم ويستدل بصحة هذا القول بحديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً» (رواه مسلم).

فالرحم التي توصل ثلاثة أنواع:
1- رحم عامة: وهم من تربطك بهم علاقة الإسلام وهؤلاء كما يقول الإمام القرطبي: يجب مواصلتهم بملازمة الإيمان والمحبة لأهله ونصرتهم، والنصيحة لهم وترك مضارتهم.
2- رحم خاصة: وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه وتجب لهم من الحقوق ما للعامة، وزيادة كالنفقة، وتفقد أحوالهم، وترك التغافل عن أحوالهم، وتعاهدهم في أوقات ضروراتهم.
3- رحم القريب غير المسلم: فأجاز الإسلام صلتهم بالبر والإحسان إليهم وليس ذلك بمُحرّم ولا منهي عنه؛ لأن مجرد فعل المعروف معهم وصلتهم لا يستلزم المودة والتحابب المنهي عنه والدليل على ذلك قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]. قال العلماء: وحقيقة الصلة العطف والرحمة، فصلة الله سبحانه وتعالى عبارة عن لطفه بهم ورحمته إياهم وعطفه بإحسانه ونعمه أو صلتهم بأهل ملكوته الأعلى وشرح صدورهم لمعرفته وطاعته. وقال القاضي عياض: "ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة".
   وقال النووي: "واختلفوا في حد الرحم التي تجب صلتها فقيل: هو كل رحم محرم بحيث لو كان أحدهما ذكراً أو أنثى حرمت مناكحتها، وقيل: هو عام في كل رحم من ذوي الأرحام فيالميراث يستوي في ذلك المحرم وغيره وهو الصواب" (شرح صحيح مسلم، ج16، ص87). وقال النووي رحمه الله: "صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول فتارة تكون بالمال وتارة بالخدمة وتارة بالزيادة والسلام وغير ذلك"..

وهذه لطائف وأقوال أختم لك بها :
*صح في الصحيحين عن ابن عمر (أنه كان في طريقه بين مكة والمدينة، فأتاه أعرابي فأعطاه ابن عمر حماراً له كان يركبه، وعمامة له كان يستظل بها من الشمس، فقال ابن دينار وهو مولى ابن عمر راوي الحديث عنه: رحمك الله يا أبا عبد الرحمن ! إنهم الأعراب وإنهم يرضون بأقل من هذا، فقال ابن عمر : إن أب هذا كان صديقاً لـعمر بن الخطاب ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أبر البر أن يصل الولد -وفي رواية: الرجل- ذوي ود أبيه)، أي الذين كان بينهم وبين أبيه ود، فمن أبر البر أن يصلهم ولده.

* روي عنه صلى الله عليه وسلم (أنه عندما قفل من غزوة بدر نزل بفج الروحاء أو بالصفراء، فأمر علي بن أبي طالب أن يضرب عنق النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط صبراً، ففعل، فأتاه كتاب من قتيلة أو نتيلةابنة النضر أو أخته من مكة فيه هذه الأبيات:

يا راكباً إن الأثيل مظنة من صبح خامسة وأنت موفق

أبلغ به ميتاً بأن تحية ما إن تزال بها النجائب تخفق

مني إليك وعبرة مسفوحة جادت بواكفها وأخرى تخنق

هل يسمعنَّ النضر إن ناديته أم كيف يسمع ميت لا ينطق

ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق

صبراً يقاد إلى المنية متعباً رسف المقيد وهو عان موثق

أمحمد يا خير ضيء كريمة في قومها والفحل فحل معرق

ما كان ضرك لو مننت فربما منَّ الفتى وهو المغيظ المحنق

أو كنت قابل فدية فلنأتين بأعز ما يغلو لديك وينفق

فـالنضر أقرب من أسرت قرابة وأحقهم إن كان عتق يعتق

فلما قرئت الأبيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم دمعت عيناه، وقال: لو أتتني هذه الأبيات لأرسلته إليها برمته)، أي: بحبله الذي فيه، فهو امرؤ مشرك كافر، وكان محارباً لله ورسوله، ومع ذلك رق له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استنشد بالرحم.

، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: والله لدرهم أنفقه على قريب لي أحب إليّ من عشرة أتصدق بها على معدم، ولعشرة أعطيها قريباً لي أحب إليّ من مائة أتصدق بها على معدم.(هذه القصة وكلام علي رضي الله عنه الله اعلم بصحتها فلتبحث)

في تفسير الطبري: ( إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك، ولم تعطه من مالك فقد قطعته)
قال ابن عابدين رحمه الله تعالى: ( وصلة الرحم واجبة ولو كانت بسلام وتحية وهدية ومعاونة ومجالسة ومكالمة وتلطف وإحسان ويزورهم)  الدر المحتار (6/411).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :( وصلة الأرحام واجبة بالإجماع،  وإنما الخلاف فيمن تجب صلته)
مجموع الفتاوى (29/186).
قال ابن مفلح رحمه الله تعالى :( قد توعد الله سبحانه من قطع الرحم باللعن وإحباط العمل،  ومعلوم أن الشرع لم يُرِد صلة كل ذي رحم وقرابة،  إذ لو كان ذلك لوجب صلة جميع بني آدم،  فلم يكن بد من ضبط ذلك بقرابة تجب صلتها وإكرامها ويحرم قطعها)  الآداب الشرعية (1/452)

والله الموفق لا رب سواه
عبدالله بن محمد الحساني
ليلة الاثنين 14جمادي الأولى 1437

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق